مراجعة Astro Bot

سلسلة Astro Bot ومنذ ظهورها وهي تُستخدم كاستعراض لتقنيات Playstation الجديدة، ولكن الأمر لم يبدأ مع Astro بل منذ أول إصدارات الجهاز، فعندما نعود للوراء 30 عامًا منذ صدور الجهاز الأول من Playsation وننظر للتاريخ الممتد على مدار إصدارات الأجهزة الخمسة، سنرى عاملًا مشتركًا وهي الألعاب التي تكون مخصصة لاستعراض الإختراعات والتقنيات الجديدة بالجهاز (وبتقنيات هنا لا أقصد التطور بعتاد الجهاز بل الإكسسوارات)، فمع الـ PS1 شهدنا إصدار يد تحكم Duelshock والتي تميزت بعصتا التحكم (analogues)، ولاستعراض هذه التقنية حصلنا على لعبة Ape Escape، والتي بجانب كونها لعبة ممتازة، فكانت إستعراضًا عظيمًا لهذه التقنية. وبجيل PS2 كان هناك تقنية الـ Pressure-Sensitive Buttons بيد التحكم، وأهم الألعاب التي إستفادت من هذه التقنية هي لعبة Gran Turismo 3: A-Spec، فسرعة السيارات هنا كانت تتأثر بمدى قوة ضغطتك للزر!

وبجيل PS3 حصلنا على تقنيتان مثيرتان للإهتمام، أولهم هي تقنية الـ SIXAXIS والتي قدّمت لأول مرة تيكنولوجيا الـ Motion-Sensing بأيادي تحكم Playstation، واللعبة التي إستفادت من هذه والتي اعتبرت طفرة بوقتها هي لعبة Warhawk، وهي عبارة عن لعبة حربية تعطيك الإمكانية اللعب بطائرات حربية، والتحكم بهذه الطائرات كانت تعتمد بشكل كامل على الـ Motion للإلتفاف. والتقنية الأخرى هي الـ Playstation Move المستوحاه من آيادي تحكم الـ Wii، والألعاب التي إستغلت الـ move عدة ولكن أهمها هي لعبة Sports Champions.

ونأتي لجيل الـ PS4 والذي شهد ظهور سلسلة Astro والتي كانت مُقتصرة بشكل كامل على التجارب قصيرة التي هدفها هو إستعراض تقنيات Playstation الحديثة مثل الكاميرا و Duelshock 4 مع لعبة The Playroom عام 2013. وبعام 2016 حصلنا The Playroom VR لجهاز Playstation VR، وبعام 2018 حصلنا على لعبة VR أخرى من Astro وهي Astro Bot Rescue Mission. وبعدها بسنتين تحديدًا عند إطلاق جهاز الـ PS5 حصلنا على لعبة Astro’s Playroom والتي على الرغم من قصرها عمرها إلّا أنّها كانت تجربة ممتازة واستعرض تقنيات يد تحكم Duelsense بشكل عظيم والأفضل منذ صدور الجهاز.

وبعد إنتظار عقد كامل للحصول على لعبة Astro كاملة بعيدًا عن الـ VR والإستعراضات التقنية، وأخيرًا حصلنا على مرادنا بالإعلان عن Astro Bot بالصيف الماضي مع موعد نزول بشهر بستمبر والذي أخيرًا قد حان! ومع تجربتنا للعبة وإنهائها، سنجيب بهذه المراجعة على أسئلة مهمة حول كون اللعبة تستحق الإقتناء أم لا، وهل هي التطور القادم للسلسلة بعيدًا عن التجارب التقنية القصيرة.

• اسم اللعبة: Astro Bot
• المطور:  Team Asobi
• الناشر: Sony
• التصنيف: Platformer
• المنصات: PlayStation 5
• منصة المراجعة: PlayStation 5
• اللعبة تدعم اللغة العربية
• لمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة موقع اللعبة الرسمي

القصة

تبدأ قصتنا مع Astro وتحطم سفينته وفقدان أصدقاءه الـ Bots بسبب هجوم كيان فضائي يدعى بـ Nebulax الذي يدمر سفينة الفضائية، يسرق معالج السيفنة ويتسبب بضياع باقي القطع بأنحاء المجرة. والآن الأمر يعود لآسترو لإنقاذ رفاقه وإستعاد قطع سفينته لإصلاحها لمواجهة Nebulax. القصة عمومًا بسيطة جدًا والذي يعتبر أمر طبيعي للعبة بلاتفورمر بالطبع، فالهدف من القصة بهذا النوع من الألعاب هو إعطاء دافع للعب وبالطبع Astro Bot نجحت وبقوة بإعطاء هذا الدافع. ولكن الجميل بـ Astro ليس القصة بذاتها بل الرحلة بشكل عام، فتجربة التنقل بين الكواكب والإلتقاء بشخصيات تعرفها من ألعاب أخرى جميلة وتجعل الرحلة عظيمة وممتعة جدًا.

اسلوب اللعب

تصنّف Astro Bot على أنها لعبة platformer، وهذا يعني أنها تركّز بتجربتها بالقفز على المنصات مع تقديم قدرات للشخصية لتقديم بعض العمق والتنويع باللعب، ولكن تجربة تجربة Astro لا تقتصر فقط على هذا، بل تقدّم أيضًا بعض أنظمة القتال  بتنويع ممتاز بالأعداء المقدمين. فيستطيع Astro هزيمة أعداءه عن طريق لكمهم أو القفز عليهم (تقريبًا). وأسلوب القتال هذا هو نفسه الذي كان بـ Astro’s Playroom بدون أي إضافات أو تطور ملحوظ! ولكن بسبب وجود القدرات الخاصة التي تأخذها كل مرحلة، كان هناك إحساس تنويع ممتع بالقتال. ولكن بنهاية المطاف التركيز الأكبر هنا platforming وليس القتال الذي هدفه هنا بالأصل دعم تجربة الـ platforming وليس العكس.

وبالحديث عن الـ Platforming فهو كذلك لم يتطور كثيرًا عن لعبة 2020، فقدرات آسترو الآساسية هي نفسها بدون إضافات، ولكن وجود القدرات الخاصة — إضافة جديدة — هو الذي حسّن التجربة كثيرًا، وهذه القدرات ليست جديدة ورأينا بعضها بألعاب أخرى ولكن طريقة إستعمالها بالـ Platfroming والمراحل كان عبقريًا الحقيقة ورفع من قيمة التجربة كثيرًا. ولكن على الرغم من إستمتاعي الكبير بـ Astro كأسلوب لعب إلّا أن اللعبة تعاني من بعض المشاكل، أحدها هي قلة قدرات الشخصية، فنعم القدرات تضيف تنوّع جميل ولكن هذا لا يعني أن لا يكون هناك أي تطور عن الجزء الماضي! فالشخصية الإفتراضية بدون القدرات الخاصة كل ما تستطيع فعله هو الضرب، القفز والحوم. وهذا الأمر خلق مشكلة قلة الإرتجالية بالمراحل، فغالبًا يوجد طريقة واحدة لتخطي العقبات، وهذا الأمر يصبح واضحًا وبشدة بالمراحل التي لا يكون بها قدرات خاصة. وعموما تجربة الـ Platforming هنا تذكرني كثيرًَا بالجزء الأول من Crash مع فارق التشبيه بالطبع لأن Astro منوّعة أكثر بكثير.

وسلبية أخرى مزعجة والتي قد يكون أمر نسبي بشكل كبير والبعض قد يراه ميزة، ولكن لنسبة كبيرة سيكون مزعج الأ وهو إستخدام الـ motion بالتحكم. فبجزء 2020 إستخدامه كان مكثّف ومزعج جدًا، ولكن يمكن تفهم إستخدامه؛ لأن الهدف من تلك اللعبة هو إستعراض قدرات الـ Duelsense. ولكن إقحامها مرة أخرى مع هذا الجزء هو الذي لا يُمكن تفهمه. وعلى الرغم من أن إستخدام الـ motion controls ليس بكثرة الجزء الماضي، ولكن ما زال له حضور مؤثر، فتحكم السفينة يعتمد بالكامل عليه، وهناك مرحلة كاملة تعتمد عليه كذلك.

تصميم المراحل

تقدّم Astro Bot عدد كبير من المراحل يصل لـ 36 مرحلة أساسية، وتقسّم هذه المراحل على 5 كواكب كل كوكب يقدّم 5 مراحل أساسية وبعض المراحل الجانبية، ومرحلة واحدة مخصصة لمواجهة زعيم ما. فالواضح هنا أن محتوى اللعبة ضخم بالنسبة للعبة Platformer، ولكن هل تم تصميم هذا المحتوى بشكل جيّد؟ والإجابة بالطبع نعم! فتصميم المراحل بهذه اللعبة عظيم جدًا ومتجدد بالذات بنصفها الأول، فكل مرحلة تقدّم قدرة أو فكرة معيّنة تبني عليها المرحلة بالكامل. والمراحل هنا منوّعة بشكل ممتاز، فبأحد المراحل تكون بمقبرة مظلمة تحتاج لمصابيح لتضيئ طريقك، ومرحلة أخرى تكون بكازينو بالغاز رائعة وإقحام عبقري للقدرة التي تحصل عليها بالمرحلة. وكما ذكرت تقدّم اللعبة عددًا جيّدًا من الزعماء الذي كان تصميمهم رائع ومواجهتم ممتعة جدًا خصوصاً الزعيم الأخير.

وبجانب المحتوى الأساسي تقدّم اللعبة أيضًا محتوى جانبي جيّد والذي ينقسم لقسمين. القسم الأول هي المراحل الجانبية القصيرة، وهذه المراحل ممتعة جدًا وتقدّم تحدي رائع يختبر مهاراتك باللعبة. والقسم الثاني هي مراحل المجرة المفقودة، والتي كانت فرصة ضائعة بعض الشيء، فهذه المراحل لا تقدّم أفكارًا جديدة بل هي إعادة تقديم لأفكار المراحل الأساسية، والذي لا يُعتبر أمرًا سيئًا لأن تصميم هذه المراحل أيضًا ممتاز، ولكن لأ ارى معنى بوجود هذه المراحل حقيقة؛ لأنها تقدم نفس الأفكار بنفس القالب بدون محاولة دمج بينهم ولا تقديم تحدّي أصعب كالمراحل القصيرة.

وهذا ينقلنا للحديث عن السلبيات بتصميم المراحل والتي لا تُعتبر كثيرة ولكنها مركَّبة يسهل ملاحظتها. فكل مرحلة باللعبة تعتمد على فكرة واحدة فقط والتي بالغالب تكون القدرة الخاصة التي تحصل عليها، وهذا الأمر يعتبر طبيعي بالنصف الأول من اللعبة لأنه يقدّم ميكانيكات جديدة للاعب، ولكن المشكلة أن الأمر استمر بالنصف الثاني كذلك والذي أيضًا يعاني من مشكلة أخرى وهي ضعف التجديد باللعب. فالنصف الثاني هو عبارة عن إعادة تقديم لأفكار النصف الأول! فباستثناء الزعماء، النصف الثاني نادرًا ما كان يقدم أي تجديد ملحوظ ولا يحاول أن يدمج قدرات وأفكار النصف الأول ليخرج بتجربة مختلفة. فالتواضع بالخروج بأفكار جديدة بمحاولات خجولة لدمج الأفكار المقدّمة أدّى لنصف ثاني أقل من الأول للأسف.

التوجه الفني

Astro Bot لعبة جميلة جدًا بصريًا، وقوية أيضًا تقنيًا فجودة خامات الأسطح عالية جدًا ومليئة بالتفاصيل، مع مؤثرات جميلة جدًا كالمياه، وتوزيع إضاءة رائع أبرز التوجه الفني العظيم باللعبة. فالقوة التقنية هذه تم دعمها بتوجه فني خلاب! فالمراحل منوّعة فنيًا بشكل كبير،  وقدمت بيئات ثلجية، مراحل بالصحراء، بالغابات، بالفضاء، وحتى بالمقابر والتي كانت أجواؤها عظيمة لدرجة تشعر أنها قاربت وربما تفوقت على ألعاب قدمت هذه البيئات بشكل عظيم كـ Luigi’s Mansion أو Medievil. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن اللعبة تعمل بطور واحد فقط وهو طور الآداء الذي يدعم 60 إطار بدون تتبع أشعة (ray tracing).

أمر آخر جدير بالذكر فيما يخص الأمور الفنية والتقنية هو تصميم الشخصيات الرائع جدًا سواءًا للأعداء، الزعماء، أو الرفقاء (الـ bots) الذي كان تصميمهم لطيفًا جدًا خصوصًا عندما تلتقي بشخصياتك المفضلة من ألعاب أخرى كـ Kratos أو Nathan Drake. أيضًا تحريك الشخصيات ممتاز ومليء بالتفاصيل الصغيرة التي من الصعب وصفها ولكنها جميلة جدًا رفعت من قيمة التجربة عمومًا.

الأصوات

الأصوات بـ Astro Bot هي بالتأكيد أفضل جوانب اللعبة بجانب تصميم المراحل، فتصميم الأصوات بهذه اللعبة عظيم، وهناك جهد مبذول واضح بصنعه وإهتمام بأدق التفاصيل كأصوات الخطوات، الأعداء والأمور التي تستطيع التفاعل معها عمومًا. وجانب الأصوات يضم الموسيقى أيضًا والتي كانت عبارة عن تحفة سمعية! كيف لا وملحن اللعبة هو Kenny Young (ملحن ألعاب Little Big Planet سابقًا) والآن Astro Bot التي بلا شك هي أفضل أعماله حتى الآن. فالموسيقى هنا منوّعة جدًا لدرجة أنه تقريبًا لكل مرحلة موسيقى خاصة بها، وبأحد المراحل قدَّم الملحن remix اسطوري لموسيقى أحد ألعاب سوني الأيقونية.

للمزيد من المقالات أو المراجعات يمكنكم زيارة موقع ELDERPLAYERS .