مراجعاتNintendoالمواضيع المميزة

مراجعة Donkey Kong Bananza

عودة Donkey Kong المنتظرة !

عندما تم إصدار لعبة Donkey Kong في صالات الأركيد بعام 1981، كانت اشبه بحجر الأساس لعالم الألعاب آنذاك؛ لنجاحها الكبير في تلك الفترة وتحقيقها لملايين المبيعات، والتي قادت Nintendo لهيمنتهم الكبيرة في الثمانينات وبداية التسعينات؛ للإستثمار في هذه الصناعة بشكل اكبر وبداية صنع الأجهزة المنزلية. المثير للسخرية أن الشخصية الملقّبة على اسم اللعبة “Donkey Kong” لم يكن سوى عدو تواجهه في اللعبة، وتحاول التغلب عليه بالتحكم ب”Jump Man” أو كما يعرف بيومنا هذا Mario.

استطاع ماريو شّق طريق النجاح في لعبة Super Mario Bros، والبقية تاريخ، بينما ظل دونكي كونق في ظل صالات الأركيد يعاني من اجل صنع هوية له، كان هذا حتى قرّرت Nintendo الإستعانة بمواهب استوديو Rare في التسعينيات؛ من اجل إعادة دونكي كونق للواجهة. استوديو Rare في تلك الفترة كان يعيش فترة ذهبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعناوين مثل “Killer Instinct” و “Banjoo-Kazooie“، وكانت الثقة في محلها بهذا الاستوديو، عندما صنعوا ثلاثية Donkey Kong Country والتي وقفت الند بالند مع عناوين Sega و جهاز Genesis بتلك الفترة بفضل استخدامهم لتقنية Pre-Rendered 3D Graphics، والتي قدمّت هذه الألعاب بمظهر شبه ثلاثي الأبعاد في مظهر الشخصيات والبيئات، ودفعت جهاز SNES إلى اقصى قدراته بالرغم من محدوديته.

مرّت السنوات واستحوذت مايكروسوفت على Rare، وعاد دونكي كونق تائهًا بين اجزاء Spin offs، والعاب لا تمت للسلسلة بأي صلة، وضاعت الهوية التي بناها استوديو Rare مع هذا العنوان، حتى اعطت Nintendo الإشارة الخضراء لـRetro Studios؛ من اجل اعادة Donkey Kong من جديد بألعاب 2D مثل Country Returns و Tropical Freeze، واللعب على حبل النوستالجيا، وقد نجحوا في ذلك بحق، حيث تعتبر هذه الألعاب من الأفضل في تصنيف الPlatforming، لكن ظلّ السؤال طيلة هذه السنوات: متى سينجح دونكي كونق بالحصول على جزء 3D خاص به مثل ماريو؟ المحاولة الأولى التي كانت مع Donkey Kong 64 لم تنجح بتاتا ولم تصل على الإطلاق إلى مستوى Mario 64، وقد حصل Kirby الشخصية المحبوبة على لعبة 3D تليق فيه بجزء The Forgotten Land، ولكن مازال هذا السؤال يلاحق دونكي كونق طيلة هذه الفترة.

حتى جاء الإستعراض الذي انتظره الجميع، عندما اعلنت Nintendo عن Switch 2 والألعاب الحصرية القادمة عليه، والعنوان الأبرز الذي انتهى عليه الاستعراض كان Donkey Kong Bananza، والمفاجأة الكبرى هي الاستوديو الذي كان خلفها، وهو EPD Tokyo، والذي عمل على Super Mario Odyssey وباقي تحف ماريو. الآمال كانت عالية والضغوطات بلا شك كانت موجودة كونها اللعبة الأبرز في السنة الأولى لـNintendo Switch 2، فهل ارتقت اللعبة لتلطعات محبين Nintendo؟

  • اسم اللعبة: Donkey Kong Bananza
  • الناشر: Nintendo
  • الأستوديو: EPD Tokyo 
  • المخرج: Kazuya Takahashi 
  • التصنيف: 3D Platformer
  • المنصة: Nintendo Switch 2
  • منصة المراجعة: Donkey Kong Bananza
  • موعد الإصدار: 17 يوليو 2025
  • اللعبة لا تدعم اللغة العربية
  • المزيد من المعلومات عبر الموقع الرسمي

قصة تذهب بنا الى أعماق الأرض

مراجعة Donkey Kong Bananza

تبدأ قصة اللعبة عندما تدُور بعض الشائعات في جزيرة “Ingot Isle“، عن موزة نادرة تُعرف ب”الموزة الذهبية”، يُثير الأمر فضول دونكي كونق، ويبدأ في البحث عنها، إلا انه في اثناء بحثه تحدث عاصفة كبيرة تجتاحه هو وباولين لتُرسلهم إلى اعماق الأرض، حيث يكتشفان معًا بأن لا وسيلة للعودة مجددًا دون الوصول إلى “Planet Core” ، والتي تقول الأساطير بأن بإمكانها تحقيق أي أمنية.

لتبدأ معها مغامرة دونكي كونق وباولين، ويحطّوا الرحال الى أعماق الأرض بحثًا عنها، الا أن امنياتهم مختلفة، تريد باولين العودة إلى سطح الأرض مجددًا بينما دونكي كونق ببساطة يرغب بالمزيد من “البنانا” فقط. ما اعجبني في هذه الرحلة هو التناغم وبناء الترابط بين دونكي كونق وباولين، في بداية اللعبة سترى باولين خجولة وخائفة وتتصرّف كأنها طفلة حقيقية بالفعل، لكن سرعان ماتزول هذه المخاوف مع التقدم في اللعبة بسبب عفوية دونكي كونق والمواقف التي مرّوا بها معًا.

مراجعة Donkey Kong Bananza

لا شكّ أن التصميم الجديد لدونكي كونق اثار الكثير من الجدل في وسائل مواقع التواصل الإجتماعي، ما بين مؤيد ورافض، حيث يتبع هذا التصميم نفس الشكل الذي ظهر به في فلم Super Mario Bros، وبدأ ظهوره في الألعاب مع Mario Kart World اولًا والان في Donkey Kong Bananza، شخصيًا ارى نفسي مؤيدًا تماما لهذا التحول في التصميم، حيث يبدو دونكي كونق في هذه اللعبة بطابع هزلي وكارتوني أكثر في تعابير الوجه، ومناسب تمامًا مع اجواء اللعبة، ولا يمكن ابدًا أن اتخيل التصميم القديم الذي كانت تغلب عليه الجدية والغضب في لعبة كهذه.

تسائل الكثير  قبل إصدار اللعبة والإعلان الرسمي بأن باولين ستكون مرافقة دونكي كونق عن الخط الزمني التي تتبعه هذه اللعبة، من هي باولين الصغيرة التي نشاهدها هنا؟ هل هي نفسها باولين الموجودة في Mario Odyssey؟ ولماذا تبدو صغيرة في هذه اللعبة؟ هل تجاهلت Nintendo الخط الزمني الذي كبرنا عليه ورأينا فيه مامرّت به الشخصيات من قبل؟ حسنًا لا داعي للقلق، من دون التطرّق إلى الحرق هذه اللعبة ستفسّر الأحداث في نهاية مجنونة بساعاتها الأخيرة قد تكون افضل ما رأينا من Nintendo في ختامية العابها، وهي رسالة حب لألعاب Donkey Kong القديمة تمامًا كما كانت Mario Odyssey كذلك.

كسّر، دمّر، حطّم كل ما تراه

مراجعة Donkey Kong Bananza

كما اعتدنا من عباقرة استوديو EPD Tokyo، والذين يستهدفون دائمًا الإبتكار وخلق افكار جديدة لم نراها مسبقًا في العاب البلاتفورمينق مع سلسلة ماريو 3D، مثل العاب Mario Galaxy والتي قدمت ميكانيكات الجاذبية مع رحلة ماريو عبر الفضاء، او Mario Odyssey والتي قدّمت قبعة Cappy والتي بإمكانها تحويل ماريو إلى أدوات واعداء كثيرة تسمح له باستخدام قوى لا تعدّ ولا تحصى، قرّر الاستوديو تحدّي نفسه من جديد في لعبة دونكي كونق وما هو الـGimmick الجديد هذه المرة؟ التكسير والتحطيم.

قد يبدو الأمر جنونيًا لوهلة، هل سبق وان فعلت لعبة بلاتفورم شيئًا كهذا من قبل؟ دائما العاب هذا التصنيف تعتمد بشكل اساسي على القفز ودونكي كونق في الأخير هو من أسس هذا النوع من الألعاب فماذا يعني أن يكون أساس هذه اللعبة هو التكسير والتحطيم؟ صدقني سيبدو كل شيء منطقي عندما تمسك يد التحكم وتبدأ بالتحكم بدونكي كونق، الطريقة التي تتحكم فيها بدونكي كونق في هذه اللعبة اشبه بالحلم من سهولتها وسلاسة التنقل فيه، تستطيع القفز والدحرجة والتزلّج على كل ماتحطمه حتى اذا أردت، في كل شبر من المناطق الموجودة في أعماق الأرض هناك دائمًا شيءٌ مختبئٌ ستكافئك عليه، وستجد نفسك تلقائيًا تحطم وتكسر ماتراه؛ من اجل تجميع العملات النقدية، أو الخرائط، وغيرها من الأدوات التي تساعدك على التقدّم أو الشراء من المتاجر العديدة الموجودة، فلا توجد اي لحظة في اللعبة ستشعر فيها بالانزعاج من التحكّم او لوم اي قرار تصميمي فيها، هي لعبة مصمّمة بالكامل لكي تحظى فيها بمتعة، من اولها لآخرها.

لعلّ الأمر الوحيد المزعج قليلًا الذي لاحظته اثناء لعبي هي الكاميرا، بالرغم من أن المشكلة غير متواجدة طوال الوقت، لكن بالتحديد تظهر عندما تحفر بدونكي كونق الى الأعماق، وتتجه يالتحطيم للأسفل، جيث ستُعيق الكاميرا الرؤية وستجد صعوبة بعض الشيء في البحث عما تريد، او حتى اذا حاولت العودة للأعلى، بالإضافة إلى هبوط واضح في الإطارات عند ازدحام الشاشة بالمؤثرات، وكثرة استخدام البيئة المحيطة. بدونكي كونق سيعاني الـNintendo Switch 2 في السيطرة على ثبات اللعبة، هل هي موجودة وتلاحظها في بعض اللحظات؟ نعم، لكن هل تؤثر على المتعة التي ستحظى بها خلال لعبك؟ على الإطلاق، هي موجودة لفترات قصيرة فقط ويُمكن التغاضي عنها.

القرد وحده ليس كافيًا

مراجعة Donkey Kong Bananza

لا تتوقّف اللعبة عن رمي الأفكار المجنونة عليك مع تقدّمك في القصة، حيث بإمكان دونكي كونق التحوّل إلى مختلف الحيوانات، مع قدرات مميّزة لكل واحدة منهم، الـZebra على سبيل المثال يستطيع العبور على الجسور الخفيفة بدون ان تنكسر بفضل سرعته الخارقة، أو الأوستريش والذي بإمكانه الطيران والتحليق إلى مسافات عالية، وغيرها العديد من التحوّلات التي ستصادفك في اللعبة دون التطرق إلى حرق جميعها هنا، كل واحدة من هذه التحولات تضيف نوعًا جديدًا من التنقلّ والتحكم إلى دونكي كونق، والذي يسهل عليه الكثير في رحلته عبر أعماق الأرض.

ما اعجبني للغاية في هذه اللعبة هي انها لا تجبرك على طريقة واحدة في لعبها إطلاقًا، قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء، لكن اللعبة تتبع فلسفة تصميمية قريبة من Zelda في هذا الجانب، حيث أن بعض الألغاز التي تقدمها لك في التحديات أو في تصميم المراحل يمكن حلّها وتجاوزها بأكثر من طريقة باستخدام ميكانيكات اللعبة، احيانًا قد تجد موزة ذهبية بعيدة عنك، وربما الطريقة الأصح هي استخدام احد التحوّلات والوصول إليها هكذا، لكن الشيء الرائع انك تستطيع تحدّي نفسك والدحرجة والقفز بدونكي كونق والوصول لها ببساطة بفضل التحكم المذهل الموجود في اللعبة.

مراجعة Donkey Kong Bananza

لطالما كان الأشرار علامة فارقة في تصنيف الـPlatforming عند Nintendo، من Bowser في العاب Mario إلى K.Rool في اجزاء Country والقائمة تطول، هذه الشخصيات كانت دائما ايقونية ومعروفة عند الجميع، في هذا الجزء يتم تقديم مجموعة من الأشرار الجدد بإسم Void Company والذين يهدفون إلى الوصول إلى “Planet Core” قبل Donkey Kong وباولين وتحقيق امنيتهم بالثراء الفاحش.

تميّزت سلسلة Donkey Kong في الأجزاء القديمة بالتحدي العالي في قتال الزعماء، او بتصميم المراحل والموازنة المثالية بينهم، بحيث تتطلب منك التركيز الدائم. في جزء Bananza للأسف لم يكن هذا التحدّي موجودًا في كثيرٍ من القتالات، وكانت اغلبها سهلة للغاية وتنتهي في دقائق. تحسّن هذا الجانب في النصف الثاني من اللعبة، ولكن إجمالًا اللعبة ليست بنفس التحدي التي اعتدنا عليه في سلسلة Country والعاب ال2D.

نوستالجيا وحنين إلى الماضي

مراجعة Donkey Kong Bananza

ذكرنا قبل قليل تاريخ سلسلة Donkey Kong، والأجزاء العديدة التي مرّت بها هذه الشخصية الأيقونية مع مختلف الاستديوهات، وبالطبع مازال هناك حضور بشكل او بآخر لأجزاء سلسلة Country عبر التحديّات الرائعة في اللعبة الموجودة عبر مناطقها، هناك تحديات 2D بالأدغال او بالعربيّات تمامًا مثل الاجزاء القديمة، ليس هذا فحسب، بل هناك ألحانٌ قديمة تمّت اعادة تقديمها بشكل حديث عبرها، Donkey Kong Bananza هي اشبه برسالة حب لجميع الأجزاء القديمة في السلسلة بلا استثناء وستلاحظ هذا الأمر بسهولة اذا كنت محبًا لهذه الشخصية عبر تقدمك في اللعبة.

الإيجابيات
  • تحكّم مذهل في شخصية Donkey Kong وانتقال مثالي إلى لعبة 3D

  • افكار جريئة وتطبيق ممتاز لم يسبق له مثيل في هذا التصنيف

  • رسالة حب لألعاب Donkey Kong القديمة في الألحان الموسيقية وتنوّع الأعداء

  • تحديّات عديدة في الألغاز وطريقة العثور على الموز

  • تنوّع ممتاز في البيئة ومناطق اللعبة

  • اسلوب لعب ابتكاري وإتاحة الميكانيكات للاعب في حرية استخدامها

  • تناغم جميل بين شخصية Donkey Kong و Pauline في اللعبة

السلبيات
  • الكاميرا قد تكون مزعجة بعض الشيء عند الحفر للأسفل

  • سهولة مبالغ بها في قتال غالبية الزعماء

تقييم اللعبة من 10 - 9.5

9.5

آن الأوان لماريو أن يستريح قليلًا ويتم تسليط الأضواء على شخصية ايقونية لNintendo لطالما كانت تستحقها، لأن لعبة Donkey Kong Bananza تشكّل الإنطلاقة الحقيقية لجهاز Nintendo Switch 2 وتكون الحصرية التي تستحق اقتناء الجهاز من اجلها، استطاع استوديو EPD Tokyo صنع تحفة جديدة تنضم لروائع العابهم السابقة بفضل افكار مجنونة لم يسبق لنا أن رأينا مثلها في هذا التصنيف لتُصبح واحدة من ابرز العاب هذه السنة بكل جدارة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

نبّهني عن
0 تعليقات
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى