بعد إصدار Assassin’s Creed Odyssey في عام 2018، تعود مجدداً سلسلة Assassin’s Creed واحدة من أكثر السلاسل شهرة إلى الساحة، والتي ظهرت منذ مطلع العقد الماضي، السلسلة في بدايتها كانت ثورية ونقلة نوعية في ألعاب التجسس، والإغتيال وبشكل عام شي مميز في ألعاب العالم المفتوح والمغامرات، ولكن اللعبة بدأت تفقد بريقها منذ العام 2012 بعد إنتهاء ثلاثية Ezio بإصدار الجزء الخامس الذي يجسد الثورة الأمريكية، وبدأت تذهب بعيداً عن الجوهر السلسلة شيئاً فشيئاً، وبدأ حب اللاعبين لها يتضائل.. ومع هذا، لم تزل السلسلة مربحة بالنسبة لشركة Ubisoft، فبعد تخبطات في السنتين الأولى من الجيل الحالي، عادت السلسلة بشكل على غرار ما تعودنا عليه، بجزء يعود للماضي القديم في Assassin’s Creed Origins، ويحكي لنا عصر مصر القديمة مع تغيير جذري لأسس السلسلة. واستمرت على هذا النهج حتى العام 2018 بلعبة Assassin’s Creed Odyssey، والبعض اعتبرها تتمة أو محتوى إضافي ضخم ل Origins. وفي الأسبوع الماضي، صدر الجزء الثالث في السلسلة الجديدة نسبياً من Assassin’s Creed.
تم الإعلان عن Assassin’s Creed Valhalla وكانت بحد كبير تكملة لمسيرة آخر جزئين وتمضي على نفس النهج، ونخص بالذكر أساسيات اللعب وطرقه المختلفة، اللعبة ستقدم عصر جديد وحقبة جديدة، لذلك سنبحر معاً في الأساطير الإسكندينافية في هذه المراجعة ونتعرف على اللعبة بشكل أكبر، وهل هي المسار الصحيح للسلسلة؟
القصة
القصة تسلط الضوء على حضارة الفايكنجز العريقة والشهيرة ذات الأساطير الإسكندنافية المعروفة بآلهة الحرب وعلى رأسهم Odin و Freya والمكان الذي يعد بمثابة الجنة للفايكنجز وهي Valhalla حيث ينتهي المطاف بكل فايكنج يموت في المعركة حسب اعتقادهم. ولعل أشهر ما اتسمت به حضارة الشماليين في تلك الحقبة هي وحشيتهم وغجرهم. القصة تحكي أحداثها في القرن التاسع الميلادي عندما اجتاحت جموع الشماليين أوروبا وبالأخص والأكثف بريطانيا عندنا كانت مقسمة وضعيفة، حيث استوطن الفايكنجز أغلب الممالك الأوربية التابعة لبريطانيا وحكمتها بالحديد والنار، وكما في الجزء الماضي، تعطينا اللعبة خيار تحديد جنس البطل، وترابط الأخوين بالقصة يختلف على حسب اختياراتك، فنجد أنها تتوسع على حسب أسلوب لعبك، ومتنوع الخيارات وتعطيك دفعة لتجنب الاخطاء بالاختبارات وكذلك عمل تحالفات مع بعض الشخصيات الرئيسية وكذلك الفرعية، وأيضاً نجد عنصر الخيانة موجود كما هو حال السلسلة بنفس الأسلوب المعهود تقريباً وأنت تحارب للانتقام.
لو نظرنا عن كثب، سنجد أن القصة جيدة جداً ومعمقة وبها كم من التنوع، صحيح أن المهمات الجانبية أغلبها حشو عددي لا أكثر، لكن كثير منها مرتبط ارتباطاً حقيقياً بالقصة ويعطيك تفاصيل أكثر عن الشخصيات وعالم اللعبة الرائع، اللعبة مقسمة إلى فصول، ولديك الكثير من المهمات والرحلات الاستكشافية التي ستؤديها، وتم أيضاً تسهيل التنقل للمهمات عبر الخيول وأيضاً السفن والقوارب، فنجد أنهم عدلوا بعض الأخطاء السابقة، ولكن كعادة السلسلة لدينا كم كبير من الأخطاء وعدم الاستجابة التي تجعلك تخرج من جو اللعبة أو تضطر إلى إعادة المهمة أو من الممكن أن تضطر لإعادة تشغيل اللعبة في بعض الأحيان. Assassin’s Creed لم تتغير على مستوى الأخطاء التقنية الغبية للأسف والتي تجعلك غاضب في كثير من الوقت.
أسلوب اللعب
إذا انتقلنا للحديث عن أسلوب اللعب، فهنا نشيد بالتنوع الضخم في أسلوب القتال والحركات القتالية المتنوعة وسلاسة الحركة والتحكم مقارنة بالجزء الماضي، صحيح انني تأقلمت مع أسلوب اللعب في وقت متقدم على الرغم من أنني لعبت Assassin’s Creed Odyssey قبل فترة بسيطة، لكن Valhalla كانت كما لو أنها لعبة جديدة كلياً فيما يتعلق بأسلوب اللعب! وقد قدمت أسلوب حركي جديد، وأيضاً أسلوب إختيار الأزرار كان أصعب من الأجزاء الماضية، فاضطررت للبقاء على أسلوب اللعب التقليدي المقدم من اللعبة والذي عانيت في البداية معه حتى تعودت عليه، لأنه يعتمد على أزرار الأكتاف بالقتل والصد.
مجملاً للعبة تقدم اسلوب لعب جيد إلى حد كبير، صحيح أنه لم يتطور كثيراً، لكن قدم ثقل أكبر من ذي قبل على مستوى حركة الشخصية، ولكن للأسف كما ذكرت سابقاً، الأخطاء التقنية وعدم الاستجابة سترافقك وتخرب عليك في كثير من الأحيان، ومن الممكن أن تسبب في خسارتك! ومن الإضافات الجميلة باللعبة نظام الغارات الذي يمكنك أنت ومجموعة من جنودك من الإغارة على المخيمات والمعسكرات، والقتال فيها أشبه بساحات القتال الواقعية بذلك الزمن القديم، ولدينا شجرة المهارات الضخمة التي تعطيك تميز واختيار اسلوبك بين التخفي أو الهجوم المباشر أو كلاهما معاً. أسلوب اللعب ممتع جدا إذا ما تغاضينا عن الأخطاء التقنية، ونقطة أخيرة ايضا قبل الإنتقال إلى الفقرة القادمة، مزامنة الأبراج والجبال والخ التي تجعلك تستفيد من نقطة السفر السريع أصبحت مملة للغاية وتأخذ الكثير من الوقت في غالب الأحيان.. لو جعلوها نقاط تطوير أو بنقود تكتسبها من داخل اللعب لكان أفضل من الصعود والنزول لأماكن لا أريدها حقيقة!
الأداء البصري والصوتيات
فلنتحدث قليلاً عن الأداء الرسومي في اللعبة، للأسف، رسم الشخصيات لم يكن بالمستوى المطلوب وكان قبيحاً نسبياً في الواقع إذا ما قورن بما وصلت إليه ألعاب ال AAA مؤخراً من تطور رهيب في رسم الشخصيات والوجوه، كنت قد لعبت اللعبة على Xbox One X، ولاحظت أنه لم يتم الإهتمام بتصميم الشخصيات، وكانت هنالك فروقات بين ما جاء في اللعبة وعروض اللعبة السينمائية، وحتى مع العروض ال CG أغلب أشكال الشخصيات غير جيدة ولم تقدم بالشكل المطلوب. الأمر الإيجابي في الرسوميات هو الألوان والظلال، دقة الألوان وحيويتها وطريقة تصميمها كان في غاية الروعة والجمال! وأخص بالذكر جمال البيئات واختلاف التضاريس، وكذلك إختلاف الأجواء مابين الخيالية والواقعية، وكذلك تقسيم العوالم وكل عالم كان يقدم ألوان معينة وبيئات مابين الثلجية والصحراوية والمساحات الخضراء والغابات وغيرها.
على صعيد التمثيل الصوتي لدينا تمثيل صوتي جيد في Assassin’s Creed Valhalla، وفعلاً أكثرهم تقمص الدور بشكل جدي ولم يتخذوا الأمر كما لو أنه قراءة قصة، بل تقمصوا الأدوار بشكل رائع واعطوا بعض اللحظات الجميلة وقليل من الجمل التي تعلق بالذهنع. أما على صعيد الأصوات الأخرى، فلدينا ألحان رائعة وجميلة، إذا ما نظرنا إلى الألحان الملحمية والحماسية فهي تعطينا حماس لا يوصف أثناء لحظات القتال أو الاشتباك وتضيف جو مهيب ذلك الوقت، وأيضاً الألحان الهادئة أو البسيطة كانت جميلة جداً وجعلت اللعب والتنقل جميل للغاية.
ملخص المراجعة: Assassin’s Creed Valhalla ليست أفضل من غيرها ولكنها حسنت كثير من الامور الجيدة بالسلسلة واخطت في بعضها ولم تقدم مستوى تقني كبير للاسف، لكنها ممتعة ومناسبة لعشاق السلسلة بشكلها الجديد.