بعد أول ظهور رسمي لها في E3 2019 تحت اسم Gods and monsters، حصلنا أخيرا على عنوان Ubisoft الجديد Immortals Fenyx Rising بالعربية السرمديون فينكس نحو القمة، اللعبة من تطوير و نشر Ubisoft، وتندرج تحت تصنيف الأكشن و المغامرات مع لمسة RPG خفيفة، أكثر عنوان تحمست له شخصيا بعد مشاهدتي لعروض عديدة سواء لأسلوب اللعب أو عالم اللعبة، و في هذه المراجعة سأتكلم عنها محاولا قدر المستطاع تغطية كافة الجوانب فيها.
القصة
قصة اللعبة بسيطة للغاية، إذ يجد فينكس (Fenyx) سواء الفتاة أو الشاب حسب اختيار اللاعب نفسه وحيدا بعد أن تعرضت سفينتهم لعاصفة في عرض المحيط، ويستيقظ وقد تحول كل طاقم السفينة لحجارة، لعنة حلّت عليهم من طرف العملاق تايفون (Typhon) الذي تحرر من سجنه ويريد الانتقام من Zeus، ويأتي دورك في تخليص العالم من هذه اللعنة، حيث يجب عليك انقاذ ٤ آلهة و تخليصهم من اللعنة مقابل مساعدتهم لك ضد الشرير Typhon،فقط Zeus و Prométhée من استطاعا النجاة من قبضة Typhon، قصة وأحداث اللعبة ستكون مروية على لسانهما مع بعض تعليقات Zeus على الأحداث، طريقة السرد لا بأس فيها ولكنها في مرحلة من مراحل اللعبة تصبح فوضوية وغير مترابطة، لكنها تؤدي الغرض منها في النهاية.
الشخصيات
الشخصيات في اللعبة غنية عن التعريف، وخاصة للمطلعين على الأساطير الإغريقية، سنجد كافة الشخصيات المشهورة مثل Zeus و Ares و Athena و Afrodith. وايضاً الحوارات كانت جيدة ومزجت بين الدعابة والحِكَم والجديّة في بعض الأحيان، وبعض المرات لم تتعدى مجرد ثرثرة و كلام فارغ.
أسلوب اللعب
عالم اللعبة عبارة عن جزر صغيرة، كل جزيرة تحتوي على مهام وكنوز لإستكشافها و ألغاز لحلها، اللاعب لديه الحرية في البدء بأي مهمة يريد، وذلك لعدم وجود نظام مستوى الشخصية، المهم أن تكون تطويراتك في المستوى لتستطيع الصمود أمام المصاعب التي ستواجهك.
Zelda من نشر Ubisoft
بعد مضي ساعة من اللعب، لاحظت التأثر باللعبة الرائعة “Zelda breath of the wild” الذي بدا واضحا جدا في أسلوب اللعب، أغلب الميكانيكيات الموجودة في زيلدا موجودة هنا، على سبيل المثال، حمل الأثقال بواسطة قفازات سحرية، وكذلك التنقل في عالم اللعبة بمساعدة حيوانات تستطيع ترويضها في عالم اللعبة، دون أن ننسى فكرة Shrines الموزعة في عالم اللعبة، وكذلك عداد اللياقة و حتى نفس الطريقة في تسلق الجبال، بالإضافة للأجنحة التي حلّت محل الأشرعة في زيلدا، كل هذه الميكانيكيات في اللعبة أعطت تنوعا جيدا ومتعة في الإستكشاف، لكن للأسف التحكم أثناء حمل الأجسام و وضعها غير عملي اطلاقا، مما يجعل حل بعض الألغاز معقدا نوعا ما.
نظام جمع غنائم بدون فائدة
عالم اللعبة مليء بالأماكن التي تستطيع إستكشافها، سواء مغارات أو أضرحة تحتوي على كنوز، بالإضافة إلى الألغاز التي تحتاج حلاً، كل هذا مقابل عتاد و دروع و أسلحة، وحتى موارد تساعدك في تطوير شخصيتك، لكن الدروع والأسلحة لم تكن فائدتها بتلك الأهمية، نادرا ما كنت أغير الأسلحة والدروع التي أحصل عليها، وذلك بسبب المميزات الشحيحة التي تعطيني إياها، كنت أعتبرها مجرد تغيير في المظهر لا أكثر ولا أقل، بإمكانك إنهاء اللعبة بسلاح واحد ودرع واحد من البداية للنهاية.
ألغاز جيدة و لكن مكررة
أثناء تقدمك في القصة ستضطر لإنقاذ ٤ من الآلهة، عن طريق إسترجاع جوهرهم المفقود الموجود في عمق القبو، ويجب عليك المرور بالعديد من الألغاز والميكانيكيات داخلها لفتح الطريق ومواجهة زعيم القبو، تعتبر الألغاز نقطة القوة الرئيسية للعبة صراحة، منذ مدة لم أجد نفسي عالقا أمام لغز في لعبة ما، جودة الألغاز لا غبار عليها، عيبها الوحيد الرتابة و التكرار، ليس في طريقة حلها و لكن في ميكانيكياتها.
الاستلهام من ألعاب سابقة
اللعبة عبارة عن Assassin’s Creed Odyssey مصغرة، مع القليل من Zelda Breath of The Wild، لعدة أسباب سأذكر بعضها.
تشابه العالم ونظام القتال، نظام تفادي الضربات موجود هنا بنفس الطريقة الموجود بها في أوديسي، عندما تقوم بتفادي ناجح و في الوقت المناسب سيعطيك هذا فرصة لتوجيه ضربات أكثر و إيقاف الوقت من حولك لثواني. طريقة حل الألغاز من خلال استعمال الأثقال هي نفس الفكرة الموجودة في Dungeons في Zelda. حتى التسلق و التحليق، وكذلك عداد اللياقة كلها عناصر رأيناها في Zelda. شخصيا لم أنزعج من هذا الإقتباس لسبب وحيد و هو أنه خدم الإستكشاف في اللعبة و جعله ممتعا للغاية
الأبراج علامة Ubisoft المسجلة
الأبراج و المزامنة صارت علامة يوبيسوفت المسجلة، نعم لن تجد لعبة Ubisoft تخلو من هذه النقطة بداية من Assassin’s Creed نهاية الى Far Cry، الإيجابية الوحيدة هنا هي قلة عددها، هناك نقطة مزامنة واحدة في كل منطقة، ولم تكن بذلك الإزعاج الذي شهدناه في العناوين السابقة للشركة والذي كان بمثابة الكابوس بالنسبة لي شخصيا.
الأعداء و الزعماء
من هذه الناحية فلا يوجد أي أمرٍ جديد، فعالم لعبة Immortal Fenyx Rising مليء بالمخلوقات الاسطورية المعروفة في الميثولوجيا الإغريقية مثل اسطورة Medusa, Griffin او Harpy وغيرها. ولكنها محدودة وظهورها يتكرر بشكل كبير أثناء تجولك في العالم، بالإضافة لكونها معروفة وظهرت من قبل في سلاسل أخرى، خصوصاً تلك التي تناولت الميثولوجيا الإغريقية.
نقطة أخرى أود الإشارة إليها وهي حركات الأعداء، أغلب الأعداء والزعماء إن لم يكونوا كلهم لديهم حركتان وهجومان يتكرران دائما، مما يجعل القتال والمواجهة مملة و في المتناول.
قتال ممتع
لا أنكر أن القتال ضد الزعماء والوحوش في اللعبة ممتع للغاية، فينكس لديه الخيار بين السيف الفأس والقوس، يمكنك الجمع بين الثلاثة على حسب الوضع، مع وجود نظام combo، لكن للأسف حركات الأعداء عادية جدا وقليلة، مما يجعل القتال يفقد قيمته في بعض الأحيان.
شجرة المهارات
شجرة المهارات هنا تنقسم لأقسام، منها ما هو خاص بالسيف و منها ما هو خاص بالفأس، ومنها هو خاص بالقوس، واخيراً منها ما هو خاص بالشخصية (فينكس). شجرة المهارات كانت فعلا ذات فائدة و لم تكن مجرد حشو مثل أغلب ألعاب Ubisoft، لا هي بالقليلة ولا بالكثيرة. وشخصيا استفدت لما يصل الى ٧٠٪ منها، بعد أن كنت أضيع تماما وأجد نفسي في حيرة في أغلب ألعاب Ubisoft، لأنها كانت مجرد زيادة عدد أكثر من كونها اضافة تخدم اسلوب اللعب.
الجرافيكس
التوجه الفني في اللعبة كرتوني إن صح القول، وأستطيع تشبيهه بذلك التوجه الموجود في Fortnite، من حيث الرسوم و الألوان، Olympus جملية للغاية، ومليئة بالبساتين والشلالات والجبال، هذا النوع من الرسوم لا يتطلب مجهودا كبيرا عادةً، و بالتالي فإن اللعب على دقة 1080p كان كافيا جدا، مع وجود خيار ٦٠ إطارا في الثانية.
الموسيقى
أثناء رحلتي استمتعت ببعض الألحان الرائعة و الهادئة، خاصة عندما تتجول في عالم اللعبة، الموسيقى تتناغم بشكل ممتاز مع ما تفعل، فمثلا تصبح هادئة عندما تكون أمام منظر خلاب ويبعث على الطمأنينة، ويزداد إيقاعها عند الإقتراب من الوحوش، أما ضد الزعماء لم تكن بتلك القوة والجودة للأسف، لأنه من المعروف عن القتالات في هذا النوع من الألعاب ( الأساطير الإغريقية) و جود موسيقى ملحمية جبارة مثل God Of War، معظم القتالات يتخللها حوارات، بشكل عام الصوتيات في اللعبة لا بأس بها و لكن لا يوجد ما يجعلها تعلق في ذهنك.
المشاهد السينيمائية
أكبر سلبية في اللعبة هي المشاهد السينمائية التي تروي أحداث القصة، كأنها مشاهد من مسرحية للأطفال، بسرد عادي ولا يتوافق تماما مع أحداث اللعبة.
الترجمة العربية
كما عودتنا يوبيسوفت، لم تقصر من هذه الناحية، اللعبة تدعم العربية كاملة، سواء الحوارات أو القوائم، ترجمة عربية دقيقة وممتازة وهذا ليس بالشيء الغريب عن الشركة ودعمها لمجتمع اللاعبين العربي.
أخيرا نأتي لعدد ساعات اللعب لإنهاء القصة الأساسية،يمكنك قضاء ما يقارب ٣٠ ساعة لإنهائها، وبين ٤٠ و٥٠ ساعة إذا حاولت إنهاء كل شيء في عالم اللعبة، و هي متوسط ساعات لعب ألعاب يوبيسوفت، لكن للأسف بعد أن أنهيت القصة الأساسية، حاولت الرجوع لأكمل المهام الجانبية وأقوم بالنشاطات المتبقية، لكني فقدت اهتمامي بها، لايوجد ما يشدني للعالم والعودة لقضاء وقت أكثر فيه.
الخلاصة
لعبة Immortals Fenyx Rising رغم إحتوائها على أسلوب قتال ممتع، وعالم رائع يستحق الإستكشاف، إلا أنها كانت ضحية محتوى باهت، و سرد فوضوي للقصة، و إيقاع متذبذب في أحداثها، كان بإمكانها أن تكون أفضل من ذلك مع نظام RPG أكثر عمقا، ومكافآت و كنوز ذات قيمة أكبر، بدل من أن تكون مجرد زينة.
تمت هذه المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر وعلى جهاز Playstation 5