في عام 2004 بدأت Capcom بالعمل على لعبة تحمل إسم Snatcher (والتي لاحقًا تم تغيير إسمها لـ Dead Rising) على محركهم MT Framework (والذي كان قيد التطوير بجانب اللعبة). منذ البداية وكان الهدف هو العمل على لعبة Zombies تستهدف الجميع (سواء لاعبين هواه أو مخضرمين)، ولكن بأسلوب مختلف قليلًأ عن سلسلة Capcom الأخرى (Resident Evil) والتي كانت تأخذ إتجاه أكثر جدية، بقصة وشخصيات إعتياديين من هذا النوع من الأعمال. أما بمشروع Snatcher فوفقًا للمخرج فآرادوا هنا أن يأخذ المشروع توجهًا أكثر مرحًا وأقل جديّةً، فبدل أن تكون أحداث اللعبة بغابة أو مدينة، تقع الأحداث داخل مجمع تجاري ببطل ليس قوي البنية أو ذو خلفية عسكرية، بل هو رجل مدني صحفي! فهذا وبالإضافة لعامل الفوضى وجدية الموقف، خرجنا بتركيبة أولية مثيرة للإهتمام واعتقد الفريق أثناء عملية ما قبل الإنتاج أنها تكون ممتعة وتُستقبل بشكل جيّد من اللاعبين.
وبالفعل عندما تم إستعراض اللعبة بـ E3 عام 2005 ذهلت اللاعبين ولكن كانت نسخة مختلفة قليلًا عن الحالة صدرت بها، فأولًا كانت اللعبة تعمل على نسخة تطوير أولية من جهاز Xbox 360 وهذا يعني أن مواصفات تلك النسخة كانت أقرب لجهاز Xbox Original؛ فلهذا كانت الرسومات أقل بشكل ملحوظ بالعرض الأولي مقارنة باللعبة عند الصدور. وأيضًا القصة كانت مختلفة قليلًا عن النسخة النهائية، فيحنها القصة كانت تتطلب منك أن تنجو 10 أيام بدل من 72 ساعة التي حصلنا عليها، كما كان من الواضح أن للكاميرا دور أكبر بمكيانيكيات اللعب، لكن لاحقًا تم تقليل الإعتماد عليها وتركيز على جانب القتال بشكل أكبر.
صدرت Dead Rising عام 2006 حصريًا على جهاز Xbox 360 وقابلت ردود فعل إيجابية جدًا وكونت قاعدة جماهرية لا يستهان بها عبر السنين، ثم في عام 2016 صدرت نسخة محسنة على الأجهزة الحديثة لتصل لقاعدة جماهرية أكبر. واليوم نرى اللعبة تصل لأجهزة الجيل الجديد بنسخة تحمل اسم Dead Rising Deluxe Remaster والتي تعد بتقديم مظهر جديد كليًا مع تحسينات عدة على أسلوب اللعب! فهل طبقت Capcom ما وعدت به بشكل جيّد؟ أم أنه مجرد تشويه آخر لسلسلة كما حصل مع آخر أجزاءها؟
- المطور: Capcom
- الناشر: Capcom
- التصنيف: Action Adventure
- المنصات: PlayStation 5 – PC – Xbox Series X/S
- موعد الإصدار: 19 سبتمبر 2024
- منصة المراجعة: PC
- اللعبة لا تدعم اللغة العربية
- لمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة موقع اللعبة الرسمي
القصة
تدور أحداث قصة Dead Rising حول تفشي وباء zombies بأحد المدن داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ولمنع الإنتشار والتكتم عن الأمر، تقوم السلطات بإقفال المدينة ومنع الدخول أو الخروج منها! وبسبب تكتم السلطات الكامل حول هذه الكارثة، يقرر الصحفي Frank West الذهاب بنفسه لهذه المدينة وتغطية الأحداث، وسرعان ما يصل للمدينة على متن مروحية ليكتشف حجم الكارثة وسيطرة الـ zombies على المدينة بالكامل، باستثناء مجمع تجاري واحد الذي كان الملاذ الأخير لسكان المدينة حتى أستطاعت هذه المخلوقات إختراقه! ولتأديته واجبه الصحفي يتجه Frank لهذا المجمع التجاري متفقًا مع زميله أن يعود إليه وإجلائه بالمروحية بعد 72 ساعة.
القصة بهذه النسخة تم نقلها كما هي من اللعبة الأصلية مع تغييرات بسيطة على بعض حوارات الزعماء، ولكن غير هذا هي نفس قصة اللعبة الأصلية والتي تعتبر إلى يومنا هذا رائعة! فالقصة هنا لا تأخذ نفسها بجدية والتي يُعتبر أمر منطقي نظرًا لفكرة اللعبة الأساسية الهزلية (محاربة زومبيز داحل مجمع تجاري)، ولكن دمج هذه العناصر الهزلية مع بعض العناصر الدرامية خرج لنا بتركيبة قصة ممتازة، مدعومة بشخصيات رائعة (البطل والزعماء).
أفضل لحظات القصة عندما تبتعد عن الجدية وتحاول أن تقدم الجانب الهزلي منها، .ولكن هذا لا يعني أن الجوانب الدرامية سيئة، فالحبكة بذاتها جيدة وتقدّم صدمات وتعقيدات جميلة كلما تقدمت بالقصة، ولكن طريقة تقديم هذه التعقيدات لم تكن دائمًا جيّدة، وهذا بسبب كتابة بعض الشخصيات المساعدة التي لها دور محوري بالقصة، فهذه الشخصيات يقتصر دورها بمعظم ساعات القصة على أن تكون أداة شرح للأحداث للاعب، وعندما نصل للجزئية — تقريبًا بنهاية اللعبة — التي نبدأ بالتعمق بهذه الشخصيات، يكون الأمر باهت بسبب البناء الغير جيّد بداية اللعبة، مما أسفر عن عدم إهتمام والتعاطف مع هذه الشخصيات من قبل اللاعب.
أسلوب اللعب والتحسينات
جوهر لعبة Dead Rising يركّز على تقديم تجربة لعب أكشن دموية بالمقام الأول، فتقدّم اللعبة ترسانة ضخمة من الأسلحة، فبالإضافة للأسلحة بعيدة المدى كالمسدسات، والأسلحة قريبة المدى كالمضارب والمنشار، تقريبًا كل ما هو حولك يمكنك أن تستعمله كسلاح لقتل الأعداء (كالكراسي والطاولات). ويمكنك إستعمال هذه الأسلحة ضد الحشود كبيرة من الزومبيز بطرق إبداعية جدًا بسبب التنوع الكبير المتواجد للأسلحة هنا، ولكن كنت اتمنى أن أواجه تنوع بالأعداء أيضًا، فباستثناء الزعماء اللعبة تقدّم نوعين من الأعداء فقط (الـ zombies والبشر)، وأمر كهذا أثّر بعض الشيء على تجربة القتال مع مرور الوقت، خصوصًا أن Dead Rising من الألعاب التي تشجع على إعادتها أكثر من مرة لإستكشاف كل ما فيها. ولكن يُمكن تفهم أمر كهذا لو نظرنا إلى المحدوديات التقنية حينها، ورغبة أستديو التطوير بتقديم نسخة محسنة وفيّة لما قدّمته اللعبة الأصلية.
حين صدرت اللعبة عام 2006 قدمت جوانب تفاعلية مع البيئة مبهر جدًا، وبـ 2024 صدرت نسخة Deluxe Remaster والتي أيضًا قدمت جوانب تفاعلية بنفس درجة الإبهار! فهنا تم الحفاظ على الأصل وأسلوب للعب الأركيدي ولكن مع تحسينات جعلت التجربة أفضل بكثير، التحكم عمومًا أصبح أفضل مع الـ control scheme الجديد مع إعادة توزيع لأزرار المهارات الخاصة كالمراوغة التي أصبح لها زر مخصص بدل من الضغط على عصى التحكم، أيضًأ تم تحسين استخدام الأسلحة (خصوصًا الأسلحة النارية)، فالآن يمكنك التحرك أثناء التصويب —أخيرًا!— وبالإضافة للكثير من تحسينات quality-of-life كـ إضافة مؤشر مقاومة للأسلحة قبل أن تُكسر، وتحسنيات ممتازة جدًا على الذكاء الإصطناعي للمرافقين فالآن بإمكانك إعطاهم أسلحة وتوجيههم باللحاق بك، والذي يُعتبر أفضل بكثير من النسخة الأصلية.
مشكلة هذه النسخة أنها أثّرت قليلًأ على توازن اللعبة، فمثلًا قتال الزعماء (Psychopaths) أصبح أسهل من اللعبة الأصلية بسبب قدرة التحرك أثناء إطلاق النار، فسابقًا كنت تحتاج أن تختار الزاوية التي تطلق منها النار لعمل أكبر ضرر ممكن، أمّا الآن بسبب تغييرات التحكم يُمكن إستغلال الأمر وقتل الزعماء بشكل أسرع، صحيح أنه ضرر الأسلحة النارية أقل بكثير من الأسلحة قريبة المدى، ولكن ما زال الأثر ملموسًا. لحسن الحظ قدّم المطورين خيار للتبديل بين اسلوب التحكم القديم والجديد، فربما التحويل بين التحكمين سيحل مشكلة توازن الصعوبة هذه، ولكن أعتقد كان من الأولى عمل تعديلات على الزعماء بذاتهم ليتوافقوا مع أسلوب التحكم الجديد.
تصميم المراحل
تقع أحداث لعبة Dead Rising داخل مجمع تجاري بتصميم غير خطي يسمح باللاعب بالتجول بهذا المجمع التجاري والذهاب أينما يريد بمساحة صغيرة، ولكنها مليئة بالمحتوى والتفاصيل بتصميم Sandbox عظيم جدًا. فكما ذكرت التفاعلية مع البيئة كان أمر مبهر جدًا عندما صدرت هذه اللعبة عام 2006، وحتى مرور 18 سنة من صدورها ما زالت رائعة، فأينما ذهبت بالخريطة ستجد شيئًا يمكنك التفاعل معه، سواءً قتال الأعداء، عمل أنشطة جانبية كالتصوير وإنقاذ الرهائن، أو حتى إلتقاط تجميلية كالملابس وما شابه. فـ Dead Rising هي تعريف الحقيقي لجملة “الجودة فوق الكم”. وكل هذه المحتويات يحكمها ميكانيكية لعب عبقرية تُعتبر هي أساس سلسلة Dead Rising للكثير، وهي ميكانكية الوقت المحدود، فكما ذكرت تدور أحداث القصة خلال 72 ساعة، فهذا يعني أن كل مهمة مربوطة بوقت محدد عليك تنفيذها وإلّا ستفشل المهمة، وهذا ينطبق على المهام الجانبية والأساسية أيضًا! لهذا عليك مراقبة الساعة باستمرار لإنجاز مهامك بالوقت المحدد
وبجانب المهام الأساسية، تقدّم اللعبة أيضًا محتوى جانبي جيّد، فهناك مثلًا مساعدة الناجين، تصوير اللوحات والأعداء (باستخدام الكاميرا الخاصة بـ Frank)، ومهام الـ Psychopaths الذي أعتبرهم أفضل مهام باللعبة من ناحية الكتابة وحتى اللعب (بالنسخة الأصلية)، وعند إتمام أي من هذه المهام ستكافأ بنقاط مهارة سترفع مستواك، وكل مستوى يعطيك حركات جديدة تستطيع القيام بها كالتفادي، الإندفاع، أو حتى حمل الأعداء ورميهم!
ولأن المحتوى كبير ولكل مهمة وقت محدد لإنجازها، فمن المستحيل إنهاء كل محتوى اللعبة وفتح كل قدرات الشخصية بختمة واحدةـ وهذا ما يميز Dead Rising برأيي، وهي قابلية إعادة اللعبة (replayability)، فاللعبة تمتلك 8 نهايات مختلفة تعتمد على طريقة إنجازك للمهام، وبالطبع تقدّم اللعبة خيار إعادة اللعبة بنفس المستوى والقدرات التي حصلت عليها بختمتك الأولى. والعجيب هنا أن اللعبة ستكون أمتع بكثير من ختمتك بسبب القدرات التي حصلت عليها وستجد أنك ستُنجز المهام بشكل أسرع بسبب تطور الشخصية، وبنسخة Deluxe Remaster فتصميم المراحل نُقل مثل ما هو ولكن مع تغيير طفيف وهو المكافآت، والتي بدورها ستعطيك مهارات أكثر بالختمة الواحدة، والذي برأيي يقلل من قيمة إعادة اللعب قليلًا.
الرسومات والأداء التقني
الرسومات هنا هي أكبر تحسين حصلت هي اللعبة، والذي يشعرك أن هذه النسخة Remake وليست Remaster، فتم إعادة العمل على جميع الشخصيات بجودة عالية جدًا، وبالطبع بجودة خامات أعلى للأسطح تتطابق معايير الجيل الجديد، مع نظام إضاءة جديد وجودة ظلال وإنعاكسات أعلى، مما أعطى مظهرًا حديث وجميل جدًا، ويعتبر مبهر بالنسبة لمجرد نسخة Remastered.أمّا بالنسبة للتحريك (animations) فالتغييرات ليست كثيرة، فتم الإحتفاظ بنفس الـ animations التي كانت باللعبة الأصلية والذي يُعتبر أمر ممتاز للحفاظ على روح اللعبة الأركيدي، التغييرات الوحيدة الملاحظة هنا هي على تفاصيل الأوجه التي ممتازة بالمشاهد السنيمائية.
للأسف قوبلت هذه التحسينات على المظهر ببعض المشاكل بالآداء التقني الخاص باللعبة، فبدايةً بالمشاكل التقنية (bugs) والتي لم تكن كثيرة، ولكن هناك مشكلة تقنية معيّنة في منطقة Wonderland Plaza والتي تحجب الصورة بغالبيتها، وغالبًا هذه المشكلة تتعلق بالكاميرا والـ collision detection مع باقي الأشياء بالخريطة. وأيضًا هناك مشاكل بثبات الإطارات عندما ترفع الحد لما فوق التسين إطار على أجهزة الشخصي، فالمناطق المزدحمة لاحظت إنخفاضًا لما دون الستين بقليل في بعض الأحيان، فالحل هنا للحفاظ على تجربة مستقرة هو تثبيت حد الإطارات لـ 60 إطار إلى أن يتم إصلاح، والذي يُعتبر أمر محبط بالنسبة لمستخدمي نسخ الحاسوب نظرًا لأن ليس متطلبة من الإساس! من الجدير هذه هي المواصفات للجهاز التي تم مراجعة اللعبة عليه: (RTX 3070 ti, Ryzen 7 5800X, 16 GB Ram).
الأصوات
الأصوات هي من الجوانب التي من العمل عليها بالكامل، مثل غالبية المؤثرات الصوتية وحتى الممثلين الصوتيين، فتم جلب طاقم ممثلين جديد بهذه النسخة شاملًا البطل Frank West! والعجيب هنا أن بعكس تغيير الممثل بالجزء الرابع، الممثل الجديد قام بأداء أفضل بكثير من الممثل الأصلي، وهذا يشمل ممثلين الشخصيات الأخرى الذين أيضًا أداءً ممتاز. أما بالنسبة الموسيقى العظيمة الخاصة باللعبة الأصلية تم وضعها نفسها بدون تغيير.
تقييم اللعبة من 10 - 9
9
نسخة Deluxe Remaster من لعبة Dead Rising أثبتت أن عالم الألعاب ما زال بحاجة لهذه السلسلة التي تقدم تجربة مميزة جدًا لا نراها كثيرًا بصناعة الآلعاب مؤخرًا. وعلى الرغم من بساطة التجربة، إلّا أنها عظيمة وممتعة جدًا بأفكار مصممة بشكل عبقري من المستحيل أن تشعر أنها قديمة ومضى عليها أكثر من 16 عام، أما بالنسبة لهذه النسخة المحسنة فهي وعلى الرغم من مشاكل الأداء وموازنة اللعب، إلّا أن المميزات تفوق العيوب بكثير جاعلةً من هذه اللعبة هي النسخة المحسنة الأفضل على الأطلاق!