ألم تسمعوا قبلًا بسلسلة The Dark Pictures Anthology ؟ إنها سلسلة ألعاب رعب نجاة انطلقت عام 2019 بجزئها الأول Man of Medan تبعه Little Hope ثم House of ashes وآخرها The Devil in Me الذي صدر هذا العام وهو موضوع مراجعتنا اليوم، ولكن قبل أن يدُب فيكم القلق وددتُ أن أطمئنكم أنّ قصص هذه السلسلة منفصلة كليًا عن بعضها، ولا تتشارك سوى في أسس أفكارها القائمة على المغامرة الغامضة التي سرعان ما تُمسي محاولة نجاة من رعب قاتلًا! إن التجارب السابقة كانت متفاوتة بين الجيدة والسيئة -هذا بالنسبة لي على الأقل-، ولكن كما أسلفنا، فإن اختلاف القصة والعالم والطرح بين كل جزء وآخر أوجد فرصة لبناء قصة أفضل من الصفر في كل مرة.
اسم اللعبة: The Dark Pictures Anthology: The Devil in Me
المطور: Supermassive game
الناشر: Bandai Namco Entertainment
على منصة: Playstation 5, Playstation 4, Xbox Series S|X, Xbox One, PC
للمزيد من المعلومات زوروا موقع اللعبة الرسمي
القصة
إن قصتنا في الواقع مقتبسة من قصة حقيقة لقاتل متسلسل في القرن التاسع عشر في أمريكا، وتحديدًا في عام 1893، وأحداث اللعبة تبدأ بعد تلقي فريق صناع أفلام وثائقية دعوة لتصوير فلم داخل فندق كان مسرحًا لجرائم هذا القاتل بهدف اكتشاف ما كان يقوم به، وتفاجئوا بأنهم أصبحوا أيضًا ضحايا !
للقصة أبعاد رائعة لكن الأستديو لم يغص بنا فيها، وأعطى مقدمة بطيئة ومستفزة وسردَ القصة بأسوئ طريقة ممكنة، وعلى الرغم من رعب المواقف التي مررنا بها والتي يُفترض بأن تكون فيها شخصياتنا باللعبة خائفة، فقد أبدوْ ردود فعلٍ باردة تُخرجك من أجواء الرعب، كما أن بناء العلاقة بين اللاعب والشخصية التي يلعب بها كان معدومًا في لعبة يجب أن يكون الخوف فيها متبادلًا بين وبين الشخصية التي ألعب بها من فقدان حيواتنا، إلا أني، وبشكل مثير للسخرية كنت أتمنى موتهم جميعًا
أسلوب اللعب
اعتدنا من هذه السلسة أنها تعطينا تجربة المشاهد أكثر من اللاعب، لكن جزأها هذا صنع لنا مساحة تحكم أكبر من حيث التنقل بالعالم وتجاوز العقبات مثل تسلق بعض الجدران والقفز من الأسطح، وأيضًا منحنا بعض الألغاز التي ليست معقدة وممتعة ولكنها إضافة مرحب بها. التحكم لم يكن الأفضل بالسلسلة، بل على العكس، في أحيانٍ كثيرة تشعر بأن الإلتفاف أصعب أمر تفعله في اللعبة. تمنيت استغلال كون هذا الجزء مبني على أساس قصصي قوي وصنع تجربة لعب أفضل وأكثر حيوية.
عالم اللعبة
تدور الأحداث في فندق قديم مصمم بأسلوب رائع وتفاصيل كثيرة التدقيق فيها يجعلك منبهرًا !. الغموض كان سمة المكان الأبرز، وكنت أنتظر مفاجأة مرعبة تصميميًا لتُثبت هذا أن التصميم قد وصل منتهاه من الجودة، ناهيكم عن الشعور بعدم الارتياح حين التجول فيه، فرغم جمال تصميمه إلا أنه مليء بالرعب والغموض. ببعض الأحيان تذهب بنا اللعبة إلى خارج الفندق في بيئات مفتوحة، وتلك لم تكن رائعة، أو بشكل أدق تُشعرك أنك تلعب لعبة قديمة من سوء الجودة الرسومية بها، لكن ذلك غير مهم بدرجة أهمية مكان أحداث اللعبة الأساسي.
الرسومات والأداء التقني
لم أكن أنتظر من اللعبة آداءً رسوميًا عظيمًا، وقد قدمت إلى حد ما المستوى المتوقع في هذا الصدد، إلا أن رسوم وجوه الشخصيات وتعابيرها كان متدنيًا ويفسد المشاهد أحيانًا، مثال ذلك مشهدٌ مخيفٌ تكاد تموت فيه الشخصية لكنك تراها تكاد تبتسم.. لعبتُ اللعبة على جهاز الكومبيوتر وأكثر ما واجهته من المشاكل التقنية كان عدم ثبات سرعة الإطارات في الثانية، إضافة إلى تدهور تفاصيل رسم المكان ببعض الأحيان لحظيًا.
الموسيقى والصوتيات
لا يخفى عليكم أن ألعاب الرعب الأصوات فيها إحدى أهم نقاط تعزيز جودة التجربة، كأصوات الأعداء وأصوات البيئة حولك فهي تزيد خوفك إن صُنعت بذكاء، لكن لعبتنا للأسف لم تأت بهذا، وفي كثير من الأوقات أشعر أنه ليس موجودًا أصلًا أو لا يؤدي غرضه ويكون مزعجًا. الموسيقى هي الأخرى قادرة على رفع مستوى الرعب درجات كثيرة عن رعب المشهد دون موسيقى، لكنها الأخرى للأسف لم تقدّم تنوعًا كافيًا، إذ كانت هنالك موسيقى وحيدة تتكرر طوال اللعبة.
*أُجرِيت المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز PC
للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا
التقييم النهائي - 5.5
5.5
كان يجب للجزء الأخير من السلسلة هذا أن يكون الأفضل.. منطقيًا، ولكنه خيَّب الأمل.