ملخص قصة God of War: الطريق الى Ragnarok
على مشارف اطلاق اللعبة المُنتَظرة God of War Ragnarok لا يسعنا ألَّا نتحدث عن مغامرة البطل Kratos “كريتوس – شبح سبارتا” مدفوعين بتلهف لرؤية ختام فصلٍ جديدٍ من حياته أو راغبين باستذكار الفصول القديمة. وفي هذه المقالة سيتم القاء الضوء على مغامرة بطلنا الإسبارطي في أراضي الشمال الاسكندنافية في محاولة لاستذكار قصة God of War 2018 استعداداً لمغامرة Ragnarok
وللتنويه أنه تمت مراجعة لعبة God of War Ragnarok على موقعنا، وقد حصلت على 9.5/10 ووصفناها بـ “منتج فخم وختامية رائعة تجعلنا نتشوق لما هو قادم”
** بداية وقبل الخوض في قصة كريتوس في أراضي الشمال: وجب التنبيه على أن كل ما سوف يرد في المقالة يعتبر حرق كامل لأحداث قصة God of War 2018 فهو يعتبر تلخيص سريع لها.
نهاية فصل قديم من قصة God of War
رأينا كريتوس في نهاية الجزء الثالث يموت وحيداً بعد رحلة طويلة ومعارك طاحنة مع الآلهة الاغريقية مدفوعاً بغضب عارم محمّل بثقل كبير من الذنوب والكوابيس التي لا تنتهي، طبعا لم تكن تلك النهاية، فبطلنا مازال على قيد الحياة ليجوب العالم محاولاً التخلص من سلاحه الاسطوري الملطخ بدماء افراد عائلته دون أي فائدة، فكل محاولاته بائت بالفشل لتمضي به السنين ويكبر وينضج ويصل الى أرض بعيدة (عالم ميدغارد) حيث الاساطير الاسكندنافية.
هناك يحاول بطلنا جاهداً ترويض غضبه، لتتغير شخصية كريتوس كثيراً في تلك البلاد، متعلماً من ماضيه، باذلاً كل جهده ليتمكن من التعايش مع ذنبه.
صفحة جديدة وبداية قصة God of War 2018
في تلك البلاد يقابل كريتوس محاربة قوية يضطر للقتال معها، وبعد قتال طويل لا أمل ولا هدف منه، وبعد تبادل اطراف الحديث مع خصمه، اتفق الطرفان على انهاء القتال واختيار السلم، فكلاهما تعب من العنف في حياته. تلك المحاربة كانت (فاي) والتي تحوّل احترامها وصداقتها الى حب دافئ، امد كريتوس بشيء افتقده لسنوات طويلة، ليكشف لها عن هويته الحقيقية، التي تقبلتها رغم ماضيه الدموي، لتتغير حياة كريتوس ويعود لدفء العائلة الذي يثمنه على أي شيء في الوجود، وتنجب بعدها منه طفلهما (اتريوس).
رغم استقرار الأوضاع الا ان كريتوس لم يستطع نسيان ماضيه، ولا التصالح معه، و قضى أوقات طويلة بعيداً عن العائلة في محاولات لترويض غضبه بأكبر قدر ممكن، وهكذا فقد كانت فاي هي من ربّت ابنهما اتريوس وعلمته القراءة والكتابة والحديث. رغم اعتقاد كريتوس ان تصرفه كان في مصلحة الجميع، الا ان ذلك قد ولّد فجوة في علاقته مع ابنه، الذي عانى من مرض غير معروف، الامر الذي اجبره ان يبقى تحت عناية والدته.
وأخيراً بعد فترة من السلام والحياة التي طالما حلم بها كريتوس في كنف عائلة محبة، ماتت زوجته فاي، والتي كانت وصيتها الأخيرة، أن ينثر رمادها من على أعلى قمة في العوالم الاسكندنافية التسعة، لتبدأ بذلك قصة لعبة God of War 2018
زائر غريب ؟
كانت فاي قد علّمت بعض الأشجار المحيطة بمنطقتهم بتعويذة تخفي وجودها عن ادراك الآلهة، لتطلب من كريتوس أن يقطع الأشجار المعلّمة بعلامة كفها ويحرق بها جثتها، وبهذا ذهبت التعويذة التي طالما اخفت وجودهم، وبدأت مغامرته مع ابنه التي ستتكشف عنها أسرار كثيرة، وتذهب بهم أبعد من أن تكون رحلة رثاء الى جبل.
حيث ظهر أمام بيتهم زائر غريب والذي بشكل غير مفهوم استطاع ان يعرف ماهية كريتوس ليدخلا في قتال طويل جعل الأرض تدوي تحت اقدامهما، ليكتشف كريتوس أن زائره الغريب لا يستطيع الشعور بأي شيء، وفي النهاية قام كريتوس بهزيمته ليعود للمنزل مدركاً انه وابنه الان اصبحا ملاحقان، وليس لديه خيار آخر سوى ان يبدئا برحلتهما فورا.
فصل جديد في قصة God of War
خلال رحلتهما يلتقيان بساحرة الغابة الغامضة، والتي تدلهما على موقع بحيرة العوالم التسع، حيث قابلا هناك افعى العالم العملاق (يورمنغاندر) [وهو في الأساطير الاسكندنافيّة أحد أولاد لوكي والذي يربطه مع ثور صراع أزلي ينتهي عند نهاية عالمهم في معركة راغناروك بموتهما كليهما]
يكمل بطلنا رحلته إلى أعلى جبل في ميدغارد مع ابنه متخلصين في طريقهما على الكثير من الأعداء، يمنع اكمالهما للرحلة وجود لعنة النفس الأسود التي قطعت عليهما الطريق لتظهر لهم الساحرة وتخبرهما ان الطريقة الوحيدة للمرور هي بجلب ضوء الفهايم من عالم الجن(الفهايم)، ليشقا طريقهما الى عالم الفهايم ويجداها في حالة حرب بين سكانها جن الظلام وجن النور، وفي طريقهما قتلا الكثير من جن الظلام ليصلا الى مصدر النور أخيرا، ويجلباه معهما الى جبل ميدغارد ويستطيعان شق طريقهما خلال لعنة النفس الأسود، وهناك حصل قتال كبير مع تنين ضخم في محاولة لمساعدة القزم (سيندري)، لينتصر كريتوس طبعا ويقدم لهم القزم اسهم خضراء مصنوعة من نبتة معينة كهدية امتنان لإنقاذه.
صديق جديد ؟
يلتقي بعدها كريتوس وابنه بـ (ميمير) الرجل المقيد داخل الشجرة، والذي اخبرهم أن أعلى قمة في العوالم التسع ليست في ميدغارد وانما في (يوتنهايم) عالم العمالقة الذي يصعب الوصول اليه، ولكنه ليس بأمر مستحيل فهو مستعد لتقديم العون لهما لكن على كريتوس أولاً ان يقطع رأسه ويخلصه من سجنه الذي حكم به عليه (أودن)، وهكذا يكتشف كريتوس بعدها هوية الساحرة والتي هي (فريا) زوجة اودين.
يستمر بطلانا في رحلتهما بمساعدة ميمير، ولكن يعود مرض اتريوس بشدة لدرجة ان يفقده الوعي، ليأخذه والده مباشرةً ومضطراً لعند الساحرة، والتي تخبره ان سبب مرض ولده هو عدم معرفته بحقيقته حيث ان الطاقة تدمر جسده داخليا بسبب كبتها وعدم ظهورها، ليدرك انه السبب في الم ابنه بسبب إخفاء سرّه عنه، طالباً من فريا المساعدة لتخبره ان يذهب الى (هيلهايم) العالم السفلي في اساطير الشمال، ليجلب قلب حارس الجسر، والتي ستكون رحلة طويلة وأليمة، حيث لا فائدة من فأسه في ذلك العالم، وهكذا يعود بطلنا لمنزله ليفتح الباب على ذنوب ماضيه ويستل سلاحه الأسطوري Blades of Chaos لينقذ حياة ابنه، وفي تلك الرحلة ستطارده رؤى “لأثينا وزوس” حيث يكتشف ميمير هوية كريتوس الحقيقية.
استهتار اتريوس !
بعد نجاح مهمته يجلب القلب معه للساحرة التي تعالج ابنه ويعترف بعدها كريتوس بالحقيقة لابنه، بانه نصف اله، الامر الذي يشعل الفضول في اتريوس لمعرفة ماهي حدود قوته. تبدأ شخصية اتريوس العابثة بالظهور، مفتخرا بقوته هو ووالده ومستخفاً بكل شيء من حوله، متخذاً قرارات متسرعة دون أي تفكير بعواقب افعاله المتهورة، حيث يقتل مودي المجروح والمصاب غير القادر على الدفاع عن نفسه.
يصل بطلانا الى الجبل في النهاية ولكن تتهاوى الأمور من هذه اللحظة فقبل ان يتمكن كريتوس من فتح البوابة لعالم (يوتنهايم) يهجم عليهما بولدر وخلال العراك تتحطم البوابة، وفي خضم القتال وبحركة قمة في التهور يطلق اتريوس سهما على والده لانه يريد ان يقتل بولدر بنفسه، ولكن بولدر يفقده وعيه بظرف لحظات، وعند محاولته الهرب به الى (اسغارد) عالم الالهة يوقفه كريتوس ويذهبوا جميعا بالخطأ الى (هيلهايم) العالم السفلي.
بعد كل هذا وغضب والده عليه يدرك اتريوس فظاعة تهوره ويعود الى الصواب، وفي العالم السفلي المعروف بتعذيب زوّاره نفسيا، يعرفان في هذا المكان علاقة بولدر بفريا، والتي هي والدته التي احبته حباً جماً ومن خوفها عليه وبهدف حمايته القت عليه سحراً بعدم الفناء، ولكن هكذا قوّة كان لها تكلفتها الغالية، وكان هذا السحر لعنة على بولدر اكثر من كونه نعمة، حيث فقد أي قدرة على الشعور بأي شيء كان.
انكسار اللعنة
بعد الهروب من ذلك العالم الملعون يكتشف بطلانا المزيد عن اسرار اله الحرب الاسغاردي (تير)، حيث انه لم يستطع وحسب الوصول الى الالهة الأخرى، ولكنه ايضاً لعب دوراً مهماً في إخفاء العمالقة عن الجميع، فقد اخفى بوابة عالم (يوتنهايم) في بعد ما بين العوالم.
في نهاية المغامرة يقابل بطلانا فريا والتي كانت تبحث عن ولدها بولدر، الذي يظهر مصدوما برؤية والدته بعد سنوات، غاضباً منها على ما فعلته به، ينقضّ عندها عليها في محاولة لقتلها، الامر الذي لا يمكن ان يسمح كريتوس به، متذكراً علاقته بزوس وحتى علاقة ابنه به، ليخبر بولدر انه لا يوجد نصر مع الانتقام، طبعا بولدر لم يستمع له وهنا كانت المعركة الطاحنة بين الطرفين، وفي اثناء ذلك يحاول بولدر قتل اتريوس بتوجيه قبضة قوية نحوه، وللصدمة يشعر بشيء غريب في يديه، يبدو ان اللعنة أخيرا انكسرت، حيث انه عندما ضرب اتريوس ارتطمت يده بالسهم الذي ربط به والده حبال علبة السهام لتثبيتها، هذه الأسهم كانت مصنوعة من النبتة الوحيدة القادرة على كسر لعنة بولدر.
وهكذا اصبح بالإمكان هزيمة بولدر أخيرا، والذي قاتله كريتوس واتريوس بشجاعة وقبل ان يقضي عليه كريتوس، يذكره ابنه انه قد انهزم أخيرا ولا داعي للقتل، وعندما يتركه كريتوس حاول بولدر بكل دم بارد ان يقتل والدته غير قادر على مسامحتها، وعندها تدخل كريتوس لينهي حياته حيث ادرك ان الطريقة الوحيدة لأنهاء سلسلة “لعنة قتل الأبناء للآباء” هي بإيقافها بنفسه، لكن ذلك مزّق قلب والدته، التي فعلت المستحيل لحماية ولدها
اكتشاف الحقيقة ونهاية قصة God of War 2018
وأخيرا وصل بطلانا الى قمة اعلى جبل في العوالم التسع ليكتشفا اسراراً صادمة، حيث ظهرت نقوش مرسومة تصف كل خطوة مر فيها البطلان خلال رحلتهما، وكأنه تم توقع مستقبلهما من قبل، كل هذا كان جزء من مصير اكبر بكثير، جزء من خطة فاي، حيث نعرف هنا ان فاي ليست بشرية، بل واحدة من عمالقة الجليد. وهكذا لم يكن هدف الرحلة مجرد نثر رماد جثة ميتة، وانما بداية النذير لراغناروك، اعظم حدث في اساطير الشمال، والذي سيجلب نهاية اسغارد والاله اودن وجميع العوالم التسعة في حرب لا ينجو منها الا القليل، ولكن حتى هذه اللحظة لا يدرك بطلانا الدور الذي سيلعبانه فيها.
وأخيرا يقف البطلان على قمة الجبل لينثرا رماد فقيدتهم، ويكشف اتريوس عن معلومة غريبة تركتها والدته على النقوش، وهي ببساطه انها كانت تريد أن تسميه لوكي. [ لوكي في الأساطير الاسكندنافية هو اله الخداع وأحد عمالقة الفينير والذي يلعب أولاده الثلاثة دورا كبيراً في نهاية العالم].
ماذا تخفي قصة God of War القادمة ؟
مع اقتراب الجزء الجديد God of War Ragnarok رأينا الكثير من الاعلانات له، والذي سيكون تكملة مباشرة للجزء الماضي، وستبدأ قصتها بعد عدّة سنوات من نهاية الجزء الماضي، حيث سيكون اتريوس في سن المراهقة هنا، وستكون علامات الشتاء الطويل واضحة في لعبتنا، والذي يعد في الاساطير منذراً باقتراب قدوم نهاية العالم في اساطير الشمال راغناروك، مما يعني أن النبوءة التي رأيناها في نهاية القصة الماضية قد بدأت تتحقق.
الأمر الذي نعرفه حتى الآن هو أن الرحلة في الشمال ستنتهي في هذا الجزء حسب ما تم التصريح به، أيضا نعرف أننا سنواجه ثور (اله الرعد) هذه المرة، بعد أن قتلنا ولديه وشقيقه سابقاً، ولا ننسى فريا والدة بولدر التي لانعرف بعد فيما اذا كانت ستسعى للانتقام في هذا الجزء، خصوصا بعد أن كانت عوناً وحليفة لنا في الجزء الماضي، مما سيعقد الوضع بشكل متوقع، ولا ننسى تير (اله الحرب الاسكندنافي) الذي ظهر لنا في الإعلانات بصورة تختلف عما يمكن أن نتصورها عن اله الحرب، السؤال الأهم يتعلق بملكهم أودين، الذي من المفترض أن يكون شخصية مركزية في أحداث راغناروك [في الاساطير كانت تربطه سابقاً علاقة طيبة مع لوكي لتتغير بعدها وتنتهي بحرب تهلك كل شيئ، حيث أن ولد لوكي الذئب العملاق فنرير يقضي على أودن حسب الاساطير، لكن طبعا سيكون للعبة مسار قصتها الخاص]
حيث لم نرى في الاعلانات الا لمحة قصيرة عنه في الظل، ومن المتوقع أن لقاءه مع كريتوس سيكون مختلف عن (زوس) فهو معروف بصبره وحكمته في الاساطير، لكن سنترك الأمر للعبة لنرى ما تخبئه عنا.
المزيد من التحليلات عن قصة God of War Ragnarok
طبعا سيعود ميمير مع قصصه التي لا تنتهي، كما سيعود الاخوان الاقزام بروك وسيندري، بالإضافة لشخصية جديدة تدعى (دورلين) والذي يبدو كحليف، والأهم وهي الشخصية الأكثر غموضاً (انغربودا) [وهي في الاساطير أحد العمالقة التي تكون في الواقع زوجة لوكي ووالدة كل من أفعى العالم والذئب فنرير، طبعا قد يختلف دورها كلياً في قصة اللعبة]
رأينا أيضا في الاعلانات مشهد لذئب عملاق، قد يكون هو نفسه فنرير [ابن لوكي الذي من المفترض أن يقضي على أودن، وهو والد الذئبين سكول وهايت اللذان من المفترض أن يأكلا الشمس والقمر ليعيش العالم بعدها في الظلام حسب اسطورة راغناروك] حيث يبدو أيضاً أن لهما ظهور في اللعبة، لنراهما يلاحقان الشمس والقمر عبر السماء بشكل شبيه بالأسطورة، والواضح انهما سيكونان حليفان في اللعبة، ألأمر المثير للاهتمام أن احدهما اسود والثاني أبيض بشكل مشابه للذئبان اللذان ظهرا يجران عربة كريتوس في الإعلان، فهل هما نفس الذئبان؟
أخيراً في الجزء الماضي رغم أنه كان لنا ولوج لجسر العوالم التسعة إلا أننا لم نسافر إلا لستة منها، ولكن في هذا الجزء يبدو أننا سنتمكن من زيارة العوالم التسع جميعها، هل سيكون بعضها فقط للمهمات الجانبية؟ أم أن جميعها ستدخل في القصة الرئيسية؟ كل ما نعلمه أن مخرج اللعبة في قال أن العوالم التي زرناها سابقاً ستبدو مختلفة في هذا الجزء.
طبعاً كل الأساطير التي سلف ذكرها قد لا تمت لقصة اللعبة بصلة، وربما تم اقتباس تفاصيل معينة منها وترك الباقي لترسم اللعبة مسار قصتها الخاص، لا يسعنا سوى الانتظار لنكتشف اسرار القصة عند إصدار اللعبة في الثامن من الشهر الحالي.
ستتوفر لعبة God of War Ragnarok على جهاز بلايستيشن 4 و بلايستيشن 5 في 9 نوفمبر. وأن احببتم المقالة، يمكنكم الاطلاع على بقية مقالاتنا من هنا.