من الجيد في بعض الاحيان مُراجعتك لنفسك ومعرفة اخطاءك وما الذي أصبت فيه والخطأ والصواب هو أمرٌ مُنتشر بشدة في عملية تطوير الألعاب والوقوع في المحظور مُخاطرة لابد منها ولذا لجأت العديد الشركات في اعادة صناعة او بناء العابها من الصفر لدرجة ان بعضهم قام بمحو كل ما يتعلق بنجاح العنوان المُعاد تصنيعه. وعنوان Saints Row كسلسلة لم تحصل على تقاييم عالية لا من النقاد ولا حتى من اللاعبين وكانت دائماً بين البين.
وهذا ما جعل السلسلة تبيت لفترة حتى قُرر لها اعادة تطويرها تماماً وكان مشروعاً طموحاً كون اللعبة المُستلهمة من سلسلة GTA لديها احتمالات نجاح كبيرة ومع الشغف قد يتم تحقيق هذا الهدف الذي يسعى له المطورون والذين سعوا كأي مطور آخر تقديم لعبتهم بصورة اكثر وضوح و اداء ثابت اكثر ولذا قاموا بالخطوة اللازمة وهي تأجيل اللعبة من موعدها الاولي والذي حُدد في الخامس والعشرين من فبراير لعام 2022 لتصدر اخيراً في الثالث والعشرين من اغسطس لنفس العام وبالرغم ان اللعبة كانت مُنتظرة وقرار تأجيلها كان مُحبطاً الا ان هنالك قول معناه، تأجيل اللعبة وصدورها بشكلٍ ممتاز افضل من صدورها في وقتها بمشاكل لا تُحصى ولذا دعونا نبدأ في مراجعة اللعبة.
اللعبة تتوفر على اجهزة Xbox one – Xbox Series XS – PlayStation 4 – PlayStation 5 – PC وللحصول على المزيد من المعلومات أو شراء اللعبة يمكنم زيارة موقع اللعبة هنا.
قصة اللعبة بين لمحةٍ من النجاح وكثير من الإحباط
أصبح عنصر القصة عنصراً اساسياً في صناعة اي لعبة في هذه الايام ومن النادر نجاح اي لعبة فردية بدون وضع اساس قصصي قوي والاستمرار عليه حتى نهاية اللعبة و Saints Row نوعاً ما بدأت بشكلٍ ممتاز ووضعت توقعات جيدة لقصتها التي تدور احداثها في مدينة Santo Ileso الخيالية ولكن سُرعان ما فقدت نفسها وضاعت بين توجه اللعبة.
تتكلم اللعبة عن اربعة شخصيات اصدقاء ولكن كل شخصٍ منهم يعمل لدى جهة مُختلفة الا وانه مع مرور الاحداث تضطر جميع الشخصيات من الخروج من تلك الجهات والعمل مع بعض لتكون تلك الشرارة التي قلبت عالم اللعبة وأنشأت امبراطورية لا تُقهر بعد ان شقت الشخصيات طريقها لتُثبت نفسها في المدينة و تُثبت اسمها من بين كل تلك العصابات وتكون الاكثر بروزاً.
القصة عند سماعها تشعر وان الامر مُشوق جداً ولكن هناك كثير من الفجوات الكتابية في اللعبة وكثير من الامور الغير مفهومة والتي في بعض الاحيان تأكدت ان المطورين وصلوا لطريق مسدود فاقترح احدهم بأن يضعوا اي شيء فقط لاستكمال الاحداث ووافق الكل عليها. فجأةً ومن لا شيء تُحدد الشخصيات مكان اي شي وفجأةً ايضاً تُصبح تلك العصابة المكونة من أربعة اشخاص حديث الشارع بالرغم من حداثة تكوينها والتأسس ولم يمر حتى ذلك الوقت الطويل ولم تحدث تلك المهمات الكثيرة التي تجعلها كبيرة وقوية لتلك الدرجة.
هنالك لحظات في اللعبة كانت صدمة وقوية ولكن تأثير تلك اللحظة يزول سريعاً بسبب عدم التنسيق القصصي وسرعة الاحداث وهذا ما جعل القصة تسقط سقوطاً مُدوياً لكمية الاحداث اللامنطقية. على سبيل المثال، يُسرق شيءٌ ما مُهم من اكبر مُنظمة باللعبة فتقف هذه المنظمة ساكنةً بدون اي حركة وبعد مرور احداث كثيرة وساعات عديدة، تأتي انت لوحدك وبمساعدة شخصية اخرى باسترداد ما سُرق بينما تلك المنظمة كبيرة جداً ومتطورة ولديها من التطور ما لا يُحصى الا انها لم تستطع استرداده. وهنالك الكثيرمن الاحداث اللا منطقية والتي لم تكن على نفس المستوى فهي في مستوى آخر تماماً ولكي لا احرق اكثر في القصة فسأتوقف هنا.
اسلوب اللعب، خطوة عن النجاح
قدمت لي Saints Row اسلوب لعب كاد ان يكون واحد من اكثر الاساليب امتاعاً مؤخراً ولكن ذلك لم يحصل وفشلت اللعبة في اتقانه ومانجحت فيه كان التصويب بالاضافة للمهارات. التصويب في اللعبة مُمتع جداً و كان استخدام الاسلحة سلس ويبعث الحماسة في النفس على الاستمرار في مُحاربة الاعداء دائماً. كان هنالك تنوعاً فتارةً على القدمين وتارةً في طائرة وتارةً راكباً بجانب سائق سيارة و تطلق النار بشكلٍ جنوني وحماسي يجعلك تتمنى ان لا تنتهي نلك اللحظات بالرغم من تكرارها وفعلاً، هذه المتعة تبدأ معك من بداية اللعبة وحتى نهاية اللعبة وهو شيء نجحت اللعبة في تقديمة بشكلٍ مُرضي.
هنالك تنوع جيد بالاسلحة وهنالك تنوع ايضاً في عمليات المهام ولك الحرية في كيفية قتال الاعداء وهذا ما يقودنا للنجاح التالي في اللعبة وهو المهارات. المهارات في هذه اللعبة تُفتح لك كلما تقدمت في مستواك وهنالك نوعين من المهارات، مهارات تُكتسب وتُطبق بشكلٍ تلقائي ومهارات لك الخيار في تطبيقها او لا ولديك اربعة نوافذ كل نافذة تُتيح لك استخدام مهارة تُحددها انت وهذا ما يجعل القتال مُنوعاً ايضاً.
ما دام اننا تكلمنا عن المستوى، فبجانب فتح المهارات لك كلما ارتفع مستواك، ايضاً هنالك اسلحة و سيارات و اضافات ثانوية ستُفتح لك كلما ارتفع مستواك باللعبة وليس فقط انت، الشخصيات المُصاحبة لك في اللعبة لديها نوعٌ مشابه من المستوى اذ وأنه بعد كل فترة سيتمكنون هم من استعمال اسلحة لم يكن باستطاعتهم استعمالها سابقاً.
- القيادة:
نقطة لوحدها من اسلوب اللعب ولن أُطيل فيها ولكن القيادة باللعبة ليست جيدة اطلاقاً، اللعبة ضربت بكل قوانين القيادة في كل الالعاب وفي الواقع عرض الحائط و قدمت قواعد جديدة هدفها ان تُغضبك. كل شيء بعالم اللعبة اثناء القيادة يُصبح مجنوناً و مانعاً لسيارتك فقد تكون تمشي بشكلٍ آمن وفجأةً من لا مكان ترى انك انقلبت او ضربت رصيفاً صغيراً جعلك تتوقف توقفاً شديداً وكل هذا يهون عندما تكون في اللعب الحر وما لا يهون هو عندما تكون في مهمة وهذه المهمة تعتمد اعتماد كلي على القيادة بالاضافة لوجود وقت او عداد طاقة لصحة السيارة او ما لديك بالسيارة.
ومع غباء الشرطة في اللعبة يُصبح الامر مُغضباً جداً. الشرطة غبية جداً لدرجة انهم يُطاردوك بكل ما اوتوا من قوة ويقومون بإطلاق النار و صدم بعضهم البعض ثم صدمك ثم يعودون لصدم بعضهم البعض وفجأة ترى ستة او سبعة سيارات يصطدمون ببعض بشكلٍ لا مفهوم. الذكاء الاصطناعي غبي جداً في هذه اللعبة سواءاً من الشرطة او من شخصيات عالم اللعبة الاخرين.
- المهام:
هنالك نوعين من انواع من المهام في اللعبة بين الرئيسي والجانبي. المهمات الرئيسية مُعظمها خطي اما الجانبي ففيه عدة مهام مُنتشرة حول المدينة وبعضها انت تقوم بتأسيسها عن طريق المقر الرئيسي لديك، الا ان غالبية هذه المهام تملك نفس الطريقة في انهائها اي انها مُكررة ولكن بعض الأنشطة الجانبية لها فوائد أخرى كالحصول على اشياء نادرة لن تستطيع الحصول عليها ابداً الا عن طريق انشطة العالم المفتوح المُنتشرة على الخريطة.
الشخصيات الرئيسية في Saints Row جاذبة احياناً ومُنفرة في أخرى!
قبل الدخول في الشخصيات، لعبة Saints Row تُقدم نظام بناء شخصية كامل ورائع ايضاً، اخذت وقتاً طويلاً ابني فيه شخصيتي وأصممها كنت مُستمتعاً وهذا ما جعلني مُتعلق بشخصيتي طوال اللعبة اما الشخصيات المُصاحبة لك فهي اساسية من تكوين اللعبة، وما احبطني فيهم هو ان الشخصيات تُحس انها لا تختلف عن بعضها البعض الا بالشكل فقط بالرغم انه في بداية اللعبة كانت الشخصيات فريدة وكل واحدة مُختلفة ولكن لم يستمر حتى النهاية، هنالك لحظات تخرج لك الشخصية ماهي هويتها الحقيقية وتُبرز لك ميزاتها و قوتها ولكن في غالب الوقت كل الشخصيات كبعضها البعض، يُكثرون من الحوارات الهزلية والجدية في احاديثهم قليلة جداً بالرغم ان اغلب المهام التي يقومون بها مُميتة.
نعم اعلم ان السلسلة سابقاً كانت هكذا ولكن هذه فرصة جديدةً تماماً لتقديم شيء مختلف بعد اعادة بناء من الصفر وعِوضاً عن تقديم نفس المستوى، كان من الافضل تقديم شيء اكثر نجاحاً واكثر اقناعاً لـ اللاعب لكن على الاقل حواراتهم كانت مُمتعة ومُضحكة.
الأصوات والموسيقى التصويرية
الاصوات خلف الشخصيات للأمانة رائعة ولو ان بعضهم لم يكن اداءه ممتازاً الا وأنه قدم صوتاً مُناسباً جداً للشخصية، واما عن الموسيقى التصويرية فكانت هي الداعم لبروز التصويب في اللعبة فقد كانت الموسيقى تعمل بالوقت المناسب وكانت جيدة جداً وبعضها ممتاز.
الرسومات بنسخة مُخصصة للجيل الجديد وبلا فائدة
رسومات اللعبة عادية جداً وليس فيها اي لمحة من العاب الجيل الجديد وتفاصيل العالم متفاوته بشكلٍ كبير ولا ثبات في الصور المعروضة امام اللاعب وهذا ما جعل الجانب الرسومي باللعبة مُحبط ولا تشعر بأنه هنالك تقدم كبير فيه.
الاداء التقني وتأجيل لا فائدة منه
تمت مراجعة اللعبة على جهاز PLAYSTATION 5 وقدمت اللعبة اداءاً ليس جيداً اطلاقاً من الناحية التقنية. ستلاحظ الكثير من الاخطاء التقنية مثل اختفاء سيارات وشخصيات وظهور غيرهم بشكلٍ مفاجئ، عدم القدرة على استخدام الاسلحة لخطأ مُفاجئ. بعض المهام لا بد من الموت فيها واعادتها لتسير بشكل طبيعي وحدث ذلك لي بشكل متكرر وهبوط اطارات مُتكرر.
تمت مراجعة اللعبة على منصة PlayStation 5 بنسخة مراجعة تم توفيرها من الناشر.
لمشاهدة المزيد من مراجعاتنا على منصة Opencritic أو الموقع تفضلوا هنا.
التقييم النهائي - 6
6
قدمت Saints Row اسلوب تصويب ممتع، ومراحل بتصميم منوع ومليء بالاكشن والحركة. ولكنها فشلت في تقديم قصة متماسكة، مع اداء تقني سيء جعل من تأجيلها الاخير بلا قيمة