عام 1987، تم إصدار الجزء الأول من سلسلة Ys تحت عنوان Ancient Ys Vanished، و بعدها و لمدة 37 عامًا حتى هذه اللحظة ونحن نرى أجزاءً جديدة من السلسلة بتغيرات واضحة، و الجزء الأخير من السلسلة هو الجزء العاشر تحت عنوان Nordics، و الذي صدر العام الماضي في اليابان، و هذا العام نشهد إصداره عالميًا، فهل كان الجزء العاشر من Ys يستحق الإنتظار؟ دعونا نتعرف على الإجابة في المراجعة.
- اسم اللعبة: Ys X Nordics
- المطور: Nihon Falcom
- الناشر: NIS America
- التصنيف: Action RPG
- المنصات: PlayStation 4/5 – Nintendo Switch – PC
- منصة المراجعة: PC
- تاريخ الإصدار: 25/10/2024
- للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة موقع اللعبة الرسمي
القصة
قصة Ys X Nordics تبدأ بعد نهاية أحداث الجزء الثاني مع شخصية Adol، حيث أنه سافر لمدينة Carnac، و الذي و أثناء تواجده فيها يسمع صوت بنتٍ مجهولة في رأسه، و بعد تتبعه لكلامها يحصل على قوة ال Mana التي تمكنه من استخدام مهاراتٍ مختلفة، و أيضًا يرى Adol فتاة قابلها في رحلته إلى المدينة و تُدعى Karja، و يكتشف أن قوة ال Mana قامت بربطهما ببعضهما البعض بحيث لا يستطيع كل واحد منهم أن يبتعد عن الآخر، و من هنا تبدأ مغامرة Adol و Karja التي ستمتد إلى 10 فصول فيها يحارب بطلانا وحوش Greigr، و يستكشون أسرار الماضي.
أغلب جوانب Ys X Nordics تبدأ ببطئٍ مبالغٍ فيه، والقصة في لعبتنا قد تكون الأبطأ، و خاصة لأنها تعطي انطباعًا سلبيًا منذ البداية، و ذلك لأن الثلث الأول من Ys X Nordics مليء بالحوارات المملة عديمة القديمة، و كتابة الشخصيات لا تساعد كذلك، فلن تجد نفسك مهتمًا بكل شخصيات اللعبة تقريبًا – إلا Adol إذا كنت محبًا قديمًا للسلسلة -، و لكن في النصف أو الثلث الأخير من اللعبة تبدأ قصتنا بإثارة الاهتمام، و ذلك لأنها تكشف لك العديد من الأسرار و تجعلك تمر بالعديد من الأحداث التي قد تكون حماسية بعض الشيء، عكس ما كانت عليه البداية، و إضافةً إلى ذلك، فشخصيات Karja و Adol يمرون بالعديد من الأحداث التي تجعل كل شخصية منهم و علاقتهم ببعضهم البعض أمرًا مثيرًا للإهتمام، و في الثلث الأخير من اللعبة يتم تقديم شخصيتين إضافيتين كتابتهم كانت جيدة، ولكنهم لم يحظوا بوقت كافي مقارنة بمدة اللعبة، أما أغلب الشخصيات الجانبية كتابتهم لا تتحسن مع مرور الوقت، و الحوارات عديمة القيمة تستمر كذلك.
أحد مشاكل Ys X Nordics التي تفسد انغماسك في التجربة هو كثرة المشاهد السينيمائية عديمة الفائدة، و لتوضيح الأمر، فأحيانًا تعرض لك اللعبة مشهدًا، ثم تجعلك تمشي لثوانٍ، ثم تعرض مشهدًا آخر، و قد يلي هذه المشاهد مشاهد إضافية أيضًا، أمرٌ كهذا ليس مقبوًلا أبدًا وذلك لأنه يفسد انغماسك في التجربة، و الذي يجعل هذا الجانب مزعجًا أكثر هو أن إخراج المشاهد متواضع جدًا في 90% من الحالات، بالإضافة إلى أن اللعبة مليئة بالحوارات عديمة القيمة و متواضعة المستوى كما ذكرنا سابقًا.
بشكلٍ عام، قصة Ys X Nordics ليست من مميزاتها أبدًا، و ذلك و لأنه على الرغم من تحسنها في النهاية، إلا أن سلبيات القصة كثيرة جدًا و بالطبع تفوق الإيجابيات، مما يجعل رحلة Adol و Karja و طاقمهما ضحية لأسلوب السرد.
أسلوب القتال
لعبة Ys X Nordics هي لعبة Action RPG، و مثل نظيراتها من نفس التصنيف كسلسلة Tales، فاللعبة تتشابه معهم في بعض جوانبها، ففي البداية يكون لديك حركات أساسية مع مجموعة من القدرات المعدة مسبقًا مثل ما يحدث في كثيرٍ من الألعاب، سواء يابانية مثل Final Fantasy 16 و Tales، أو مثل ألعاب غربية كلعبة God of War بجزئيها الأخيرين، و مع تقدمك في اللعبة تحصل على قدراتٍ إضافية.
الجزء السابق من سلسلة Ys حمل معه العديد من الشخصيات القابلة للعب، و لكن هنا في الجزء العاشر، فقد قرر فريق التطوير أن يكون هناك شخصيتان فقط؛ و السبب وراء ذلك هو أنه سيكون التركيز عليهم أكبر نظرًا لقلة العدد، و على الرغم من أن بدايات اللعبة قد تكون مملةً جدًا، إلا أنه مع مرور الوقت و اكتساب المزيد من القدرات لكلا الشخصيتين، ستشعر أن أسلوب اللعب يصبح أكثر متعةً و ما يجعل الأمر أفضل هو أن حركتك سريعةٌ جدا.
سواءً Adol أو Karja، فكل شخصيةٍ منهم لديه شجرةٌ مهارات خاصة، و بالتالي قدراتهما مختلفة عن بعضهما البعض، و أسلوب التقدم في اكتساب المهارات كان بسيطًا جدًا، فكل ما عليك فعله هو زيادة المستوى (Level) الخاص بك، و مع زيادته يزيد تفرع شجرة المهارات و يكون لديك القدرة على فتح المزيد من القدرات، إضافةً إلى ذلك فيوجد في اللعبة عنصر يعرف بMana Seed، و يمكنك استخدامه في شجرة المهارات لزيادة إحصائيات شخصيتك.
قصة Ys X Nordics مبنيةٌ على الارتباط بين Karja و Adol، و هذا الارتباط يظهر أيضًا في أسلوب اللعب و الذي يبدو و كأن لديك شخصيةً ثالثة، حيث أن Karja و Adol يستطيعون التعاون مع بعضهم البعض بشكلٍ كامل داخل القتالات، و ذلك من خلال الهجوم أو التصدي أو وجود مجموعة من القدرات التعاوتية الخاصة التي تكتسب المزيد منها مع مرور الوقت، و هذا الأمر عزز من متعة و تنوع أسلوب اللعب، حيث أن لديك الحرية الكاملة في التبديل بين الشخصيتين بسلاسة أو استخدام كليهما، مما ينتج عنه ترسانة من القدرات التي يمكنك استخدامها كما شئت، و لهذا فالأسلوب القتالي للعبة على الأرض هو أفضل جوانبها.
أحد الإضافات الجديدة في لعبة Ys X Nordics هي السفينة، و التي يُعتمد عليها بشكلٍ رئيسي في التنقل بين مختلف مناطق اللعبة، و بالطبع فالسفينة أيضًا موجودة كأسلوب قتالي إضافي ضد بعض السفن التي قد تصادفها في طريقك، و على الرغم من بساطة التحكم بها، ولكن القتال بها كان جيدًا في بداية اللعبة خاصة وأن للسفينة نظام تطوير خاص بها، و لكن مع مرور الوقت يصبح الأمر مكررًا بعض الشيء، خاصة أن الأنشطة التي تواجهها أثناء تجولك يغلب عليها التكرار، و على ذكر التجول، فحركة السفينة في اللعبة بطيئة جدًا، و حتى بعد تطويرها مع تقدمك في اللعبة، ستظل منزعجًا من سرعتها.
العالم و التصميم
قد تبدو لعبة Ys X Nordics في البداية لعبة خطية، و لكن مع تقدمك في اللعبة خاصةً في الفصل الثالث أو الرابع تُتيح لك اللعبة التجول بحرية، و من خلال تجولك تصادف مجموعة من الأنشطة أو المهمات الجانبية أو الموارد، و المستوى بشكلٍ عام كان متواضعًا، خاصة إذا ذكرنا الأنشطة المتعلقة بالسفينة، فالأهداف فيها عبارة عن دمر الأبراج، اقتل مجموعة من الأعداء، و يتكرر الأمر أكثر من مره، و بالتالي لم يكن الأمر ممتعًا، و لكن الاستكشاف قد يكون مثمرًا و مساعدًا لك في تطوير عتادك.
مثل أي لعبة JRPG، فيوجد في Ys X Nordics مجموعة من الDungeons، و التي و بصراحة كان مستواها متواضعًا، و متوسطًا في أفضل حالاته. تقدم Ys X Nordics مجموعة من القدرات أو الأفكار لتجاوز عقبات كل مرحلة، مثلًا ال Grappling hook أو وجود لوح تزلج أو استخدام قدرة استشعار لرؤية بعض الأماكن المخفية، و المزيد من الأفكار التي تهدف إلى كسر رتم كل مرحلة، و لكن وللأسف فهذه الأفكار لا يتم استغلالها بشكلٍ كافي، و ستشعر و كأن استخدامها محدود جدًا، حتى بعض اللحظات التي تستغل فيها اللعبة فكرة معينة بشكل جيد تكون مرة واحدة فقط، و ما زاد الأمر سوءًا هو مستوى آخر Dungeon في اللعبة، و الذي كان أغلبه خاليًا من الإبداع و هدفه زيادة مدة اللعب وبناء منطقة ضخمة فقط.
المستوى الفني و التقني
منذ النظرة الأولى على Ys X Nordics ستلاحظ أن اللعبة متواضعة جدًا من ناحية مستوى الرسومات، قد يكون أحد الأسباب هو إصدار اللعبة على Nintendo Switch، و لكن هذا ليس منطقيًا نظرًا إلى أن هناك العديد من الألعاب التي تعمل على الجهاز بمستوى رسومات أعلى بكثير، نعم بعض المؤثرات البصرية تكون مقصودة أحيانًا لإضافة طابع مميز للحوارات على سبيل المثال، و لكن بشكلٍ عام فهذا الجانب من اللعبة لم يكن جيدًا.
الجانب الصوتي للعبة Ys X Nordics ينقسم إلى قسمين، أولًا الجانب الصوتي، و الذي كان مستواه عاديًا و لا شيء مميزٌ فيه، أما الجانب الآخر هو الموسيقى، والتي ومثل أي لعبة JRPG فمستواها هنا جيد جدًا، و بعض الألحان قد تكون بمستوى ممتاز، و هذا طبعًا يساعد على الانغماس داخل التجربة سواءً أوقات السكون و القتال. قد تحصل Ys X Nordics على ترشيح في نهاية العام في هذا الجانب، و لكنه ليس أمرًا سهلا باعتبار وجود ألعاب كثيرة متفوقة في هذا الجانب في 2024 مثل Final Fantasy 7 Rebirth و Stellar Blade و Metaphor ReFantazio و غيرهم الكثير.
من ناحية الأخطاء و المشاكل النقنية، فلم أواجه إلا مشكلةً واحدة نتج عنها اضطراري إلى الرجوع لملف حفظ قديم، و معه كنت مضطرًا لمقاتلة نفس الزعيم مرة أخرى، و لكن في ما عدا ذلك، فقد كانت التجربة مستقرة و سلسة حتى من ناحية الأداء على نسخة الحاسب الشخصي.
تقييم اللعبة من 10 - 7
7
على الرغم من أن الجزء العاشر من سلسلة Ys لم يكن مرضيًا في عدة جوانب أهمها القصة، إلا أن متعة أسلوب اللعب و سرعته جعلت من Ys X Nordics تجربة ممتعة لعشاق ألعاب ال Action JRPG، حتى و إن لم تكن بنفس مستوى أفضل ألعاب التصنيف.