مراجعة The Callisto Protocol
أصبحت لعبة The Callisto Protocol محط أنظارِ الجميع منذ الإعلان الأول عنها؛ للتشابه الكبير بينها وبين سلسلة Dead Space، ما جعل العشاق ينتظرون بفارغ الصبر صدور اللعبة وتجربتها، وزاد الحماس لدى الكثيرين بعد معرفة أن المطور خلف اللعبة هو مُبتكر سلسلة Dead Space السيد Glen Schofield. لم ينخفض ذلك الحماس ومع كل عرض وآخر كانت الرغبة تزداد حتى صدرت أخيرًا في الثاني من ديسمبر الجاري.. فيا تُرى هل قدّمت مستوى مقارب لمستوى Dead Space؟
اسم اللعبة: The Callisto Protocol
المطور: Striking Distance Studios
الناشر: Krafton
المخرج: Glen Schofield – Scott Whitney
المنتج: Jeremiah Graves – Matt Sherman
الكاتب: R. Eric Lieb
الفنان: Demetrius Leal
على منصة: Xbox Series S|X, Playstation 5, Playstation 4, Xbox One, PC
الصنف: رعب نجاة، أكشن
تاريخ الإصدار: 2022/12/2
للمزيد من المعلومات زوروا موقع اللعبة الرسمي
القصة، لا أفكار جديدة ولكن كثيرٌ من التشويق!
كانت رغبتهما مهمة ختامية مُربحة يطويان بها مسيرة عملهما التي استمرت لسنين، ولكن ما واجهاه لم يكن إلا بداية مُعاناةٍ لم يتوقعوها بتاتًا! والراحة التي كانا يأملان الحصول عليها ذهبت أدراج الرياح المحملة بالرماد الذي يجوب العالم الآن، ولا يملكان خيارًا سوى المواجهة والنجاة في عالمٍ ملأته المخلوقات الغريبة المُتحولة المتوحشة.. كل هذا بدأ عندما كان بطلنا Jacob يُباشر عمله طيارًا لناقلات برفقة مساعده Max، وكان القاسَم المُشترك بينهما هو الرغبة في عيش حياة سعيدة بعد أداء هذه التوصيلة، وفجأةً حدث مالم يكن بالحسبان.. اختُرقت سفينتهم من قِبل ما يُشاع أنها مجموعة إرهابية، وقد تأكد من ذلك Jacob بنفسه، إلا أن انفجارًا حدث بخّر كل ذلك.. وكما يقولون لا نار بلا دخان، ولحسن الحظ نجى بطلنا من ذلك الإنفجار بِرفقة شخصيةٍ أخرى، وكان من المفترض أن يكون في غرفة طبيب ما يتعافى مما أصابه لأن المركبة سقطت في منطقة تابعة للشركة التي يعمل بها وقد تُعُرِّف عليه، ولكن لسببٍ مجهول تم اعتقاله وأخذه لغرفة طبيب بالفعل ولكن ليس للعلاج إنما ليُطبّق عليه أحد المشاريع التي تُدار. يستيقظ بطلنا في سجن غير واعٍ بما حدث ولا يرى أمامه سوى سجناء هاربين ومتحولين من خلفهم يحاولون اصطيادهم، ليخرج ويرى ما إن كان بمقدوره النجاة ليُقابل شخصية اخرى تُدعى Elias قضت سنين طويلة في هذا السجن، ويعرف ما العمل لكي ينجوا، ولديه خطة لذلك. ومن هنا تبدأ رحلتنا في مواجهة عالم وحشي سعيًا للنجاة.
قد تكون القصة في البداية مُبهمة لا تعرف ماذا يحدث وقد تكون مألوفة من أفكار سابقة وقد رأينا مثلها، ولكن التشابه لا يعني سوء كل ما أتى بعد الأول! قصص كهذه تملك إمكانية حصد التشويق والقدرة على جذب اللاعب للاندماج أكثر مع القصة وطرح التساؤلات والرغبة في معرفة ماهية أسرار هذا الوباء، وما الذي سببه ومع المعلومات المُنتشرة بعالم اللعبة عن الأحداث السابقة لهذه الكارثة.. الفضول يزداد و رغبة الغوض في اللعبة أيضًا تزداد لكشف تلك الخبايا، رغم أن اللعبة هدفنا فيها في البداية النجاة وليس معرفة ما يحدث، إلا أنه بتقدمك باللعبة تبدأ الأحداث بالإندماج ويصبح الهدف معرفة الأسرار وكشف ما يحصل ثم محاولة الهرب. هذا الأمر جعل للقصة إثارة بجانب الشخصيات الموجودة في عالم اللعبة والتي تُعطيك معلومات عن الأحداث ككل عن طريق التسجيلات الصوتية التي زادت من قيمة أساس القصة، وعلى الرغم من أن القصة ليست في مستوى الإبهار وليست ذات فكرة مبتكرة، إلا أن ذلك لم يعني فشل اللعبة في تقديم قصة مُشوقة جيدة كافية لقيادتها للنجاح. الأمر المهم هنا هو منطقية القصة حيث أن بطلنا في الحقيقة مُجرد طيار ليس له باع بالقتال إلا القليل، ولذا منذ بداية الأحداث بطلنا لا يملك إلا عصا عليه النجاة بها، وبعد فترة تُقدم اللعبة سلاحًا ناريًا يتقدم في استعماله بإتقان بطلنا بتقدم اللعبة حتى يتعود عليه، ومع كل ذلك التطور تبقى العصا هي العامل الرئيسي بالنسبة لبطلنا وأكثر ما يبرع فيه.
أسلوب اللعب نجاة ثم رعب
لعبة The Callisto Protocol لعبة خطية تمامًا، نجاة ورعب من منظور الشخص الثالث. اللعبة لن تكون بتلك السهولة التي من الممكن أن يتخيلها البعض كألعاب أخرى. أبرز الأمور التي نجحت اللعبة في تقديمها في رأيي هو أسلوب النجاة ووضع الخيار بين يديك. لا تُقدم اللعبة ترسانة من الأسلحة بل تُقدم عددًا بسيطًا كي تعيش جو النجاة الحقيقي! مع توفير اللعبة لمخزون صغير يتركك في حيرة.. الحيرة هذه سببها أن المُطور لم يُجبرك إنما وضع القرار بين يديك. في اللعبة هناك عُملة Callisto تُستخدم لتطوير العتاد أو لشراء ذخيرة أو حتى لدفعها مُقابل شريط صِحة، ولكن بسبب فأنت بين نارين، إما جمع الموارد القابلة للبيع لتطوير العتاد أو لجمع أشرطة الصحة المُنتشرة في أرجاء اللعبة وكل شريط صحة يشغل مكانًا من الأماكن التي يُوفرها المخزون وينطبق ذلك أيضًا على موارد البيع بالإضافة للرصاص و البطاريات. إن أردت تطوير العتاد عليك بترك أشرطة الصحة أو العكس إن رغبت بضمان النجاة وأخذ كل أشرطة الصحة التي تتاح لك.
أما من ناحية الرعب، فلكي تقوم بإيصال تجربة رعب جيدة على الأقل، ينبغي عليك بتقديم ما يدعم الرعب، وتشمل هذه الأصوات والبيئة بالإضافة للأعداء. الأعداء في اللعبة كانوا مُنوعين، وعلى الرغم من أنك تستطيع قتال الغالبية منهم بذات الطريقة، إلا ان ذلك سيجعلك مُعرضًا للموت أكثر! لذا يجب عليك معرفة تحرك كل عدو و مواجهته بالطريقة المُناسبة. هنالك أعداء يستطيعون الإختفاء وهنا يأتي دور الأصوات ومدى دِقتها في تحديد مكان العدو لتُعطيك فرصة الإطاحة به بعد التصويب عليه. هنالك أعداء تستطيع قتلهم خِلسة وهنالك أعداء يجب ألا يروْك، بينما توجد مجموعة من الأعداء إن كنت في مرآهم سيهجمون عليك بطُرق متنوعة، بعضهم يُطلق عليك سمًا وبعضهم عدواني بشكل أكبر، ومع تقدمك باللعبة سيكون بمقدور الأعداء التحول وإن لم تكن في جعبتك ذخيرة أسلحة فربما يتحولون، وعندما يتحولون يُصبحون أصعب وضرباتهم أقوى وصحتهم أعلى! لذا حاول الإحتفاظ بذخيرتك للنجاة في تلك الأوقات.
بشكلٍ عام، تجربة الرعب في الألعاب مُختلف في ذاته وليس هنالك وصف واحد ثابت للرعب في الترفيه عامةً وفي The Callisto Protocol كان مزج النجاة بالرعب مع تلك الأصوات شيئًا جيدًا ويُثير القلق أثناء اللعب وهذا ما يأخذنا للحديث عن نقاط إضافية أقوى.. الاصوات والتصميم البيئي في اللعبة.
يُتيح لك أسلوب اللعب استخدام البيئة أيضًا والاستفادة من العناصر المُتناثرة والموجودة في منطقة القتال. استخدام البيئة يُنجيك ويُخرجك من لحظات صعبة كما أنه يُضيف لمسةً مميزة لأسلوب القتال وكيفية الإستفادة من كل شيء مُتاح لك مع الحفاظ على الموارد التي بجعبتك قدر الإمكان. استخدام البيئة ميزة إضافية وعليك عدم نسيانها لأن اللعبة لن تقوم في كل مرة بتعليمك وستضعك وتتركك أنت وخياراتك وقدرتك على استخراج الحلول من كل شيء حولك.
الأصوات، تركيز وقلق
الأصوات باللعبة بكل اقتدار ثاني أكمل عنصر باللعبة بعد التصميم، الأصوات باللعبة ممتازة جدًا ! ونصيحتي لكم، حاولوا أن تخوضوا تجربة اللعبة بسماعة محيطية داعمة لتقنيات مثل Dolby Atmos. سواءً من الموسيقى الخلفية أو التأثيرات الصوتية أو حتى آداء الشخصيات والهندسة الصوتية كلها كانت ممتازة تعيشك أجواء الرعب والوحدة والإنعزال بشكلٍ يليق بذلك العالم الذي أخذنا في رحلة مليئة بالجمال المُرعب ورؤية كل آثار ما بعد الحادثة. قدم الفريق المطور مستوى رائع في الجانب الصوتي في اللعبة، لدرجة أن بإمكانك الاستماع لأصغر التفاصيل أثناء اللعب.
التصميم، كمال وفن
التصميم في اللعبة لم يُخيّب الظن، قد يكون أكثر شيء تم التشويق له قبل صدور اللعبة في الحملات التسويقية هو مدى دقة وجمال التفاصيل والتصميمات باللعبة، وهذا ما صدّقته اللعبة، قُدمت البيئة كلوحة فنية خصوصًا بعد تقدمك باللعبة وبلوغك مراحل متقدمة ورؤيتك لها. هذا ما جعلني أنبهر مما رأيته، وينطبق هذا على التفاصيل سواءً بالوجوه أو حتى تفاصيل العالم والأعداء الواضحة جدًا والتي يسهل ملاحظتها. لو كانت هنالك ملاحظة على التصميم بشكلٍ عام فهي النيران المُنتشرة في البيئات الداخلية، لم تكن بجودة عالية أثناء اللعب وتُلاحظ ضعفها مُقابل كل شيء آخر باللعبة.
التحريك، بعض الشوائب أفسدته
أردت وضع التحريك -Animation- في نقطة لوحدها لإعطاءها حقها فيه وإبراز مدى روعة ما قُدم. القدرة على تقديم تحريك كالذي قدمته The Callisto Protocol لا أراه كثيرًا في عالم الألعاب ويُذكرني بألعاب أستوديو Naughty Dog، وبالتأكيد يرجع مُعظم الفضل في ذلك لفريق المرئيات المملوك لـ Sony والذي ساهم في تطوير اللعبة من هذا الجانب. حركة البطل Jacob مُشابهة بشدة لتلك التي تُبدع فيها Naughty Dog، وكذلك حركة بعض الأعداء تُذكرني بشدة بـ Clicker من The Last Of Us. مدى القدرة الحركية التي قدمها الأستوديو يستحق الثناء عليها، ولكن لم يكتمل الإتقان، فإن كانت جميلة هي الإضافات التي تضعها في التحريك وتُضيف شيئًا من الواقعية، فهناك إضافات حركية إن طالت تُفسد المتعة. أحد التحريكات التي لم تكن جيدة وهي التي تتكرر دائمًا هي عندما تقوم بأخذ شريط صحة. في كل مرة يقوم Jacob بمُعايرة الشريط يأخذ وقتًا في ذلك ثم يسحب الصحة إليه وتكرار هذا الأمر مُزعج جدًا خصوصًا كونك في درب سعي للنجاة، وفي وجود الأعداء ستقوم بأخذ أشرطة صحة مرات كثيرة وتخيل أن هذا يتكرر كل مرة، ما يأخذنا للأمر الثاني الأكثر مرارة وهو الكاميرا، هنالك مشاكل كبيرة في الكاميرا واجهتها أثناء القتال ولا أعرف هل هي خطأ تقني أو أن الكاميرا هي أصلًا هكذا، وتبلغ الكاميرا أوج سوءها عندما تواجه عدة أعداء في آنٍ واحد ويبدؤ بعضهم بمهاجمتك في ذات الوقت ومن جهتين مختلفتين. وسوء الكاميرا المزعج أثر على التحريك قليلًا ومع صعوبة اللعبة قد تضطر للإعادة مرارًا وتكرارًا خصوصًا عندما يكون هنالك مجموعة أعداء. أمرٌ مزعج جدًا، ولكن عدا ذلك كانت اللعبة في التحريك ممتازة ولم تكن هنالك تحريكات مزعجة كحركة أخذ شريط الصحة أو الكاميرا.
هل The Callisto Protocol فُرصة ضائعة؟
اللعبة ككل لم تكن سيئة بل هي حقيقةً جيدة جدًا، ولكن بعض المشاكل أثرت عليها، كما أنه كانت هنالك بعض الإضافات التي إن وُجِدت كانت ستعطي اللعبة ميزة إضافية، وهنا أتكلم عن الإستكشاف باللعبة. لا يضر حتى وإن كانت اللعبة خطية وضع بعض المناطق الجانبية لإستكشافها، وهذا موجود في اللعبة ولكن بقلة بل وحتى الموجود غير مكافئ، وقِلة هي تلك المناطق الجانبية التي إن استكشفتها ستأخذ شيئًا قيمًا. ما أراه أن هذه مجرد بداية لشيء أكبر بالمستقبل والعنوان بإمكانه أن يكون أضخم من مجرد جزء واحد، وهذا الأمر تم تأكيده حتى باللعبة. هنالك المزيد مُستقبلاً في عالم The Callisto Protocol، والبداية قد تكون بإضافة قصصية أعلن عنها الفريق المُطور ستصدر في صيف عام 2023.
*أُجرِيت المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز Xbox Series X
للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا
التقييم النهائي - 7.5
7.5
لعبة The Callisto Protocol قدمت تجربة نجاة استحقت الإنتظار وتجربة رعب جيدة مع عالم وصوتيات وتصميمات بليغة الجمال، تخللتها مساوئ قليلة كالكاميرا وبعض السلبيات في التحريك. إن كنت من مُحبي هذا النوع من الألعاب فلن تُخيب اللعبة ظنك