بعد النجاح الذي حققته NieR Automata، صار بإمكان اللاعبين الذين فاتتهم تجربة أول جزء من سلسلة Nier خوض المغامرة بأفضل حلّة ممكنة، NieR Replicant هو ريماستر للجزء الأول من السلسلة و الذي صدر للجيل السابع من الأجهزة المنزلية على PlayStation 3 و Xbox 360، تعتبر اللعبة جزء فرعي (Spin off) من سلسلة Drakengard التي كانت من تطوير Yoko Taro ايضاً، وتقع أحداثها بعد النهاية الخامسة من Drakengard 1. تأتينا اللعبة من تطوير أستوديو Toylogic و نشر Square Enix، وتصنيف اللعبة قد يكون صعبا و معقدا نظرا لتنوع أسلوب اللعب و العناصر الموجودة في اللعبة، ولكننا سندرجها ضمن ألعاب الأكشن.
اللعبة متوفرة الان على جميع منصات Xbox و PlayStation للجيل الحالي والماضي، وكذلك منصة الحاسب الشخصي PC، وبالامكان الحصول عليها من خلال صفحة NieR الرسمية بالاضافة الى المزيد من المعلومات والعروض الخاصة بها.
القصة تقدم تجربة مؤثرة تطرقت لمسألة الحياة و الموت بطريقتها الخاصة
قصة اللعبة لم تتغير في هدفها، هنا يسعى الشاب Nier لإيجاد طريقةً ما لتخليص أخته Yonha من لعنة أصابتها. هذه اللعنة ظهرت آثارها في مختلف أرجاء العالم، ستجد في هذا العالم الموحش ظلال و وحوش في كل مكان تسعى جاهدة للقضاء على ماتبقى من الإنسانية، وهنا يسعى بطلنا جاهداً الوصول لمصدر اللعنة وإنقاذ أخته في رحلة طويلة تنتظره مع أحداث مرحة وحزينة في نفس الوقت تقع في عالم سوداوي مع أحداث جعلت من NieR Replicant تجربة مؤثرة تطرقت لمسألة الحياة و الموت بطريقتها الخاصة.
غير أسلوب الطرح المميز للأحداث و الذي تمثل في خلق عنصر الغموض في البداية لجعل اللاعب يعيد التجربة من جديد بفضل نظام المسارات المعروف في ألعاب المخرج Yoko Taro. خلال لعبك ستكتشف أنك كلما أعدت اللعبة كلما اكتشفت أسرارًا و مشاهد تجعل القصة أكثر وضوحا من قبل، تتغللها طريقة سرد ممتعة تزيد من عمر اللعبة من جهة وتضع اللاعب في لحظات من الترقب من جهة أخرى.
شخصيات بين سلاطة اللسان و خفة الظل
من أهم النقاط التي ميزت اللعبة هو رفقاء الرحلة، صدقني لن تشعر بالملل و أنت برفقة grimoire Weiss، تدخلاته و تعليقاته على كل ما يحدث أضافت نوعا من المرح و المتعة، دون أن ننسى الآداء الأسطوري للشخصية باللغة الإنجليزية الذي كان أكثر من رائع. من الجهة الأخرى لدينا Kainé الفتاة سليطة اللسان، والتي لا تتوانى في التلفظ بأبشع الألفاظ للتنفيس عن غضبها، شخصيات اللعبة بالرغم من قلتها إلا أنها تميزت بكتابة ممتازة تجعل اللاعب يتعلق بها بكل سهولة.
لعبة NieR Replicant أكثر من مجرد ريماستر ؟
شخصيا لم يتسنى لي تجربة اللعبة الأصلية، لكن من مقارنتي البسيطة هنا وهناك بين النسختين إتضح لي وجود مجهود كبير ويستحق الاستوديو الإشادة عليه، التفاصيل تم إعادة تحسينها و جعلها أكثر وضوحا وحيوية، إضافةً الى بعض المؤثرات التي كانت مفقودة في اللعبة الأصلية كالظلال وأشعة الشمس كان لها التأثير الواضح في مظهر اللعبة حيث جعله أكثر حيوية من ذي قبل، الأمر لم يتوقف عن هذا الحد بل تعدى ليصل إلى إعادة تلحين أو تسجيل المقاطع الموسيقية وجعلها تبدو بطابع عصري.
من الوهلة الأولى ستلاحظ المجهود المبذول في إعادة رسم وجوه الشخصيات التي كانت شبه معدومة في النسخة الماضية، صحيح أنها خالية من التعابير و الحركات لكنها كانت إضافة مرحبُا بها.
على خطى NieR Automata
التغييرات لم تقتصر فقط على الجانب البصري و التقني فقط بل حتى طالت أسلوب اللعب، تمت إضافة عناصر من أسلوب اللعب الخاص بلعبة NieR Automata، فعلى سبيل المثال الشخصية أصبحت أكثر رشاقة وسرعة تماما مثل 2B و 9S، القدرة على تفادي الضربات صارت أكثر ديناميكية وسرعة من اللعبة الأصلية.
للأسف تمنيت لو أن التحسينات طالت كذلك الذكاء الإصطناعي للأعداء، لأنني لم أواجه أي صعوبة في اللعبة من البداية الى النهاية طوال المسارات الخمس التي قمت بها، وهذا أفقد التجربة شيئا من المتعة، لم أكن أطلب مستوى صعوبة مبالغ فيه ولكن على الأقل البعض من التحدي الذي للأمانة كان معدومًا هنا.
أسلوب لعب أكثر تنوعا من قبل
اللعبة قدمت مزيجا ممتازا في أسلوب اللعب، فقد مزجت بين hack and slash و shoot’ m all، بعض القتالات تتطلب منك استعمال السيوف فقط والآخرى عن طريق استعمال القوى السحرية التي تمتلكها.
تحتوي اللعبة إيضاً على بعض عناصر الRPG مثل الكلمات أو words وإضافتها لأسلحتك و قواك السحرية، لما تملكه من قدرة على إضافة ما يسمى بال bonus لجعل الأسلحة أكثر قوة أو زيادة مستوى صحة شخصيتك و غير ذلك.
من النقاط السلبية التي واجهتها شخصيا هو غياب عنصر التحدي في القتال طوال المغامرة، لم أواجه أي صعوبة تذكر على مستوى normal إذ أنك تستطيع انهاء اللعبة كاملة و بمساراتها الخمسة من دون أن ترى شاشة game over.
نقطة أخرى أود الإشارة لها و هي وجود بعض المراحل من اللعبة على طريقة ألعاب Visual novel، والتي كانت حركة ذكية صراحةً لكسر الملل و الروتين من اللعب المتواصل.
المهام الرئيسية و الجانبية
القصة الرئيسية في اللعبة يغلب عليها طابع التكرار في طريقتها، إذ أنك ستضطر للذهاب والرجوع للقرية مرارا وتكرارا، ولحسن الحظ توجد خاصية التنقل السريع في العالم التي سوف تساعدك كثيراً ولكنها ليست متوفرة إلا بعد ساعات من البداية مما يجعل الذهاب والرجوع إلى القرية مهمة مملة.
في حين أن المهام الجانبية على الرغم من أن قصصها و حواراتها جيدة في مجملها إلا أن المكافآت التي تحصل عليها من ورائها غير محفزة ولا تستحق القيام بها، إلا بعض المهام التي تعطيك أسلحة قوية على غير المعتاد.
عالم اللعبة و الجانب التقني فيها
عالم اللعبة ساحر ورائع في تصميمه و في تنوع المناطق التي يحتويها، فهناك المروج الخضراء و الصحاري والشلالات، العيب الوحيد فيه هو الفراغ، نعم عالم اللعبة فارغ و ميت و لا يشجع على الإستكشاف إطلاقًا.
نحن أمام ريماستر محترم من هذه الناحية، مقارنة باللعبة الأصلية العنوان صار جميلا للغاية و ممتعا للعين، لكنه يظل ناقصا إذا ما قورن بريماسترات أخرى. أما الجانب الصوتي فكالعادة ألعاب المخرج Yoko Taro غالبا ما تمتاز بمحتوى موسيقى فاخر سواء في Automata أو Replicant، اللعبة عبارة عن تحفة فنية من هذه الناحية، الكثير من المقاطع ستظل راسخة في ذهنك لفترة من الزمن. حتى آداء الشخصيات كان أكثر من ممتاز سواء بالإنجليزية أو اليابانية خاصة رفيق الدرب grimoire weiss والذي كان آداؤه رائعا للغاية.
تمت هذه المراجعة على نسخة من اللعبة تم شرائها من قبل المراجع على جهاز Playstation 5
لمشاهدة المزيد من مراجعاتنا تفضلوا بزيارتنا هنا
التقييم النهائي - 8
8
لعبة NieR Replicant تملك كل المقومات التي تجعل منها تحفة فنية بتوجهها الساحر و محتواها الصوتي الفاخر، حيث قام Yoko Taro بصنع تجربة فريدة من نوعها يستحقها عشاق السلسلة والاعبون الجدد على حد سواء.