مضى وقتٌ طويل منذ آخر اصدار لاستوديو Rocksteady، وخلال هذه الفترة صدرت العديد من العناوين والكثير من الالعاب المُنافسة لسلسة Batman Arkham التي قدمها الاستوديو سابقاً، ومع ذلك لم تنجح الكثير من تلك العناوين في الوصول لما وصلت اليه سلسلة الاستوديو المشهورة.

منذ ذلك الحين وكثيرٌ من اللاعبين ينتظر بشوق اطلاق شيءٍ جديد من الاستوديو الذي نحت اسمه على ذهبْ. مرت السنين وتم الاعلان اخيراً عن لعبة Suicide Squad: Kill The Justice League من فريق التطوير المحبوب والرائع Rocksteady.

تشويقٌ كبير وانتظارٌ طويل لموعد اطلاق اللعبة والتي اصبحت اخيراً بين أيدينا. وهُنا جاء السؤال الذي ينتظر الجميع اجابةً عليه، هل تستحق Suicide Squad: Kill The Justice League اللعب؟ هل قدمت اللعبة شيئاً رائعاً ام انها مشروعٌ للنسيان؟ في هذه المُراجعة سوف نتحدث عن أهم الجوانب والأمور في اللعبة وسنبحث عن كل ماهو ايجابي فيها وسلبي، فهيا ننطلق.

• اسم اللعبة: Suicide Squad: Kill The Justice League
• المطور: Rocksteady Studios
• الناشر: Warner Bros. Games
• المخرج: Sefton Hill & Axel Rydby & Adam Doherty & Rasmus Hoejengaard
• المنصات: Xbox Series X|S – PC – PS5
• نسخة المراجعة: Xbox Series X
• موعد الإصدار: 2 فبراير 2024
• اللغات: تدعم الترجمة باللغة العربية
• المزيد من المعلومات عبر موقع اللعبة الرسمي

القصة:

بدا كل شيءٍ طبيعي، لاخوف ولا حُزن ولا رهبةً من اي شيء. كان الابطال الخارقون من فِرقة العدالة يقفون في وجه كل من قد يُهدد المخلوقات عامة. مهما طغت قوة الشر ومهما زاد واتحد المُجرمون الا ان فِرقة العدالة دائماً ما تتصدى لهم وتضعهم في اماكنهم المناسبة بلا خسارة اية روح.

وفجأةً ينقلب الصُبح ليلاً، لا أمان ابداً وأصبح العالم مليئاً بالمخاطر التي تُطارد السكّان من كل طريقٍ وجانب. اختفى كل ذلك الأمان واختفت معه الطمأنينة وراح ضحية ذلك الكثير من الأرواح. أصبح حاميها قاتِلها، أصبح خط الدِفاع خطاً للهجوم واختفى ذلك الدرع الذي كان يبث الأمل على كل الارواح. فِرقة العدالة فقدت العدالة وأصبحت فِرقة طُغيانٍ وجور وظلم. اصبحوا مُستبدّين وجعلوا من مدينة Metropolis منطقةً للجرائم والعُنف. الهدف ليس فقط هذه المدينة بل الكوكب كامل وماتُمثله المدينة هي فقط نقطة انطلاق.

عندما غاب الامل وانتهى من فِرقة العدالة، تم اللجوء لمن كانوا عاثين فساداً في الارض. الى المُجرمين الذين لم يعودوا مُجرمين في احداث قصتنا، المُجرمين اصبحوا الابطال ومُهمتهم قتل فِرقة العدالة مهما تطّلب الأمر.

من هُنا تبدأ احداث القصة وعليها تُبنى وتُبنى الشخصيات ولأجل تحقيق الهدف يجب على الجميع التعاون والاتحاد فيما بينهم لانقاذ ما يُمكن انقاذه ضد الغزو الذي جاء من الخارج. فِرقة العدالة لم تتغير احوالها هكذا بلا سبب، فالحقيقة الموجعة انه وبطريقةٍ ما استطاع غازٍ من خارج الكوكب السيطرة عليهم وشن حرب على الكوكب والمدينة ونشر قواته الفضائية في كل مكان للسيطرةِ عليها.

هذا الغزو وضع أبطالنا الآن والمجرمون سابقاً في مُقدمة المُدافعين. Deadshot و Harley Quinn بالاضافة لـKing Shark و Captain Boomerang لِمواجهة ابطال فِرقة العدالة وصد ذلك الغزو الفضائي ومحاولة جمع المعلومات اللازمة لذلك.

الاحداث قد تُثير بعضاً من التساؤلات حول بعض الابطال اهمهم Batman والذي شاهد كل من لعب الثُلاثية الاحداث التي جرت هُناك ومن أهم التساؤلات، كيف وصل Batman هنا؟ حسناً الاستوديو لم ينسى هذه التفاصيل ولذا قام بتضمين كامل التفاصيل عن هذا الامر داخل اللعبة وجعل متحفاً كاملاً عن الشخصية وتفاصيلها فقط. عموماً لنعد للقصة، هذا الجمع من المُجرمون قد كونته فرقةٌ تابعةٌ للحكومة ولم تُعطيهم خيار الرفض ابداً.

القصة قُدمت ياعزيزي القارئ بشكلٍ مُشوِق. بالتأكيد القصة هي جانب ممتاز في اللعبة، فبالرغم من بعض الأحداث الغامضة في بداية القصة الا ان بعد الدخول في القصة ذاتها تبدأ الاحداث في الدخول بشكلٍ رائع ومُنظم ومُنسق. تبدأ الشخصيات في التعرف على بعضها البعض وتبدأ القصة بتعريفك على عامة الشخصيات بطريقةٍ لا تجعلك ضائعاً. لو تحدثت عن القصة فالسبب الاقوى في نجاحها هو الشخصيات التي قدمت دورها بشكلٍ مُتقن بالإضافة للاخراج والحِوارات.

لم تضعك اللعبة وكأنك انت البطل الاوحد والقادر على تغيير كل شيء بنفسك. أبداً بل اصلاً كانت هنالك الكثير من العقبات ضدك وكانت الشخصيات الاخرى تُقدم دورها في مساعدتك في هذه المهمة الصعبة على اكمل وجه. بعضها ستراه في المشاهد السينمائية والمحاولات المُتتالية التي يُكررها لانقاذ العالم والبعض تراه يُقدم لك يد العون في جوانب اخرى. بالنسبة للقصة فهذا الشيء فادها جداً ومع التقدم باللعبة تتغير الوتيرة، ترتفع تارةً وتنخفض في حينٍ آخر الا ان ذلك الانخفاض ليس سلبياً ابداً على جانب القصة.

أخذتنا اللعبة بشكلٍ سريع في عوالم DC الموازية وأجابت على تساؤل قد يطرحه البعض عن شكل الشخصيات او طريقة تفكيرهم. المُثير في العوالم الموازية ان الشخصيات التي تموت في عالم، تبقى في عالمٍ آخر. وكما قد اعلن فريق التطوير سابقاً عن وصول شخصية الجوكر من احد العوالم في الموسم القادم في مارس. عموماً قدمت القصة جانب الغزو وانقلاب فِرقة العدالة ووضعك في الخط الامامي بالرغم من كمية الجدال بين جميع الاطراف لإيقاف كل ذلك مع تداخل بعض المواقف المفاجئة والغير مُتوقعة بشكل مُشوق لكل مشهد وفي كل تقدم ترتبط اكثر بها.

اسلوب اللعب

لعبتنا تدعم منظور الشخص الثالث وهي من تصنيف الأكشن والتصويب في عالمٍ مفتوح، وتُقدم عناصر لعب RPG. اللعبة تتطلب اتصالاً دائماً بالانترنت حيث انها لعبة خدماتية. تستطيع لعبها فردياً او ضمن مجموعة من أربعة لاعبين بشكلٍ تعاوني. عِندما تلعب فردياً فستستطيع تبديل الشخصية بسرعةٍ وسلاسة والتنقل بينهم بلا مشاكل. بطبيعة الحال فيما يخص عناصر الـRPG، كُلما أنهيت مهاماً وأنشطةً أكثر كلما ارتفع مستواك وكلما ارتفع مستواك كلما حصلت على موارد اكثر ومهارات اكثر.

وعناصر الـRPG هُنا ليست الزاماً، فهو موضوع لزيادة الانغماس في اللعبة اكثر من كونه عنصراً لابد منه للتقدم. العنصر الاخر في اللعبة هو انها تدعم نظام الجوائز. بعد انهاءك لكل مهمة سوف تحصل على مكافأة وهكذا. الجانب الاساسي باللعبة هو التصويب، فالاسلحة باللعبة منوعة ومُختلفة ولكل شخصية اسلحتها الخاصة. قد تشترك بعض الشخصيات في الاسلحة، ولكن هُنالك اسلحة خاصة لشخصية معينة عن أُخرى وفي هذا الجانب فائدة وهي تجربة اكثر عدد من الاسلحة مما يُضيف على اسلوب التصويب تنوعاً اكبر.

الاسلحة تتفاعل بشكلٍ مختلف تماماً عن بعضها البعض من حيث الاهتزاز والدقة والقوة وغيرها. ومن حُسن الحظ، ستستطيع تطوير الاسلحة بعدما تتقدم بالقصة. تستطيع شراء الاسلحة او حتى صناعتها في حالة جمعك للموارد اللازمة والتصويب باللعبة مُتقن وممتع جداً على عكس الضرب اليدوي. لم تكن جودة الضرب اليدوي كجودة التصويب بالاسلحة ولم يكن حتى فيه ذاك التنوع الكبير. الاختلاف الوحيد بين اسلحة الضرب اليدوي هي الاحصائيات مع بعض المُميزات.

مُتعة التصويب التي قدمته اللعبة كبيرٌ جداً، ولم أشعر بأي ملل اثناء اللعب والذي ساعد على ذلك، الحركة السريعة للشخصيات بفضل قُدرات التنقل التي تختلف من شخصية لشخصية أُخرى.

بالرغم من المُتعة الا ان ذلك لم يمنعني من مُلاحظة جانب مُزعج في قتال الاعداء وهو الفوضى والعشوائية التي تحصل احياناً خصوصاً بالنمط الفردي حيث ان الاعداء يزداد عددهم في بعض المواجهات، ويزيد هذا الشي من مُعدل هجومهم عليك. سترى طلقات الاسلحة الخاصة بهم تأتي نحوك من كل جهةٍ ولاتستطيع التركيز على جهة معينة مما سيؤدي ذلك احياناً لهروبك من المنطقة لإعادة التركيز قليلاً.

دعونا نتكلم عن كل جانب بالتفصيل في لعبة Suicide Squad: Kill The Justice League:

• الزامية الاتصال بالانترنت:

هذه نُقطة جدلية حول جعل اللعبة خدماتية، وأنا اتفق مع كل من ينتقد هذا القرار كونه اخذ الكثير من جودة اللعبة ووضع تركيز المطورين في مكانٍ آخر لم يكن يستحق ذلك. بالرغم من جودة الاتصال العالية الا ان الزام اللاعب بالاتصال الدائم بالانترنت لم يكن مُبرَرًا.

الجدير بالذِكر ان الفريق قد صرّح سابقاً انهم سيُطلقون تحديثاً يدعم اللعب بدون الاتصال بالشبكة ولكن لم يحدد الموعد.

• قتال الزعماء:

عندما تظهر شخصيات الابطال الخارقين في عالم اللعبة، لاتستطيع رؤيتهم وكأنهم شخصيات عادية، استطاع فريق التطوير خلق هيبة في كل بطل وعندما يظهرون على الشاشة ترى الملحمة التي يصنعونها ولكن للاسف ففي قتالهم لن ترى اسوء من ذلك.

أُريد التنويه اني اتحدث فقط عن قتالهم وليس تصميم المنطقة التي تسبقنا لتلك اللحظة، فتصميم المناطق كان جيداً ورائعاً إنما كيفية قتالهم كانت عادية جداً وبلا افكار مُختلفة. ما يقوم به الزعماء ضدك فيه تنوع بين The Flash و Batman و Superman وغيرهم ولكنه مُكرر للاسف مما يجعل قتالهم عادياً جداً.

• شجرة المهارات:

بالرغم من اهمية اضافة شجرة المهارات في الالعاب اليوم الا ان شجرة المهارات في لعبتنا لم تكن جيدة. كثير من المهارات لا قيمة لها ولم تكن مُغريةً ابداً وحتى انها قد لا تُضيف شيئاً اثناء القتال اذ ان بعضها مشروط.

• التخصيص:

تُقدم اللعبة خيارات تخصيص مُنوعة للشخصيات من الازياء وحتى الاسلحة ومميزاتها. التخصيص باللعبة جيد ويُقدم العديد من العوامل المؤثرة والمُغيرة خصوصاً تخصيص الاسلحة وإضافة قُدرات مُختلفة عليها. ابدع فريق التطوير في جانب التصويب باللعبة وقدم افكاره بطريقة ايجابية جداً للعبة.

• الأعداء:

موضوع الاعداء باللعبة جعلني في حيرةٍ من امري حتى النهاية. حاول الفريق تقديم افكار مُختلفة في الاعداء ونجح في ذلك صراحةً. على سبيل المثال. بعد مواجهتك لأحد الزعماء، ستظهر مجموعة جديدة من الاعداء تملك قوى كقوى ذلك الزعيم وإن ركزت قليلاً فطريقة قتلك لهم لن تكون كبقية الاعداء.

هؤلاء الاعداء يتطلب عليك مُطاردتهم وانتظار اللحظة المُناسبة لضربهم ولن يكون سهلاً عليك قتالهم بالطريقة التقليدية. هُنالك نوع آخر من الاعداء والذي يتطلب منك التصويب على نُقاط مُعينة في جسمه لكي يتضرر، وهنالك نوعٌ آخر تقليدي وآخرون.

المُشكلة باللعبة هي انها احياناً تملأ المنطقة بمُختلف الاعداء وتُعطيك عدداً مُحدداً من الأعداء ان قتلتهم تنتهي المهمة بنجاح. هذا الامر أظهر الاعداء وكأنهم فصيلة واحدة إذ انه وبطبيعة الحال، اثناء الاكشن والحركة فأنت تُصوب على اقرب الاعداء ولربما اسهلهم وأكثرهم وضوحاً.

المشكلة ليست في تكرار الاعداء فكما ذكرت هُنالك اختلافات بالاعداء ولكن المُشكلة الحقيقية هي في تعامل اللعبة مع مناطق القتال نفسها.

• المهام والأنشطة:

بين المهام الرئيسية والمهام الجانبية، العديد من الانشطة التي تستطيع القيام بها لعدة شخصيات متواجدة بعالم اللعبة. الامر المُحبط هنا ان المهام الجانبية مُكررة كثيراً في اهدافها ولا تُقدم افكاراً جديدة وتبعث الملل بسرعةٍ فائقة. لم ينجح الفريق ابداً في تقديم تنوع في المهام الجانبية بالرغم من تنوع الشخصيات وحجم العالم الجيد.

بالنِسبة لتصميم مهام القصة فقد كان بعضها مُميزاً وظهر خلالها قُدرة الابطال الخارقين ونقلنا لأماكن مُختلفة، ولكن للأسف بعض السلبيات التي تواجدت في مهام اللعبة الجانبية قد طالت المهام الرئيسية.

المُطور اختار انطلاقة القصة بتقديمنا للشخصيات الاربعة كاملةً ومعرفة قُدراتها قبل الدخول بنا لأحداث القصة وهذا امرٌ جيد ويدخل ضِمن البناء الخاص بأسلوب اللعب. الامر الذي قد يجعل البعض يستاء في بداية اللعبة هو الشعور الذي تُكونه اللعبة بسبب تصميم بعض المهام. تشعر وان هذه مهام تدريب وتوجيه وليست مهام داخل القصة. لحُسن الحظ هذا الامر لا يطول وينتهي بعد ساعتين تقريباً من البداية.

• التصميم والعالم المفتوح:

تصميم العالم والشخصيات رائع. نعم رائع ولكن لم يكن العالم مليئاً بالتفاصيل كما هي الشخصيات. لعبتنا هي واحدة من أفضل الالعاب التي قدمت تفاصيلاً وتعابيراً بالوجوه ومُجرد مشاهدتك لها، ستنبهر من الدقة. مدينة Metropolis مليئة بالالوان الجميلة ولكنها شحيحة من حيث التفاصيل

. العالم المفتوح عموماً عادي جداً. ليس فيه اي شيء استطيع ان أُسلط الضوء عليه. لربما ساعد العالم المفتوح على ابراز ايجابية التنقل للشخصيات عدا ذلك فالعالم المفتوح كان عادياً ولم يكن فيه الكثير من التفاعل وفي الحقيقة فقد كان ميتاً.

• الأصوات والموسيقى:

لن أُبالغ لو اخبرتكم ان الجانب الصوتي باللعبة هو الابرز بشكلٍ كامل. الموسيقى مُدهشة وتتفاعل بشكلٍ ممتاز مع الاحداث ولكل حدث الموسيقى الخاصة به. الاداء الصوتي للشخصيات مُتقن بشكلٍ كبير. المؤدين الصوتيين قاموا بمحاكاة الشخصيات التي يُقدموها بأفضلٍ شكل ممكن. الحوارات بينهم كانت في قمة الضحك احياناً، وفي قمة الجدية في احيان أُخرى.

• الدعم العربي:

تدعم اللعبة اللغة العربية للحوارات والقوائم ودِقة الترجمة مثالية بشكلٍ كامل. نعم هُنالك بعض الاخطاء الإملائية التي لاحظتها لكنها ليست تلك الاخطاء التي تؤثر سلباً على تكوين الجملة والمعنى الخاص بها.

• الأداء التقني:

بالرغم من كثرة الاعداء احياناً، وكثرة المؤثرات الظاهرة على الشاشة الا ان ذلك لم يؤثر سلباً على استقرار أداء اللعبة وثبات سرعة الاطارات. كانت التجربة مُستقرة بالكامل وبدون اية مشاكل تقنية تُذكر.