ها نحن أمام آخر رحلة مع العميل 47 من السلسلة المحبوبة والأيقونية في عالم الإغتيال الذي يصل أخيرا لنهاية رحلته، الجزء الثالث والأخير من ثلاثية world of assassination من تطوير ونشر IO interactive, الاستوديو الدانماركي وراء السلسلة قرر إنهاء رحلة العميل في هذا الجزء ويالها من رحلة خضناها في هذه الثلاثية.
القصة
السلسلة غالبا لا تركز على الجانب القصصي، وأي شخص لعب الألعاب الماضية من السلسلة قد لاحظ هذا الشيء، لكن في هذا الجزء من السلسلة الأمر مختلف تماما، بدايتنا تقع في دبي حيث يهبط العميل 47 من على قمة برج خليفة محاولا القضاء على أول اهدافه ” Carl Ingram و Marcus Stuyvesant ” إسمان لديهما علاقة بمنظمة Providence الجانب المظلم في أحداث اللعبة.
أخيرا بإمكاننا معرفة بعض ملابسات وتفاصيل جرائم وإغتيالات الأهداف السابقة، وسنعرف المزيد عن ماضي العميل 47 وكذلك عن Diana Burnwood العقل المدبر والصوت الأنثوي الذي سمعناه مرارا وتكرارا وهو يعطي الأوامر للعميل، وهذا كل ما أستطيع قوله في هذا الجانب تجنبا للحرق، ولنتطرق الآن للعنصر الأهم في المراجعة الا وهو أسلوب اللعب.
أيقظ قدراتك الكامنة
كعادة اللعبة أو السلسلة بشكل عام فهي تركز على الإستكشاف وإنتهاز الفرص وإيقاظ غريزة الإغتيال لديك انت اللاعب, فبكل بساطة أمامك أهداف معينة عليك القضاء عليها، ولديك الحرية الكاملة في كيفية فعل ذلك، أمامك كم هائل من الفرص والطرق التي تستطيع بها إنجاز مهمتك، وهذا أعطى اللعبة قابلية لإعادة لعب المهام مرات عديدة وعدم الشعور بالملل، شخصيا كنت آخذ وقتي كاملا في كل مهمة، ولا أنتقل للمهمة التالية إلا وقد جربت كل الطرق والإحتمالات في القضاء على الأهداف.
كاميرا التصوير العنصر الجديد في السلسلة
هناك أداة لم تكن موجودة سابقا في الجزئين السابقين ألا وهي كاميرا التصوير، فبإمكان العميل 47 إستعمالها في فتح الأبواب والنوافذ الإلكترونية عن بعد، كما أنها تزودك بمعلومات إضافية حول الشخصيات التي تلتقط صورا لها، هذه الإضافة بسيطة للغاية وبإمكان اللاعب الإستغناء عنها كما فعلت أنا شخصيا، إذ لم أستعملها إلا لأخذ بعض الصور للأماكن التي لفتت إنتباهي لا غير.
التنكر هو طريقك للذهاب بعيداً
التنكر هو سلاح مهم في اللعبة أو Master key كما أحب أن أسميه، بعض المناطق ممنوعة ومحظورة على العميل 47، ولا سبيل للدخول إلا بالتنكر المناسب، صحيح ان الفكرة تبدو سهلة في البداية، ولكن يجب إختيار الهدف بشكل متقن، وحتى توقيت ومكان اغتياله دون أن ينتبه لك أحد، الشهود في كل مكان، وأي خطأ غير مقصود، سيكشف أمرك.
التنكر يضيف نوعا من السهولة في اللعبة وإتمام المهام، ولكن كما قلت الحصول عليه هو الأمر الأكثر صعوبة.
التحديات وتنويع أسلوب اللعب
مثل الأجزاء الماضية التحديات في اللعبة تعطي وتضيف المزيد من ساعات اللعب، التنويع في القضاء على الأهداف يجعلك تعيد لعب المهمة مرات عديدة وفي كل مرة تكتشف أشياء وإمكانيات جديدة، شخصيا كنت لا أنتقل للمهمة التالية إلا إذا جربت كل الطرق والإمكانيات المتاحة.
تصميم المهام
من هذه الناحية الجزء الثالث لم يأتي بشيء جديد وحافظ على التوليفة المعتادة، الإختصارات والشخصيات في عالم اللعبة التي تعطيك معلومات مهمة تفتح أمامك آفاق عديدة لإتمام مهمتك، اللعبة تترك لك الحرية التامة بين تسميم الضحية أو إلقائها من ارتفاع شاهق وغير ذلك، فاللعبة تختبرك أنت وإبداعك و استغلالك للظروف المحيطة بك.
بعد الإنتهاء من المهمة في المرة الأولى ستحصل على مكافآت عديدة مثل أزياء تنكرية تستطيع ارتدائها من بداية المرحلة، وحتى أدوات في غاية الأهمية، وكل هذا لجعلك تعيد التجربة من منظور آخر و بطريقة مختلفة، وكنوع من خلق المنافسة يمكنك الإطلاع على سجل نقاطك في إنهاء المهام ومقارنته مع أصدقائك، من يدري ربما يدفعك ذلك لإنهاء المهمة باحترافية أكبر.
أطوار اللعب
الأطوار المتنوعة دائما ما كانت حاضرة في السلسلة فبالإضافة الى طور القصة هناك أطوار أخرى لتجربة أكثر تنوعا هذي الاطوار هي Elusive Targets ,Escalations ,Contracts Mode واخيرا Sniper Assassin بكل صراحة وجود هذه الأطوار شيء جميل و يدعو اللاعب لتجربة متنوعة أكثر، وأكثر طور شد انتباهي واستمتعت فيه أكثر من البقية هو طور القناص(Sniper Assasin)، لما فيه من تجربة مغايرة تماما لطور القصة، قنص الأهداف من بعيد وبدون أن يكتشف الحراس الأمر والتجول بحرية تامة واختيار المكان المناسب لك، كلها جعلت الطور هذا هو المفضل عندي.
الجانب التقني
من أكبر سلبيات السلسلة بشكل عام هو الذكاء الإصطناعي، والأستوديو الدنماركي لم يكلف نفسه عناء تطويره ولو بشيء يسير في هذا الإصدار، فحركة الشخصيات يغلب عليها الطابع الآلي أكثر منها البشري، حتى العميل 47 كان كذلك ولطالما كان كذلك بنظري.
المشاهد السينمائية ذات جودة لا بأس بها ولكنها لسبب ما كانت أقل من المتوقع بالنسبة للعنوان الأخير للسلسلة (توقعت شيئا أفضل)
واجهت العديد من المشاكل في التقدم في اللعبة، مثلا هناك بعض الشخصيات التي ترفض أن تتبعك عندما تطلب منها ذلك والعكس، وبعض الأهداف لا تتحرك من مكانها مما يجعل إغتيالها أمرًا مستحيلا وتضطر لاعادة رفع التخزينة لمواصلة المهمة وقد كان فعل ذلك شيئا مزعجًا جدا.
الجرافيكس والصوتيات
الموسيقى في اللعبة لم تتغير كثيرا من سابقتها، فها نحن أمام مقاطع موسيقية معروفة تقريبا منذ بداية السلسلة، غالبا الموسيقى معدومة أثناء اداء المهام، ولقد وجدت هذا الشيء مناسبا جدا لجو اللعبة لأنه يمكنك من الإستمتاع بعالم وتفاصيل اللعبة والأصوات من حولك، الموسيقى تتغير فقط عند إكتشاف أمرك أو الإقتراب من إنهاء المهمة والخروج من المرحلة.
لدينا ٦ مهمات أساسية متنوعة وأماكن جديدة، من ناحية الرسوم والجرافيكس المراحل والأماكن في غالبيتها جميلة ومتنوعة، البيئات كانت ممتازة للغاية سواء الصين أو أمريكا الجنوبية ( الأرجنتين ) أو دبي، اللعبة في هذا الجزء بالنسبة لي قدمت أجمل وأفضل المناطق في السلسلة على الإطلاق، لاحظت التركيز في بعض المراحل على دعم تتبع الأشعة مثل مرحلة الصين وكان المردود رائعا للغاية، أيضا كان هناك إهتمام واضح بحركة الشخصيات في المراحل وقيامهم بأعمالهم اليومية ونشاطاتهم، حتى الحوارات كانت ممتعة واستحقت معظم وقتي ان أقف و اسمع ما لديهم من حكايات و طرائف.
تمت هذه المراجعة على نسخة من اللعبة تم شرائها من قبل المراجع على جهاز البلاي ستيشن 5
التقييم النهائي - 8
8
الخلاصة: آن الأوان للعميل 47 أن يأخذ استراحة، Hitman3 خير ختام للسلسلة بعد سنوات من العطاء, على الرغم من عدم وجود نقلة ثورية في أسلوب اللعب، إلا أن المناطق الستة في هذا الجزء جعلته جزءا فريدا من نوعه وداعا ايها العميل 47