بعدما رفعت Breath of the Wild راية جديدة لتصميم العالم المفتوح، تبادر في ذهن الجميع كيف لمطوري Zelda خرق هذا السقف العالي؟ وهل من الممكن لعنوانهم الجديد The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom يصل إلى ما حققته سالفتها؟
تأتينا Tears of the Kingdom محملةُ بإرث عريق منذ العام 1986، وتحمل على عاتقها الكثير مع انتظار شغف اللاعبين ومحبي سلسلة Zelda بالخصوص، وعشاق تصنيف الأكشن المغامرات والعالم المفتوح بالعموم.
زيلدا دموع المملكة تنبثق من زميلتها النسمة البرية لتقدم لنا الاستكشاف والإثارة وأساليب اللعب الفريدة في عالم مفتوح مفعم بالنشاطات.
القصة.. تتمة تكشف أسرارً جديدة!
الجميع أشار على القصور في تقديم قصة Breath of the Wild لأسباب عديدة، وأهمها أحداث القصة التي لم تسرد في الوقت الحالي للعبة ولكن تم تقديمها على شكل ذكريات حدثت في الماضي كما يعرف بال Flashback، ولكن في Tears of the Kingdom كان الأمر مختلف قليلًا، وهذا التغيير القليل أعطى للقصة تفاعل أكثر وترابط مباشر للاعب مع القصة، حيث قدمت القصة على شكلين؛ الأول: سرد قصصي بمقاطع سينمائية في الوقت الحاضر، والثاني: سرد قصصي بمقاطع سينمائية في الماضي، كما لم تكتفي بهذين العنصرين ولكن يمكن للاعب الاستكشاف بنفسه ضمن خط قصصي رئيسي كي يكتشف اللاعب بنفسه ما خلف هذه الظواهر عشيرة الزوناي – Zonai Tribe والأنقاض.
ما الذي حدث!؟
في مشهد مظلم، تذهب الأميرة Zelda برفقة الفارس الأول Link والنزول إلى أنقاض ما تحت قصر مملكة Hyrule لاكتشاف أسرار قد دفنت هناك، حينها يصدمان برفات شخص مشوه، يستيقظ ذلك الرفات ومع استيقاظه يحدث زلزال في المملكة، وتسقط Zelda وتتلاشى عن أنظار Link، بعدها مباشرة تنعدم الرؤية من Link ويذهب في سبات، بعدها يستيقظ ويجد نفسه في جزيرة في السماء، ومن هنا تبدأ الرحلة لاكتشاف ما الذي حدث أثناء ذلك الزلزال ومحاولة العثور على الأميرة Zelda.
أسلوب اللعب .. ليس له سقف!
استندت Tears of the Kingdom على شيئين رئيسيين وهما الاستكشاف والألغاز، كما قدمت أساليب وقدرات جديدة لترفع معيار في كيفية التفاعل مع العالم، ليخدم التنقل والاستكشاف وحل الالغاز بطريقة فريدة وذكية ومرضية.
الأضرحة – Shrines
نعم هناك أضرحة – Shrines حول مملكة Hyrule، وإلى حد ما هي مشابهة لفكرة الأضرحة المتواجدة في Breath of the Wild، ولكن هناك فارق جوهري، مظهر الأضرحة في Tears of the Kingdom مختلف، مكتسية بالون الأخضر وهذا يعود بإنها تم بناؤها من قبل عشيرة الزوناي، الغاية من الأضرحة نفس غاية الأضرحة في النسمة البرية حيث يتيح للاعب ترقية الصحة – Health و قدرة التحمل – Stamina بعد اجتياز أربع أضرحة، وهي عبارة عن مكان فيه تحديات ويجب عليك تخطيها لتقتني على Orb.
وجدت الأضرحة خلال رحلتي تتضمن الألغاز وتحديات القتال وبعضها مراحل للتدريب وتعليم بعض أساليب اللعب الجديدة، كانت الأضرحة متنوعة ولم تتكرر مثل ما جاء في Breath of the Wild، وكانت الألغاز أمتع بالنسبة لي بسبب القدرات الجديدة، وأكثر ما ميز الأضرحة هو كسر إيقاع الأجواء في العالم المفتوح وإعطاء فرصة للاعب للتدريب ومعرفة خفايا القدرات الجديدة، بالإضافة إلى مواجهة تحديات سواءً في الألغاز أو القتال.
القتال
جاءت طريقة القتال هي نفسها التي في النسمة البرية دون إي تغيير جوهري، لازالت التصنيفات الثلاث للقتال وهي الأسلحة الثقيلة والخفيفة وطريقة القتال بالرماح، بجانب الرمي بالقوس، ولكن ما إذا أضفنا على ذلك قدرات جديدة ل Link حتى تتغير قواعد اللعبة، فالقدرات مثل Ulterahand و Fuse تمكن اللاعب من تغيير الأسلحة للقتال، وجعل جل القتالات كلغز تريد افتكاكه، وفي أحيان أخرى تخلط في الأساليب كدمج الأسلحة ولصق العناصر بعضها ببعض مع القتال التقليدي حتى يصبح الأمر أكثر متعة.
وفي إضافة أخرى والتي من شأنها رفع القتال إلى مستوى آخر وهو خاصية القلوم – Gloom؛ هنالك بعض الأعداء ممن لديهم هذه الخاصية والتي تجعل من قلوب الصحة – Health مكسورة؛ بمعنى أنه حتى بعد تناولك الطعام لن يزيد من الصحة للقلوب المكسورة إلا إذا تناولت طعام مخصص لعلاج القلوب المكسورة بالGloom.
أسلوب اللعب في السماء
هناك خاصية جديدة وهي العوم في السماء – Dive، هذه القدرة تمكن اللاعب من الهبوط سواءً بشكل سريع أو بطيء وهي وسيلتك في الانتقال من السماء إلى سطح الأرض أو أي جزيرة في السماء، وأيضا هناك وسيلتين أخرى للانتقال من سطح الأرض إلى السماء، حيث يمكنك استخدام خاصية Recall عبر أحجار مخصصة ليعود بالحجر إلى زمن ما كانت عليه في السماء، بالإضافة يمكنك استخدام أبراج في أنحاء متفرقة في مملكة Hyrule والتي تطلقك إلى السماء.
كان التنقل بين السماء إلى سطح الأرض سلس ومبهر في ذات الوقت، حيث يمكنك الانتقال من دون إي شاشة تحميل، وعلاوة على ذلك يمكنك رأية تفاصيل العالم كامل كالجبال وقلعة Hyrule وغيرها من الأماكن المهمة في العالم وقت التنقل.
الألغاز
هنا تتألق لعبة Tears of the Kingdom، وتظهر براعة توظيف واستخدام القدرات الجديدة لLink، فالألغاز ستجدها في جميع أنحاء المملكة وفي الكهوف والعوالم المخفية وفي السماء، وتجلت الألغاز بسبب تعدد الحلول؛ فيمكنك حل اللغز بأكثر من طريقة حيث ما وجدت الأدوات، فهنا التفكير خارج الصندوق متاح بل ومرحب به، مما يعطي حرية في الحل و متعة خاصة بعد الحل. ومثال على ذلك: لنفترض أن الحل هو الوصول إلى قمة مبنى ما، فهنا يمكنك الصعود إلى المبنى بدمج صاروخ مع أحد أسلحتك وتنطلق إلى المنصة أو أنك تتسلل عبر كهف ما وتستخدم قدرة Ascend كي تخترق السقف من الأسفل وتصعد إلى منصة الحل، وقس على ذلك جميع الألغاز التي ستواجهها، الحل بيدك عزيزي اللاعب والحلول في مخيلتك.
العالم المفتوح: مملكة هايرول – Hyrule Kingdom
سنعود في هذه الرحلة لنفس مملكة Hyrule التي خضنا فيها رحلتنا الأولى في Breath of the Wild، ولكن هل هي كما كانت فعلًا؟ في الوهلة الأولى تبدو هي كما كانت عليه دون تغيير ولكن ما أن تتقدم حتى ستجد أشياء كثيرة قد تغيرت، ومنها مخيمات الأعداء التي تغيرت أماكنها واختلاف معالم المدن الكبرى، ومن أهم الإضافات التي أضافوها هي الكهوف، فعدد الكهوف كثير وهي ومتنوعة في المحتوى من ألغاز وطرق و قتالات وزعماء، ولكن هنالك نقطة لم تكن جيدة وهي عدم تغير المظهر العام للكهوف ففي الغالب ستجدها متشابهة في المظهر.
جزر السماء – Sky Islands
لم تقتصر Tears of the kingdom بتقديم تغييرات في مملكة هايرول ولكن قدمت لنا جزر السماء التي تطوف أعلى المملكة، والتي هي بحد ذاتها عالم متكامل بأسراره وألغازه وزعمائه، وتصميم تكل الجزر الطوافة كان خلاب فحين تنظر إلى إي جزيرة في الأفق البعيد تثير فضولك، حينها ستستخدم جميع الطرق كيف تنتقل من جزيرة إلى أخرى.
وهناك أماكن كثيرة خلاف المذكور أعلى لا يسعني ذكرها لتفادي الحرق وترك عنصر المفاجأة للاعب، كل هذه الخرائط والأماكن جعلتني متأكد أن Tears of the Kingdom لم تقدم فقط عالم Breath of the Wild ولكن قدمت لنا مجموعة عوالم مليئة بالمفاجآت والمحتوى المتنوع.
الموارد متعددة الاستخدام
الموارد شيء رئيسي في رحلتك لإنقاذ الأميرة زيلدا وتخليص مملكة Hyrule، في Tears of the Kingdom وجدتُ جمع الموارد أكثر إتزانًا من الجزء السابق، فستجد نفسك مهتمًا بأخذ كل مورد في العالم، ببساطة لأن كل شيء مهم في اللعبة، فستكون مضطر لطهي الموارد بجميع أصنافها كي تمضي في رحلتك، وتارة أخرى تجد نفسك مضطر لدمج الأسلحة ببعضها أو دمج السهام والسيوف بموارد كالثلج والنار والكهرباء والقنابل والدخان وغيرها الكثير، ولكل دمج من الأسلحة أو الطهي فائدة كي تتقدم وتنوع في القتال وحل الألغاز.
لم تكتفي Tears of the Kingdom بالموارد التقليدية مثل الأطعمة وأجزاء من الوحوش والحيوانات، ولكن قدمت لنا ما يسمى بـ أدوات الزوناي – Zonai Devices والتي غيرت قواعد اللعبة عن سابقتها Breath of the wild، هذه الأدوات صنعت من عشيرة الزوناي والتي تمكن لينك من اقتناء قدرات استثنائية مؤقتة، خلاف القدرات الأساسية مثل (Ulterhand, Ascend , fuse)، – قد يكون هناك حرق – القدرات مثل الصاروخ الذي يطلقك بعيدًا نحو الأعلى والمروحة التي تدفع المجسمات بالهواء ورأس التنين كي يشعل النار وعاكس الضوء وغيرها الكثير، هذه الموارد يمكنك اقتناؤها واستخدامها لمساعدتك في التنقل والتفاعل مع العالم وحل الألغاز.
أعطت هذه الموارد وأدوات الزوناي بُعد آخر كي تتفاعل مع العالم ليزيد المتعة ويتيح سيناريوهات لا نهائية في طرق اللعب.
بناء المركبات .. محرك للخيال!
خاصية Ulterhand تمكن اللاعب من لصق الأشياء بعضها ببعض، حيث يمكنك استخدام هذه الخاصية كي تشيد مركبات، مثل المركبات الأرضية كالعربة والسيارة والزلاجة، بالإضافة إلى مركبات الطائرة
في بداية الأمر لم أكن متكيفًا بوجود هذه الخاصية في لعبة مغامرات واستغرقت وقتًا طويلًا لبناء المركبات والتصميم، حتى أنه كان في البداية الأمر مزعجًا إلى حد ما، حيث عليك التعلم وضبط الحركة في التركيب والتلصيق، بالإضافة إلى تركيب المراوح والإطارات، ولكن ما إن تقدمت في اللعبة حتى رأيت متعتها والتلاعب بها، فمثلًا بإمكانك صنع طائرة طوافة للوصول إلى جزيرة ماء في السماء وعند فعلك هذا ستجد رضًا بما صنعته فعلاً.
في الجانب الآخر، لم تكن القيادة بهذه المركبات مثالية، فهناك صعوبة وعراقيل كثيرة ستجدها حين صنعك للمركبات وقيادتها.
على أي حال، المركبات في اللعبة وتركيبها بخاصية Ulterhand أمر اختياري في تنقلك في العالم، وكثرة الخيارات جعلت التجربة ممتعة ومسلية، وبإمكانك تخطيها جميعًا عن طريق السير على قدميك أو استخدام الخيل إن لم ترد الإستفادة من هذه الخاصية.
المهام الرئيسية
قد يكون هناك حرق في هذه الفقرة – بعد حدوث الزلزال الذي غير معالم مملكة Hyrule، تمت الإشارة إلى أربعة ظواهر في المملكة، ومن هنا نخوض المهام الرئيسية، كانت المهام الرئيسية مفعمة بالنشاطات حيث ستحتاج إلى التعاون مع العشائر ومساعدتهم على العوائق التي حدثت جراء هذا الزلزال.
كانت تجربة المهام الرئيسية مذهلة ومفعمة بالأحداث والألغاز المميزة، وقلاع وقدرات ومرافقين لكل مهمة، كانت لكل مهمة مفاجأة في أسلوب اللعبة والمظهر والألغاز، فقد تفوقت Tears of the Kingdom كثيرًا عن سابقتها Breath of the Wild التي لم تقدم إلا الشيء البسيط مثل ال Divine Beast الأربعة.
مهام المغامرة – Side adventure
Side adventure هي مهام تحمل في طياتها مهمات عديدة متسلسلة، حيث ستخوض مغامرة مصغرة كي تنجز هذه المهام، فمثلا هناك مهمة لإكتشاف التنانين الأربعة، من هنا عليك العثور على تلك الأربع تنانين وهناك مهمة التجول مع الموسيقار كيف تقنع وتكتشف Great Fairy وهناك الكثير من المغامرات المصغرة في انتظارك.. Side adventure تزودك بمعلومات عن العالم، وكأنها رحلة لتعريفك على العالم وما الذي حدث واكتشاف الأسرار، بالإضافة إلى المكافأة التي ستأخذها في كل مهمة والتي ستكون مجزية.
مهام الأضرحة – Shrines Quests
هناك مهام مخصصة للأضرحة مختلفة عن الأضرحة المتواجدة في العالم، بمعنى حين تفعيل الضريح لن تتمكن الدخول في الضريح ولكن يقدم لك لغز في العالم الخارجي ويجب عليك حل لغزه.
ماذا قدمت Tears of the Kingdom من جديد مقارنة ب Breath of the Wild ؟
في الوهلة الأولى يبدو أن اللعبة ستقدم لنا مثل ما قدم الجزء الماضي، ولكن ما أن تتقدم ستجد الأماكن الجديدة مثل الدنجنز التي تميزت بأن لكل واحد منها ألغاز وخلفية ومظهر خاص بها، كما أن هناك الأنقاض – Underground والتي هي بحجم الخريطة ذاتها، وتقدم أساليب في اللعب وأعداء مختلفين، وهناك جزر السماء الكثيرة والتي تملك نشاطات مختلفة عن بعضها البعض.
القدرات الجديدة جعلت من Breath of the Wild لعبة مختلفة تمامًا، القدرات غيرت طريقة تعاملك مع العالم فهنا القدرات مثل Ascend غيرت طريقة تسلقك الجبال والمباني، وقدرة Fuse جعلت القتال مختلف، وقدرة Recall جعلت من حل الألغاز مبهر و Ulterhand جعلت التنقل في المملكة مختلف تمامًا.
عناصر تطوير الشخصية لم يقتصر على بذور الكورك وال Shrines كما كان في السابق، ولكن هناك عداد البطارية كي تتمكن من استخدام الزوناي بكفاءة وعمر أطول، ويمكنك تطوريها بتجميع الزونايت – Zonait.
بالإضافة إلى كل ما سبق، في هذا الجزء سيكون معنا رفقاء كي نكمل مغامرتنا خلاف الجزء القديم!
للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا
التقييم النهائي - 10
10
تمكنت Tears of the Kingdom من التفوق على Breath of the Wild على جميع الأصعدة بفضل القدرات الجديدة التي أعطت اللاعب تفاعل جديد ومبتكر مع العناصر البيئية لتهدينا عالم مفتوح ومغامرة ستبقى في الذاكرة