قبل الحديث عن لعبة The DioField Chronicle، هذا الجيل وسابقه قد يبدوان مفعمين بألعاب تقمص الأدوار، ولكن في حقيقة الأمر ذلك مُتركز على تصنيفات فرعية معينة من هذا التصنيف الواسع تتمحور معظمها حول ال Action RPG، فإن ما بحثنا عن ألعاب Classic RPG أو الأكثر نُدرة ال Strategy RPG فقليلٌ ما هم. هذا العام أُثرينا بلعبة Strategy RPG مُجددة لهذا الصنف ومُعيدة إياه إلى الحياة في حلة جيدة على أقل تقدير.
- اسم اللعبة: The DioField Chronicle
- المطور: Square Enix Lancarse
- الناشر: Square Enix
- المخرج: Hirofumi Fukui – Takahiro Kumagai
- الكاتب: Yuu Ohshima
- الفنان:Isamu Kamikokuryo – Taiki
- الملحن: Brandon Campbell – Ramin Djawadi
- الصنف: Strategy RPG, Command Based
- على منصة: Xbox Series S|X, PS5, Xbox One, PS4, Nintendo Switch, PC
- تاريخ الإصدار: 2022/9/22
- لمزيد من المعلومات زوروا موقع اللعبة الرسمي
القصة، جزيرة DioField
تدور أحداث القصة في عالم مستوحى من حقبة العصور الوسطى أو ال Medieval Era وتحديدًا على جزيرة تسمى DioField، حيث كانت لقرنين كاملين تعيش الجزيرة في هناءٍ لم تشبهُ شائبة، في نظام حكم ملكي لعائلة Shaytham واسم المملكة ظل عبر العصور واحدًا Alletain. ولكن، في القارة القريبة من هذه الجزيرة الكبيرة قامت إمبراطورية Trovelt-Schoevian التي أسست على أيدي قاطع الطرق Schovia الذي سرق علومًا ناشئة عن السحر الحديث وسيطر بها على Trovelt ثم نصب نفسه إمبراطورًا وبدأ باجتياح القارة. في محاولة يائسة من الشعوب والبلدان الكثيرة التي قضت في عدوان الإمبراطورية، قاموا بإنشاء حلف Rowetale Alliance نسبة إلى اسم القارة Rowtale، بقيادة جمهورية Vherma. في هذه الأوقات العصيبة تمر مملكة Alletain بمشاكل داخلية بين أفراد العائلة المالكة بدأت باغتيال Levantia الابن الرابع للملك Regalt Shaytham. حيث يتصارع أسياد القارة فيما بينهم حول من سينصبون ملكًا عند وفاة Regalt المحتضر على فراش موته. تبدأ عندئذ الإمبراطورية حملاتها على المملكة مستغلة الصراع الداخلي، ولكن قبيل ذلك بقليل يُنشئ الدوق Hende أحد أفراد مجلس اللوردات في المملكة قوة من المرتزقة (الذين هم بالمناسبة أبناء المملكة ولكن ليسوا ضمن مفرزات الجيش الملكي، فربما تسميتهم مرتزقة ليس الخيار الأمثل). هذه القوة سُميت الثعالب الزرقاء، يعملون على تنفيذ مهام خاصة تحت إمرة الدوق. هذا الفصيل تألف أساسًا من Andrias Rhondarson و Fredret Lester حارس الراحل Levantia Shaytham وصديقه. وهنا تبدأ قصتنا التي أترك لكم متعة كشف خباياها إن قررتم لعبها.
القصة بصراحة لا تُقدم شيئًا مميزًا إلى أعمال العصور الوسطى، وبالكاد أمكننا القول أن الكاتب تعمق في بناء عالمه إذ أن كل شيء فيه سطحي إلى نسبة كبيرة، ولكن قيمة القصة الحقيقية تكمن في الصراع السياسي الداخلي والخارجي، إذ أن فرقة المرتزقة هذه ستتدخل في سياسات المملكة بشكل ضليع، فتجربة كهذه لا تجدها كثيرًا في عالم الألعاب، أعيب عليهم أنها لم تكن قصة ذات مسارات فهي خطية وفي الواقع لن تكون أنت صاحب قرار إنما تنظر إلى فريقك يتخذ القرارات، تظل مع ذلك ممتعة إلى حد ما.
أنا شخص مُحب لقصص هذه الحقبة، ولكني واجهت صعوبة في تقبل تكرار الأحداث الذي هو منعكس عن تكرار المهام، كثيرًا ما وجدت نفسي أمام قصة متكررة من إيقاف أعمال قذرة لأحد الفاعلين في إيالات المملكة من النبلاء أو اللوردات، ولكن إن التزمتم بالمهام الرئيسية ربما لن تواجهوا مثل الرتابة التي واجهتها. فالمهام الرئيسية بها أقل تكرارًا وأكثر اهتماما بكتابة أحداث تشويقية.
كتابة القصة تنتقد بطريقة مباشرة بعض التوجهات السياسية وستجد نفسك أحيانًا وسط رؤية واضحة لشخص يحاول زرع أيدولوجيا تفرض وجهة نظر معينة، وجهة النظر هذه نفسها لم تكتفي بالأدلجة السياسية إن صح التعبير، بل حتى الدينية، إذ أن الكاتب يتعرض لمسألة التديّن ككثير من رفاقه كُتّاب القصص في هذا الزمان العصيب، ووجدت في ذاك ترويجًا مزعجًا للإلحاد لم أر له مثيلًا قطّ، ربما احتج محتجٌّ أن هذه جزء من بُنية الشخصية التي تتحدث ضد التدين أو الديمقراطية (التوجه السياسي المُنتقد في اللعبة) ولكني أقول عندما يُسخّر الكاتب عالمه لدعم أقوال أبطال القصة فإن هذه رسائل من الكاتب وليست مجرد بُنية شخصيات، زد عليها أنه يهمش الطرف المُنتقد ويجعله ضعيف الحجة. فلا شك في أنها دسائس مثيرة للشفقة. من الجيد أنها لم تكن طاغية على القصة ووجدتها في ثلاث قصص فقط إحداها وأكثرها إزعاجًا كانت مهمة فرعية لضم شخصية إلى الفريق بنهاية اللعبة.
المنعطفات القصصية أو ال Plot Twists هي ما أعطت للقصة قيمتها الأكبر والتي خرجت بها عن إطار الإعتيادية والرتابة، رغم أن العالم وأساس القصة كلاسيكي إلا أن الأحداث لها انقلابات غير متوقعة، حتى وصلت إلى ال Plot Twist الأكبر بنهايتها والذي جعلني أرغب بشدة في جزء ثانٍ! للأسف، 7 فصول مُططت فيها أحداث مكررة وقليل من الأحداث الرئيسية الشادة للانتباه والاستمتاع، لو أن نهاية اللعبة كانت منتصفها لربما حصلنا على قصة رائعة إذ أني شعرت بمشهد النهاية أن القصة قد بدأت لتوها، فالآن نحن لا ندري ما إن كانت اللعبة مُربحة بما يكفي لتطوير جزء ثانٍ أم أن التكملة المليئة بالأمل في قصة رائعة ستبقى بعيدة عن المنال.
أسلوب اللعب
كما ذكرنا آنفًا، اللعبة مزيج من ال Strategy RPG وال Command Based وأيضًا ال Turn-Based، وسنتحدث عن كل عنصر على حدى. بداية بالعنصر الإستراتيجي في اللعبة والذي هو الأساسي والأضعف للأسف، فاللعبة لم تتمكن من تقديم تحديات إستراتيجية (وسنتطرق لهذا مرة أخرى عند حديثنا عن تصميم المراحل) وجُلّ ما ستفعله من استراتيجيات يتلخص في أمرين لا ثالث لهما، وهما: الإلتفاف على العدو للحصول على ضرر “كمين” يُلحق بالأعداء. هنالك 3 أنواع من الضرر أو ال Damage الممكن إلحاقه بالعدو، أولها الضرر العادي (أرقامه تظهر باللون الأبيض) والضرر الجسيم أو Critical Damage وهذا يعتمد على الفُرص والتي بدورها تتمثل بشكل أساسي في “الحظ” وهو أحد 4 عناصر عليك تطويرها لتقوية شخصيتك، النوع الثالث من الضرر هو ما سيعيدنا لأصل الموضوع وهو ال Ambush Damage والذي يكون بمهاجمة العدو من الخلف، وهو الضرر الأشد بين الثلاثة والذي ستجد نفسك متعطش له في مراحل اللعبة الأولى تحديدًا حتى تنهي المعارك أسرع وبأقل خسائر، طبعًا خطتك ستكون ثابتة طوال ال 40 ساعة في اللعبة وهي أن تترك شخصيتك الأقوى في الفريق تلتف على العدو وتهجم عليه من الخلف بينما البقية يهاجمون من المقدمة حتى يشغلونه عن الكمين. الإستراتيجية الثانية التي ستستعملها في مراحل متقدمة هي تفريق فريقك، اثنان يتصدون للهجوم من هاته الجهة واثنان من الجهة الأخرى، وربما لن تحتاج إلى هذا في معظم الأحيان إذ سيكون الهجوم أو الدفاع بفريقك كاملًا أشد فاعلية وأقل خطرًا. للأسف، ليس هنالك شيء آخر غير ذلك، تمنيت لو أني احتجت إلى تفكير أعمق من هذا أثناء إدارتي للمعارك، على سبيل المثال أن يكون هنالك استفادة من طبيعة ساحة المعركة كأن توضع بركة وحل تستدرج العدو لها ثم تمطره بالأسهم، أو أن تكون هنالك تلة يسيطر عليها العدو وتعطيه أفضلية في ضرر فريقك فتسرع للسيطرة عليها وتحصل على تلك الأفضلية.
لحسن الحظ فإن عنصر ال Command Based عوض قليلًا عن رتابة الإستراتيجية، حيث قدم شجرة مهارات ضخمة لكل صنف (Class) في فريقك، وهم بالمناسبة 4 أصناف رئيسة: الجندي -وينقسم لثلاثة أقسام: المغتال والمحارب بالسيف والدرع وأخيرًا محارب السلاح الثقيل والذي هو الفأس باللعبة- ثم لدينا الفارس -وهو قسمان راكب الأحصنة وراكب التنانين- ولدينا أيضًا السهّام -وهو الآخر قسمان: صاحب القوس العادي وصاحب ال Crossbow أو البنادق- وأخيرا لدينا الساحر والذي هو الآخر قسمان سحر حديث وسحر قديم. ما يعني أن لدينا 4 شجرات مهارات رئيسية و 9 جانبية، وهذا كمٌّ هائل من المهارات التي ستجدها تمثل المتعة الأكبر في القتال فكُلٌ منها له فائدة في ساحة المعركة وظرف يُعطي أفضلية أكبر في استخدامه، وهذا يعتمد على موقع العدو وعدد الأعداء المراد إضرارهم. اللعبة بالمناسبة لن تعطيك حرية استخدام هذه المهارات بعد فتحها وتطويرها في الشجرة وإنما السلاح الذي تستعمله هو ما سيحدد أي المهارات ستستعمل، قد يكون خبرًا سيئًا ولكن حقيقة هو يجبرك على تجربة جميع المهارات في الشجرة أثناء انتقالك بين الأسلحة والتي هي الأخرى كثيرة وذات تصاميم مميزة في اللعبة. بالمناسبة هناك شجرة خاصة بالأسلحة الأسطورية وهناك أسلحة بمحل الأسلحة في القاعدة الرئيسية Home Base المسماة Elm Camp. هناك شجرة مهارات أخرى خاصة بتطوير قدرات شخصيتك وهي تختلف من شخصية إلى أخرى، حتى بين ذوي الصنف الواحد فهذه الشجرة تعتمد على شخصية الشخصية (أعلم أن هذا تعبير مضحك لكن أظنكم فهمتم القصد منه)، على سبيل المثال، أحد الشخصيات سيكون له ورقة مهارة وهي أنه سيرتفع معدل هجماته البليغة ما إن كانت هنالك فتاة في الفريق، إذ أن شخصيته شخصية محب الفتيات xD. لدينا أيضا على غرار هذا شخصيتان واقعتان في حب بعضهما فإحدى مهارات إحداهما أن قوة هجماته تزداد عندما يكون الآخر بالفريق.. لا تخطؤوا الظن! هذه فقط ما تعلق بذهني من مهارات، فليست كلها على هذه الشاكلة، بل على العكس معظمها تعتمد على الدور المحبذ للشخصية في المعركة، فالذي يتخصص في دعم الخطوط الأمامية له مهارات تعزز قوته في هذا الدور، وهكذا.
العنصر الثالث والأخير هو الأقل أثرًا، بالكاد ستلحظه، ال Turn-Based الشهير في ألعاب تقمص الأدوار الكلاسيكية من Square Enix، وهذا هو السائد عندما تجعل الشخصيات تنتهج القتال الأوتوماتيكي، فعندما تكون منشغلًا مثلًا مع تنفيذ أوامر للشخصية “ب”، ستكون الشخصية “أ” و “ج” و “د” تقاتل بأسلوب ال Turn-Based، ضربة لي وضربة لعدوي.. (هل ذكرت أن أفراد الفريق 4 وكل واحد منهم له شخصية مساعدة بامكانك الإستفادة من قدراتها الخاصة إن احتجت في المعركة؟ الآن فعلتُ). بالمناسبة، هنالك إضافة جميلة بصدد الفريق وهي أنك تستطيع تغيير أعضاءه حتى أثناء المعركة، فلو أنك وجدت إحدى الشخصيات التي اخترتها عديم فائدة في المعركة هاته أو هنالك من سيبلي أفضل منه بامكانك تبديلهم مباشرة. وفي هذا الصدد أيضًا فإنك بنهاية اللعبة سيحتوي فريقك على 16 عضو، أنصحك بأن تبذل موارد تطويرك على من تظنهم أكثر ولاءًا للثعالب الزرقاء.. فلا تدري متى يغادر أحدُ هؤلاء المرتزقة الذين جمعتهم الرغبة في المال.
تصميم المراحل
من أكثر ما يعيب هذه اللعبة هو تصميم مراحلها، أنت جديًا لا تقابل أي تصميمات عبقرية رغم أنها لعبة إستراتيجية وتصميم المراحل يشكل جزءًا هامًا من متعة اللعب، ستجد مراحلك الكثيرة (فاللعبة 7 فصول وكل فصل فيه ما حول ال 10 مهام رئيسية وفرعية) ستجدها مكررة، وممرات ضيقة يهاجمك فيها الأعداء من الأمام والخلف فحسب، وربما إن أرادو تغييرا أضافو Objective Points أو نقاط وجب تحريرها لفتح جسر أو ما شابه ذلك، حتى من الناحية البصرية والجمالية ليس هنالك ما يثير الإنتباه. لعل هذا الجانب هو الأسوء في اللعبة. ولأن ليس لدي الكثير لقوله في هذا الباب دعوني أيضًا أزيد عليكم عيبًا آخر وهو الغباء الاصطناعي للأعداء، نعم ليس ذكاء فهم أبعد ما يكون عن الذكاء، ليتهم استعانو بالقليل ممن عملوا على Halo Wars 2 فربما علموا منهم كيف يصنعون بعض التحدي في لعبة استراتيجية وذكاء مدهش في تعامل العدو مع تحركاتك. وعلى سيرة التحدي، فاللعبة في المستوى المتوسط لن تقدم تحدي إطلاقًا، أتسائل كيف هو مستوى ال Easy إن كان هذا المتوسط… نعم، فور تعودك على ميكانيكيات اللعب ارفع الصعوبة ل Hard لعل هذا يحسن التجربة قليلًا، بالنسبة لي كنت أصنع التحديات بنفسي، كأن أعزم على ترك عضو واحد من الفريق يمسك محور قتال كاملًا وحده، أو أن أنهي المهمة في أسرع وقت ممكن وبالتالي أوزع أعضاء فريقي دون حاجة، ما يصعب المهمة أيضًا.
الإخراج والحوارات والرسومات
لعل أكثر ما أعجبني في هذه اللعبة هو أسلوب إخراجها، إذ أنها تخرج عن المألوف في هذا الصنف الذي لا يبدي اهتمامًا بإخراج المشاهد وربما احتوت ألعاب أخرى من هذا الصنف على مشهدين سينمائيين أو ثلاث، ولكن في Diofield Chronicle شهدتُ اهتمامًا واسعًا بالمشاهد ما أثَّر إيجابًا على تلقيَّ للقصة. فقبيل كل مهمة هنالك مشهد افتتاحي للمهمة بتفاصيل رسم عالية وأجواء حربية مناسبة لطبيعة قصة اللعبة، فالحوارات هي الأخرى لم تكن ذات كتابة مبتذلة أو حتى طفولية، نعم، عندما تبتاع لعبة من تطوير Square Enix فالحوارات ليست عادة أقوى ما ستقدمه لك اللعبة، إذ أن كثيرًا من ألعاب الشركة بل من عناوينها العريقة عانت من حوارات ساذجة إلى حد ما، ولكن عليك أن تنسى كل هذا مع Diofield Chronicles، فلم أجد حوارًا سيئًا أو غير مناسب، ربما يجادل أحدهم أن الشخصيات بحد ذاتها ماضية للنسيان، ولكن مغبة ذلك تعود على شُح الحوارات التي تبرز فيها هوية هذه الشخصيات، إذ أن معظم حوارات الشخصيات الموجودة عملية وتغيب عنها العاطفية أو حتى الإنسانية بشكل كبير. ولكن هنالك أمرٌ يجب ألَّا ننساه، وهو أن شخصياتنا هذه مرتزقة، بغض النظر عن اعتراضي على كونهم مرتزقة في المقام الأول، ولكن بأخذ ذلك في عين الإعتبار فإن عدم إبداءهم عواطفهم أو عدم تعلق اللاعب بهم هو أمر طبيعي بل عليه أن يكون كذلك.
لطالما كنت ساخرًا من تِلكُم الألعاب التي تقدم غلافات Posters ذات جودة رسم وأسلوب رفيع للغاية ولكن عندما تبدأ اللعبة تجد الرسم pixelated إن فهمتم قصدي من هذا التعبير (استعملوا قوقل إن لم تصلكم الصورة)، وهذا أمر رائج جدًا إلى يومنا هذا في صنف ال RPG الكلاسيكي ومشتقاته، ورغم أني أعي أن هذه رغبة في الحفاظ على هوية قديمة تثير نوستالجيا الجيل القديم من اللاعبين، إلا أني أردت قفزة صغيرة على الأقل. هذا تمامًا ما حدث في Diofield Chronicle فإن ذهلت بصورة الغلاف والتي أرفقناها في بداية هذه المراجعة، لا تقلق! اللعبة لن تخذلك وستقدم جودة رسوميات عالية في تصميم الشخصيات ودقتها، بأسلوب مشابه لذاك بالألعاب الحديثة من سلسلة Final Fantasy مع الحفاظ على لمسة خاصة باللعبة ستلحظها في العيون أكثر من غيرها. أما رسم البيئات فهو معقول، كما أسلفنا هو قفزة عن أسلوب الرسم الكلاسيكي لهذه الألعاب، ولكن لا ترفع سقف توقعاتك كثيرًا فهذه بالنهاية لعبة إستراتيجية. بالحديث عن ذلك، مما أعجبني في محاولة جعلها تجربة كلاسكية ولكن بطابع حديث هو تحول اللعبة إلى المنظور الثالث في ال Home Base حيث ستتمكن من التجول ومحادثة الشخصيات والذهاب للمتجر وغير ذلك كأنها Action RPG، ليست بالشيء الجلل ولكنني أحببت هذا التنويع البسيط وأتمنى أن يُوسَّع في حال كان هنالك جزء ثانٍ.
الأداء الصوتي والموسيقى
هنا أرفع قلمي عن النقد وأستبدله بقلم المديح، فكلٌ من الأداء الصوتي والموسيقى لم يكونا ليصبحا أفضل مما هم عليه، فالألحان رائعة وملحمية رغم أنني تمنيت بعض التنويع في ألحان القتال إذ ظل لحنًا واحدًا حتى تغير أخيرًا في آخر مهمة واتّقد دمي للحن الجديد! ولكن رغم ذلك كان هناك كثير من الألحان الجميلة، وتكرار الجميل ليس بسيء بنهاية المطاف. بالمناسبة الملحن هو من عمل على تلحين مسلسل Game Of Thrones، لست على دراية بعمله الموسيقي هنالك لأني لست متابعًا لهذا المسلسل ولكني أعلم الآن أنه قام بعمل رائع فيه بلا شك!
أما الآداء الصوتي فأنا جعلت الأصوات إنجليزية، رغم أني عادة أحب أن أجعلها يابانية إن كانت اللعبة تلك هي لغتها الأم، ولكني وجدت أداءًا رائعًا في النسخة الإنجليزية وينم عن معرفة وثيقة لكل هؤلاء المؤدين الرائعين بشخصياتهم!
ليس هنالك ما هو جدير بالذكر في المؤثرات الصوتية، فليس هنالك الكثير منها أصلًا بطبيعة الحال إذ أنها لعبة إستراتيجية، هنالك أصوات تلاحم سيوف وأبواب تفتح ولا شيء يأتي لذاكرتي غيرهما.
*أُجرِيت المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز Xbox Series X
للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا
التقييم النهائي - 7.5
7.5
ربما هي ليست في أبهى حلة ممكنة لها، إذ تحمل The Diofield Chronicle طموحًا أكبر، لكنها تبقى تجربة ممتعة وأتمنى بشدة أن تتحصل على جزء ثانٍ يصحح أخطاءها التصميمية ويعطينا قصة أشد إثارة للاهتمام بناءً على ما جرى في نهاية اللعبة. أنصح باقتناءها عندما تحصل على تخفيض جيد، فبسعرها الحالي الكامل لا أشعر أنها تستحقه.