اخيرا وبعد مرور اكثر من 16 عام حان الآن موعد اصدار جزء جديد للسلسلة، فمنذ اصدار لعبة Age of Empires III عام 2005 واغلاق الاستيديو المسؤول عن اللعبة عام 2009 من قبل مايكروسوفت، بقيت السلسلة عالقة هكذا لا تحصل الا على نسخ ريماستر حتى صدور Age of Empires IV.
مع التوجه الجديد لشركة مايكروسوفت تم انشاء استيديو World’s Edge وهو الذي يحدد الاتجاه الذي تتجه اليه السلسة، ومنذ انشائه شارك الاستيديو في نسختين محسنة من السلسة للجزء الثاني والثالث بالتعاون مع استديوهات اخرى، والآن يعود الينا بإصدار جديد للسلسة وهو الرابع بالتعاون مع استيديو Relic Entertainment المعروف بتطويره لعبة Company of Heroes فهل نجح الاستيديو في عمل عنوان يليق بالسلسلة.
يرجى التنويه ان اللعبة حتى الآن لا تحتوي على اللغة العربية وسيتم التأكد من ذلك للتصريح السابق من مدير التسويق في مايكروسوفت Aaron Greenberg.
اللعبة تتوفر الآن حصرياً على الحاسب الشخصي PC وللحصول على المزيد من المعلومات أو شراء اللعبة يمكنم زيارة موقع اللعبة هنا.
اسلوب اللعب
كما هي العادة في السلسلة فلم تتغير كثيرا في هذا الجزء ستبدئ بعدد معين من القرويين الذي يجب ان تستخدمهم من اجل البناء وجمع الموارد الاربعة التي ستستخدمها، وهي الطعام، الخشب، الحجارة، والذهب وثم تستخدم هذه الموارد في البناء وتكوين الجيش الخاص بك، او اتمام الابحاث من اجل تحسين كل الاشياء من دروع الجنود الى قدرة القرويين على جمع الموارد.
ويجب عليك ان توازن ما بين استخدام الموارد او الاحتفاظ بها واستخدامها للتقدم عبر العصور والإتيان بوحدات وتطويرات افضل تضمن لك الافضلية في اللعبة. اجمل ما في السلسة هو سرعة اللعب فيجب عليك ان تخصص الازرار ومعرفة كل الاختصارات ان اردت ان تهاجم وتدافع بسرعة، بالاضافة الى قيامك بتجنيد القروين او اختيار الموارد التي تريد منهم جمعها.
احدى التحسينات و الاضافات الجميلة التي تم اضافتها في هذا الجزء هي قدرتك على معرفة عدد القروين الذين يجمعون الموارد فهي موجودة في مربع كبير بجانب عدد الموارد، واذا نقرت عليه سيأخذك الى احد العاملين بالاضافة الى انك اذا وضعت المؤشر بجانب هذا المربع او عدد الموارد فسيأتي لك بمعدل الانتاج خلال دقيقة، هذه التغييرات اسعدتني خصوصا لأني شخص يحب تحقيق اقصى قدر من الاستفادة من كل ما بحوزتي.
اطوار اللعب
تحتوي اللعبة على طورين طور فردي وطور جماعي.
الطور الفردي ينقسم الى ثلاث اقسام طور القصة، طور فن الحرب وهو طور يتم وضعك في اختبار كيف ستحل المسألة التي امامك ويتم تقييمك على حسب سرعة انجازك للمهمة، وغالبا ما تكون من اجل جعلك ملم بالتكتيكات المستخدمة في معارك الاونلاين، بالاضافة الى آخر طور وهو طور التحدي ضد الذكاء الصناعي.
اما طور الاونلاين فينقسم لقسمين قسم ضد اللاعبين من شخص ضد شخص الى اربعة ضد اربعة او تعاونكم مع اللاعبين ضد الذكاء الصناعي، أما طور Ranked فهو غير متوفر وقت صدور اللعبة. يغلب على اللعب التنافسي كعادة العاب ال RTS تكيتيك ال Blitz وهو الهجوم السريع مما يفضل بعض الحضارات على غيرها.
عند اللعب سواء ضد اشخاص او الذكاء الصناعي هنالك ثلاث طرق للفوز اما بتدمير مباني خصمك، السيطرة والحفاظ على مناطق دينية متواجدة في الخريطة والدفاع عنها او الوصول الى اخر عصر وبناء اعجوبة الحضارة وثم الدفاع عنها حتى انتهاء التوقيت.
القصة (عش التاريخ القديم)
على عكس الجزء الثالث الذي كنت تتحكم فيه بعائلة Black على مدى العصور، الآن ستتحكم بأهم الشخصيات خلال التاريخ ستبدأ بالملك William في رحلة السيطرة على بريطانيا وثم تتدرج بالتاريخ والمواجهات حتى تصل للتحكم بالحضارة الفرنسية في حرب المئة العام (بالرغم من انها تسمى حرب المئة عام الا انها في الحقيقة اكملت 116 عام) وغيرهم من الصراعات عبر التاريخ.
تحتوي اللعبة على ٨ حضارات ستلعب باربعة منهم في طور القصة وهم البريطانيين، الفرنسيين، المغول والروس وعلى مدار ٣٥ مهمة مع مستوى صعوبة يحدد كثرة الهجمات على مدينتك وعدد الجنود الذين ستقابلهم، بعض من المهمات ستلاحظ أنها مبرمجة بطريقة معينة، ولا يستعمل الذكاء الإصطناعي إي تكتيكات، مثلاً إذا إخترقت الجدار من جهة فالجنود الموجودين على الجهة الأخرى لا يعززون الجهة المخترقة بل تراهم واقفين كالأصنام لا يتحركون وينتظرون أن يأتي الجيش ويقتلهم.
الكثير من المهمات تتبع نظام محدد لإتمامها وهي بناء مدينتك وتجهيز جيش للهجوم على العدو، ولكن تم اضافة مهمات جانبية في خلال المرحلة او المهمة لإضافة بعض التنوع وتغيير طريقة اتمام المهام لكل شخص، كمثال في أوائل المراحل يقوم جيش من الجنود الدنماركيين المعادين الهجوم عليك وهنا يجب ان تقرر اما ان ترضيهم بالتبرع بالذهب لهم كي لا يهجموا عليك، او ان تقوم بالهجوم على مستعمرتهم المحمية بشكل جيد، او ان تتركهم لحالهم وتهتم بعدوك هذه التنوعات ستغير من طريقة لعبك مع كل تختيمة.
هذه المهمات المتعارف عليها في الجنرا، تتخللها مهمات يتنوع فيها الهدف من اجل كسر الروتين فلن تبني مدينة او جيوش، بل ستنفذ مهام خاصة، كمثال بداية المهمات الفرنسية ستجد انك مكلف بإيجاد فرسان من اجل مبارزة ما بين فرسان الجيش الإنجليزي وفرسان الجيش الفرنسي هذه المهمات كانت بكل تأكيد هي الاروع.
شيء ستلاحظه بعد الانتهاء من بعض مهمات القصة هو شعورك بالتقييد في بعض الاحيان حيث انك لن تستطيع التقدم اكثر من الجيل المخصص لك او بناء اشياء تستطيع بنائها بذلك الوقت ولكن لن تسمح لك اللعبة ببنائها، حتى اني تفاجئت بعد ذهابي لتجربة طور الاونلاين بوجود مرفأ حيث انه خلال ال ٣٥ مهمة لم يتم حتى التلميح لوجوده او حتى وضع مهمة تستخدم السفن فيها، مما كان من المحبط قليلا خصوصا انها كانت ستضيف المزيد من التنوع لمهمات القصة.
الحضارات
احد اهم ما يميز سلسة Age of Empires هو تنوع الحضارات التي بإمكانك لعبها، وكما ذكرنا سابقا فإن اللعبة تحتوي على ٨ حضارات تستطيع اللعب بها، وهم الانجليز، الفرنسيين، المغول، الروس، الصينين، الرومانيين، العباسيين وسلطنة دلهي.
كل حضارة تختلف عن الاخرى في مميزاتها وسلبياتها هناك من يحصل على تخفيض على انشاء المزارع ومنهم من يحصل على تخفيض عند بناء الدفاعات لمدينته، الشيء الجميل انها مرتبطة بالحضارات، فمثلا العباسيين لا يمكنهم اكل لحم الخنزير مما يجعلهم غير قادرين على استخدامهم من اجل رفع عدد الطعام لديهم، ولكن تعويضا عن ذلك فهم اسرع ٢٥ بالمئة في جمع التوت.
الاختلاف هذا ينتقل لإسلوب اللعب فالمغول ستحتاج هجوما سريعا للاستفادة من خواصهم، اما سلطنة دلهي فيجب عليها الإستفادة من خاصيتها وهي انها تستطيع القيام بالابحاث من غير التضحية بالذهب، هذا بالطبع لا يشمل الاختلاف في المباني والوحدات لكل حضارة.
احد الاشياء الجميلة التي اعجبتني في اللعبة هو انه عند اختيار الحضارة ستلاحظ انه الوحدات ستتحدث باللغة الام للحضارة، فستسمع الوحدات العباسية تتحدث اللغة العربية وعند اختيار الفرنسيين سيتحدثون بالفرنسية هذا الاهتمام للاستيديو لهذه الناحية جميل وفاجئني صراحةً.
وزنية الوحدات
تتبع اللعبة نظام مثل معظم الالعاب الاستراتيجية وهو نظام الوحدات، كل وحدة مضادة للاخرى فسترى ان الخيال يتغلب على صاحب القوس وصاحب الرمح يتفوق على الخيال كل هذا من اجل الحفاظ على التوازن، ولكن هذا لم يمنع الاستيديو من البحث عن الدقة التاريخية، فعلى الرغم من ان من الخيالة اقوى من اصحاب القوس الا ان اصحاب القوس الانجليز لديهم قدرة خاصة وهي وضع عائق من الرماح لاعتراض الخيالة وهذا التكتيك كان يتبعه الانجليز من قبل، تمنيت في البداية أن يكون لإستخدام هذه القدرات يجب عليك أن تستخدم بعض الموارد مثل الخشب ولكن خلال لعب طور الاونلاين عدلت عن قناعتي.
كان يمكن للاستيديو ان يغير الارقام كمن يحصل على طاقة اكثر او من يسبب ضرر اكثر ويتركها فلن يلاحظها الشخص العادي، ولكن احيي الاستيديو على تحري الدقة والواقعية فعلى سبيل المثال هناك خيالة مختلفون لكل حضارة، فلنأخذ الخيالة في الحضارة العباسية مثالًا، فقد كانوا يستخدمون الجمال والجمال لديها نقطة ارتفاع مختلفة عن الحصان، فتخيل عزيزي القارء ان كمية الضرر التي يتسبب بها الخيال الذي يستخدم الحصان اقل على الجمال من على الحصان.
التوجه الفني والصوتي
التوجه الفني في اللعبة جميل فستلاحظ ان الاستيديو حاول قدر المستطاع نقل صورة جميلة عن كل حضارة في جعبته خصوصا في الوحدات الخاصة باللعبة، يجابهها تطور رسومي ملحوظ من آخر جزء للسلسلة. المقاطع السينمائية المتواجدة قبل كل مهمة قصة تعزز هذه التجربة فتشعر وكأنك تشاهد حلقة مسلسل يعرض على قناة National Geographic.
اما التوجه الصوتي فيمكنني القول انه تم الإعتناء به بعناية، ركز الإستديو على الأصوات للوحدات وإن ركزت ستسمع صوت مشي الوحدات المختلفة خصوصاً إذا كونت جيش متنوع فستسمع أصوات كل وحدة مختلفة ودمج الأصوات واختلافها عند المشي عبر الطرق المختلفة مثل الطرق الصحراوية أو الجبلية المغطاة بالحجار، الاصوات الموجودة للوحدات بلغتها الام إضافة جميلة بل وستلاحظ أنها تتغير عبر العصور لترمز أكثر الى تغير اللهجات واللغة عبر العصور، اما الالحان الموسيقية فهي ضعيفة وقد لا تحس انها موجودة بالاساس.
الأداء التقني
الأداء التقني للعبة جيد وستتمكنون من لعب اللعبة على إعدادات عالية على معظم الحواسب الشخصية، ولن تلاحظوا الكثير من الأخطاء التقنية على مدار اللعبة بأكملها، وتم إصلاح تحري الطريق للوحدات التي كانت تعاني منها السلسلة في الجزء الثالث، ولكنها تعاني من بعض التقطيع عند الحفظ التلقائي في مهمات القصة الرئيسية.
تمت مراجعة اللعبة على منصة الحاسب الشخصي بنسخة مراجعة تم توفيرها من الناشر
لمشاهدة المزيد من مراجعاتنا تفضلوا بزيارتنا هنا
التقييم النهائي - 8.5
8.5
لعبة Age of Empires IV هي إعادة إحياء لسلسلة طال سباتها طوال 16 عاماً و بكل شغف. فمع وجود الإهتمام بأدق التفاصيل بإسلوب اللعب الاستراتيجي والتركيز على المؤثرات الصوتية والإختلاف ما بين الحضارات وغيرها، فإن كل ذلك جعل اللعبة تبدو وكأنها لم تغب طويلا، بل واكبت احدث التطورات في الصناعة.