تعرف على تقنية رفع الدقة الجديدة من مايكروسوفت

إذا أنت تعيش معنا في عام 2024، فعلى الأرجح أنك استوعبت أن عالم الألعاب صار معتمدًا بشكل شبه كامل على ما يسمى بتقنيات “رفع الدقة” أو “إعادة بناء الصورة”، إذ لا نكاد نرى لعبة جديدة على الأجهزة المنزلية (الكونسل) إلا وتعتمد على إحدى هذه التقنيات بشكل رئيسي لتحقيق جودة الصورة المنشودة، أما على الحاسب الشخصي فلا تكاد تجد أحدًا يشغل ألعابه على الدقة الحقيقية طوعًا بإرادته، لأنه يعلم أن هذا أنفع له، إذ لن يخسر شيئًا ملحوظًا من جودة الصورة، أما الأداء فيرتفع عنده ارتفاعًا.

ما عُرف من تقنيات رفع الدقة

من أبرز هذه التقنيات: تقنية DLSS المعروفة، وهي أعلى الوسائل جودة، أقلها خسارةً وتضحية، وأكثرها فعالية وشعبية واستخدامًا بين الجمهور، لن يستخدم أحد هذه التقنية في لعبته إلا ورُسمت على وجهه البسمة، لما يراه أمامه من جودة صورة (أفضل أحيانا من الدقة الحقيقية) وزيادةً في الأداء دون مقابل، لكن الشركة التي طورتها هي NVIDIA، ولا تعمل على غير معمارية Turing ولنكون دقيقين نقصد بطاقات RTX 2000 فما فوقها.

يليها في الصيت تقنية FSR، وهذه طورتها شركة AMD المنافسة لـ NVIDIA، وبين تقنيتي DLSS و FSR فرقان، أولاهما: أن تقنية FSR تعمل في كل مكان على أي بطاقة، ولهذا تُوَظف كثيرا في ألعاب الأجهزة المنزلية، ولا يسعنا إحصاء جميعها لكثرتها، لكن من أبرزها:

• Cyberpunk 2077
• The Witcher 3
• Alan Wake 2
• Final Fantasy XVI (على الأرجح)

والقائمة تطول. والفرق الآخر: هو جودة الصورة، إذ أن تقنية DLSS بدأ تطويرها قبل FSR وحُلت مشاكلها بعد إصدارها بسنة تقريبا، لكن FSR منذ جاءت في 2021 وهي تعاني من مشاكل كثيرة، فكثيرا ما تعاني هذه التقنية بإعادة إنشاء التفاصيل الكثيفة في الصورة، تعاني في جودة الصورة أثناء الحركة، وتظهر مشاكل في تعرج الحواف، وغير ذلك، ما يجعلها خيارًا غير قابل للاستخدام إلا في حالة وضع Quality على دقة 1440P أو أعلى، وحتى حينئذ ستلاحظ الفرق بين الدقة الحقيقية ودقة FSR اعتمادا على جودة تطبيقها باللعبة، ولا تكاد تُذكر فائدة من تشغيلها على دقة منخفضة مثل 1080P إذ أن المشاكل تزداد سوءًا، لكن رغم هذا، لا تعد التقنية سيئة مع وضع الزيادة المعتبرة بالأداء في الحسبان، وبالنهاية لا يقدر الجميع على ملاحظة المشاكل أو لا يهتمون بها، ولأولئك الذين يملكون بطاقات AMD يمكننا أن ننصح بها، وجلي أن دقة 1440P مع تقنية FSR حتى بوضع Balanced تعد أفضل من دقة 1080P حقيقية.

الخيار الأخير عندنا هو XeSS، وهو من أحدث تقنيات رفع الدقة، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد الصورة النهائية، وتقدم نتائج أفضل من تقنية FSR، ويُشار إلى أن هذه التقنية تعمل على بطاقات intel بشكل أفضل من غيرها.

توجد خيارات أخرى لن نفصّل فيها لأن هذا ليس موضوع مقالتنا اليوم، لكنها تُذكر، ومنها: تقنية TSR الخاصة بمحرك UE5 والتي تقدم نتائج حَسَنة بالصورة النهائية، وتقنية MetalFX الخاصة بشركة Apple والمقتصرة على أجهزتها، ومن هذا تقنية Checkerboard Rendering التي تعد تقنية لإعادة إنشاء الصورة، واستُعملت في ألعاب كثيرة على الأجهزة المنزلية.

تقنية مايكروسوفت: أين تتفق مع التقنيات الأخرى وأين تختلف؟

لكن جميع هذه التقنيات يجب تضمينها داخل اللعبة من المطور نفسه، لاعتمادها على ناقلات الحركة (Motion Vectors) وغيرها من المدخلات التي باللعبة للإتيان بنتيجة خالية من الأخطاء قدر ما يمكن، والتقنية التي سنتحدث عنها اليوم تخالف كل ما ذكرناه، فتعمل على أي لعبة ترغب بها وتحسّن من جودتها البصرية عن طريق الصورة المعروضة فحسب، ثم تعمل خوارزمية التقنية مع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي وفقًا لهذه الصورة.

مقالتنا اليوم منقولة من تحليل فريق Digital Foundry المعروف والمختص في هذه الأمور، وسنُرفق المقطع الذي تحدثوا فيه عن التقنية ضمن المراجع بالأسفل.

أرجو منكم قراءة ممتعة ونافعة، وبسم اللهِ نبدأ.

التعريف بها

بداية: ما سنتحدث عنه اليوم هو تقنية AutoSR من شركة مايكروسوفت، وليست متاحة إلا على نظام Windows بالأجهزة المحمولة (اللابتوبات) الحاوية معالجات Snapdragon X المبنية على معمارية ARM، وكما ذكرنا، تقتصر على الصورة الأصلية ذات الدقة المنخفضة وحدها دون أي مدخلات إضافية لتحقيق الصورة النهائية، ولهذا تعمل على أي لعبة تفكر بها بشرط أن تكون الدقة الأصلية من 720P إلى 900P، والصورة النهائية ترفع الدقة وتحاول الحفاظ على التفاصيل قدر الإمكان، وتقاوم تعرج الحواف، وغير ذلك.

استعرض فريق DF عدة لقطات لعدة ألعاب مدعومة بشكل رسمي بحسب مايكروسوفت، من ضمنها لعبة Borderlands 3 التي روجت لها مايكروسوفت، واتضح هنا أن النتيجة كانت مبهرة رغم وجودالمشاكل المعتادة من تقنيات رفع الدقة، لكن دعونا نركز على الحسنات أولًا:

الصورة النهائية بدقة 4K أفضل من الأولية بدقة 720P دون شك، وهذا مع حفاظ على أداء شبيه جدا بأداء الدقة الأصلية، وهنا نستنتج أن التقنية لا تتطلب من موارد وحدة معالجة الرسومات كثيرا، ومع هذا حققت صورة أعلى جودة بشكل ملحوظ ومحسوس بالعين المجردة دون أي صعوبة في Borderlands 3، وهذا انطباع أولي مبشر. لكن ماذا عن الألعاب الأخرى التي لم تروج لها مايكروسوفت؟

استعرض الفريق أيضا لعبة Control التي هي الأخرى تظهر نتائج جيدة، و -طبعا- ليست هذه التقنية سحرًا يجعل الدقة كأنها 4K بدلًا من 720P، لكنها نتيجة جيدة خاصة بوضع هذه الدقة المنخفضة بعين الاعتبار، الصورة النهائية تفاصيلها أكثر وضوحا وحوافها أقل تعرجًا، ويُشار إلى أن الصورة النهائية تعتمد كثيرًا على ما يُعرض بالصورة الأولية، فإذا كانت تقنية تعرج الحواف باللعبة الأصلية دون المستوى المراد، فستعاني تقنية AutoSR بإعادة إنشاء الصورة مع حواف أقل تعرجًا، وستلاحظ أن البكسلات تتحرك أمام عينيك وكأنك تلعب على دقة منخفضة، وهنا للمقارنة، عرَض ريتشارد من فريق DF صورتين، الأولى لتقنية DLSS بوضع Ultra Perf الذي يجعل اللعبة تعمل بدقة 720P مرفوعة إلى 4K، وبجانبها صورة من AutoSR.

ما يحد AutoSR ويميزها في الوقت ذاته

كلاهما يؤدي عمله، لكن تقنية DLSS تملك مدخلات ليست عند AutoSR كما ذكرنا بالأعلى، ولهذا من الطبيعي أن تعمل أحسنَ من أختها، فلا تكاد ترى تعرجًا بالحواف مع صورة DLSS، ووضوح الصورة أعلى بشكل ملحوظ، وهذه ليست مقارنة عادلة كما نبّه عارضها، لكنها لمجرد القياس، ولا يعني هذا أن جودة AutoSR سيئة بل أدت عملها.

حتى الألعاب غير المدعومة من التقنية التي أُقحمت فيها مثل Cyberpunk 2077 عملت بشكل جيد، ولعبة The Witcher 3 مثال آخر على حسن هذه التقنية، لكن يوجد أمر جديد علينا هنا.

لوحظ أنه يمكن تطبيق AutoSR مع تقنية رفع دقة أخرى، ومثالًا على هذا لعبة The Witcher 3 يمكن تشغيل وضع XeSS Ultra Quality لتحقيق دقة 720P، وهي تقدم نتيجة بتعرج الحواف أفضل من الدقة الحقيقية مع تطبيق TAA الطبيعي لمقاومة تعرج الحواف، ثم من هنا يمكن تشغيل AutoSR لرفع الدقة إلى 4K، والنتائج هنا جيدة ويمكن القول بأنها خيار جيد للذين يلعبون على هذه الأجهزة.

ما زالت التقنية في بداياتها، وهي حصرية لمعالجات Snaprdagon X لا غير، وعلى الأرجح أنها ستتوسع لتشمل معالجات أكثر عددا، منها معالجات Strix Point الجديدة من AMD في الحواسب المحمولة (اللابتوبات)، وعلى معالجات معمارية x86 بصفة عامة، ونرجو أن تتحسن التقنية مع مرور الوقت، فبدايتها واعدة وفيها الإمكانية لتناطح غيرها في المستقبل.

نشكركم على حسن قراءتكم، ونرجو أنكم خرجتم من مقالتنا القصيرة بفائدة، وإذا أعجبتكم نرجو منكم نشرها والتعليق عليها إذا شئتم وطابت أنفسكم لذلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مصادر Digital Foundry و videocardz. رابط المقطع من هنا.