لندن، الحرية والجمال والتطور والأمان. كان السياح يأتون اليها من كل الدول، لكن، في أحد الأيام انقلبت رأسا على عقب..
القصة
مراجعتنا اليوم هي لثالث جزء من سلسلة Watch Dogs، وتأتينا بعنوان “Legion”، من تطوير Ubisoft Toronto، وتدور أحداث لعبتنا في المستقبل، وتحديداً في مدينة لندن، في وقت أصبحت التكنولوجيا هي الأساس التي تقوم عليه المدينة. كانت لندن الأرض المُرحبة للجميع، وموطن الأحرار، إلى أن جاءت تلك الليلة التي انقلبت فيها لندن رأساً على عقب، وراح فيها الكثير من الضحايا نتيجة سلسلة من التفجيرات الإرهابية التي نُظمت بشكل مدروس من البداية، إذ قامت بها مًنظمة تُدعى ZERO-DAY ونُسبت تلك التفجيرات إلى مُنظمة DEDSEC، والتي في ذات الوقت قد تمت مُهاجمتها، ليلقى جميع أفراد المجموعة حتفهم، إلا اثنين قد نجو، فيصبح واحد منهم الأمل في إعادة إحياء وتكوين المجموعة من جديد، والسعي خلف كشف حقائق تلك التفجيرات، وتبرئة DEDSEC، والأهم من ذلك، إعادة الحرية إلى لندن.
بعد سلسلة التفجيرات، قامت الحكومة البريطانية بالتعاقد مع إحدى المُنظمات العسكرية والتي تدعى ALBION، ويرأسها Nigel Cass، كي تحافظ على سلامة شعب لندن والقبض على المتسببين في سلسلة التفجيرات. تم حظر التجوال في لندن لمدة أشهر عندما أصبحت المدينة تعج بالفساد والصراعات بين السكان، وتصدت لذلك مُنظمة ALBION، وبفضلها، عادت الأمور إلى طبيعتها، وتم تمديد التعاقد معها إلى أجل غير مُسمى من قبل الحكومة البريطانية، بعدها، بانت دوافع المُنظمة الحقيقية، حيث انتشرت قواتها في كل أرجاء لندن، وبدأت بالسيطرة على المدينة.
هنا يأتي دورك في كشف الحقائق، عبر تجنيدك للشخصيات ومواجهة المُنظمات الخمس، وليست جميعها مُرتبطة بشكل مباشر مع سلسلة التفجيرات، وإنما رحلتنا هنا فيها جوانب أخرى، حيث أن القصة ليست فقط للسعي خلف سلسلة التفجيرات ومن وراءها، بل أيضاً هناك جوانب أخرى خاصة بشعب لندن، وبالجانب الخطير من التكنولوجيا وما ستُسببه إن لم يتم إيقاف من خلفها ومن يسعى إلى استخدامها بالشكل الخاطئ. تم بناء المهام الرئيسية بشكل ممتاز وبتنوع جيد ومُشوق، حيث أن كل مهمة فيها من الأحداث والمعلومات ما يجعلك متحمساً لمعرفة ماذا سيحدث تالياً؟ بل إن القصة فيها مُفاجئات تجعلك ترغب بالمضي في لعب القصة دون توقف! حتى تفاصيل الملفات الصوتية والرسائل النصية كانت مُشوقة وجعلتني أسعى لجمع الملفات والإستماع إليهم أو قراءة الرسائل، لكي أحصل على معلومات أكثر عن القصة والشخصيات، وهنا سأتوقف عن الحديث عن القصة تجنباً لحرق الأحداث عليكم.
أسلوب اللعب
اللعبة من نوع الأكشن والمغامرات، وتُتيح لك العديد من الأسلحة لشخصياتك، ولكل شخصية ميزات خاصة كالتجسس للقتل بشكل سريع، وأول نصيحة ستستمع لها باللعبة، هي أن DEDSEC يُفضلون إنهاء الأمور بصمت وهدوء، وذلك ما يأخذنا إلى واحدة من طرق اللعب المختلفة والجديدة بالسلسلة، وهي الصراع بالأيدي، حيث أنه وبالرغم من محدودية الحركات التي تستطيع تنفيذها في هذا الأسلوب، إلا أنها أهم التغييرات التي طرأت في السلسلة، وقد استمتعت بها! وبفضل الحرية التي قدمتها اللعبة، فقد استخدمت هذه الإضافة بشكل مُتكرر في أغلب المهام، بينما أنهيت بعض المهام الأخرى بإختراق الكاميرات، والعناكب الآلية ومهام أخرى أنهيتها بالإشتباك المباشر بإستعمال الأسلحة وقتل كل من يقف في وجهي.
القيادة في اللعبة لم تصل للمستوى المأمول، ولازالت اللعبة تعاني من حيث فيزيائية القيادة، وقد تُعاني قليلاً في التنقل بإستخدام المركبات في العالم.
أهم تغيير صاحب Watch Dogs Legion هو تعدد الشخصيات القابلة للعب اللامتناهي، لديك الحرية الكاملة في اللعب بأي شخصية تُريدها بعد تجنيدك إياها، ويحدث ذلك بعمل مهمة صغيرة تطلبها منك الشخصية المستهدفة للتجنيد، ولا يوجد بطل رئيسي وربما هذه كانت من أكبر السلبيات، فمن جانب، كانت تأدية المهام بشخصيات مختلفة أمراً ممتعاً ويضفي تنوعاً، إلا أن عدم وجود بطل رئيسي أثر على عمق القصة، حيث أن تفاعلي العاطفي مع الأحداث كان شبه معدوماً، بل أحيانا حتى ردة فعل الشخصيات المُجندة تكون غير منطقية وغير مناسبة للحالة التي عليها الأحداث، ولكون المُطور قد قرر بشكل جريء اعتماد فكرة تجنيد أي شخصية في عالم اللعبة، فذلك أثر أيضاً على تصميم الشخصيات، والذي كان عادياً جداً، ناهيكم عن تكرار مهام التجنيد لحد ما، ما جعلها مملة. وبالرغم من التكرار في عمليات التجنيد، إلا أنها كانت مُفيدة بالطبع، فإحدى أعمدة قصتنا إعادة إحياء المُقاومة ومنظمة DEDSEC، ومن أجل ذلك، أنت تحتاج العديد من الأشخاص من شتى المجالات والتخصصات في فرقتك، فمثلاً، قد يتم اعتقال أحد مجنديك، ولكي يُفرج عنه في أسرع وقت، فأنت تحتاج لرجال قانون في فرقتك، أو إن أُصيب أحد أعضاء الفرقة، فقد تحتاج لتجنيد مُسعف لكي يُشفَى سريعاً. إضافة إلى ذلك، فتجنيدك للعديد من الشخصيات سيكون مُفيداً في لعب المهام الرئيسية، عندما تُعتقل أو تُصاب إحدى الشخصيات، سيكون بإمكانك التبديل إلى شخصية أخرى وإكمال المهمة، حيث توقفت شخصيتك السابقة. قد يتسائل أحدكم: هل الشخصيات التي أُجندها تموت أم لا؟ وهنا نأتي لأحد الخيارات التي قد تُغير نسبياً من تجربة اللعبة، حيث أن هنالك خيارا يُسمى “الموت الأبدي”، وعند تفعيلك لذلك الخيار، فأي شخصية تموت لا تعود مجدداً أبداً.
الاختراق هو أساس اللعبة. كل شيء في عالم اللعبة مُتصل ببعضه وتستطيع اختراقه، بل يُمكنك أيضاً إنهاء مهمة بشكل كامل فقط عن طريق اختراق الكاميرات، أو العنكبوت الآلي أو الطائرات المسيرة بجميع أنواعها العادية والمضادة للإرهاب والمضادة للشغب، وغيرها من الآلات التي تستطيع اختراقها واستخدامها لصالحك، وذلك عن طريق شراء تقنيات ترفع مستوى المهارة لدى جميع المُجندين فيما يتعلق بالاختراق.
اللعبة في مجملها خطية، عدا مرتين يتم فيهما إعطاءك خيار بين مهمتين لتبدأ بأي واحدة فيهما. وهذا من الأمور الحسنة في اللعبة، حيث جعل من القصة أكثر وضوحاً وتنقسم المهام في اللعبة إلى قسمين آخرين غير مهمات القصة، هما المهام الجانبية والتي تكون بطلب من أحد الشخصيات، ومهام التجنيد التي تقوم فيها بتجنيد أحد الأشخاص المستهدفين والتي تحدثنا عنها سابقاً.
عالم اللعبة
دعونا نتحدث قليلاً عن عالم اللعبة المُبهر. تم تصميم العالم بشكل رائع جداً وحي ومتفاعل، ففي كل زاوية من العالم في البر أو البحر أو الجو، ترى تفاعل كل شيء مع بعضه. ففي كل شارع، سترى العديد من أنواع السيارات ذاتية الحركة، وأناس يقومون بوظائفهم و… أعضاء منظمة ALBION يضربون ويعتقلون أناس أبرياء..xD سترى أيضاً الدرونز تُحلق في كل مكان لنقل البضائع أو لتحذير المواطنين وتفتيشهم. هنالك ايضاً العديد من الأنشطة التفاعلية في عالم اللعبة، كإتقان مهارات كرة القدم أو الذهاب للملاكمة، وغيرها من الأنشطة. بالإضافة لذلك، فهنالك مهام جانبية من نوع آخر، وهي تحرير مناطق في لندن لكسب ثقة سكان تلك الأحياء، فيصبح تجنيدهم أسهل وأسرع، وبعج إنجاز المهمة، سوف تضم عميل مُميز في فرقتك.
الأداء التقني والرسوميات
قد تكون لعبة Watch Dogs Legion أكثر ألعاب Ubisoft هذا الجيل التي أبهرتني جداً في الرسوميات الرائعة ودقة التفاصيل، والتطور الكبير في التوجه الفني في اللعبة، إذ قدمت اللعبة تفاصيل دقيقة في عالمها، ونظام تعاقب الليل والنهار وتغير الطقس الذي زاد من جمال العالم وتفاصيله، لم أجد أي سلبية فيما يخص الرسومات في اللعبة.
أما من حيث الأداء التقني، فقد تمت مراجعة اللعبة على Xbox One X، وقد كان أداء الإطارات فيها ثابتاً طوال الوقت على 30FPS و 4K، إلا أنه وفي آخر مهمة تحديدا، فقد توقفت اللعبة عن العمل لثلات مرات اضطرت فيها لإعادة تشغيلها من جديد، وقد صرحت Ubisoft بأن هنالك تحديثاً سيصدر في 30 أكتوبر ليحل هذه المشاكل وأنهم على علم بها.
أما بخصوص تعريب اللعبة ونسخة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منها، فاللغة العربية في Watch Dogs Legion هي الأكثر إتقاناً من الأستديو، من ناحية إختيار المصطلحات الدقيقة واستخدام خط واضح وبحجم مناسب، بل أن Watch Dogs Legion هي أول الألعاب التي تُقدم قراءة النصوص صوتياً باللغة العربية، تحية كبيرة لفريق العمل في Ubisoft MENA على هذا الإنجاز. أما بخصوص محتوى نسخة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فلم يُحذف منها شيء وقد صدرت كما هي دون التعديل عليها.
الملخص: ختاماً، قدمت لنا Watch Dogs Legion قصة مُتزنة فيها الكثير من الأحداث المُشوقة, مع بناء وأداء شخصيات أساسية ممتاز تخلله سوء في تصميم وأداء الشخصيات القابلة لللعب، مما سبب فراغ واضح بين اللاعب والتفاعل مع الاحداث. فكرة اللعب بأي شخصية بحد ذاته فكرة ثورية وما ينقصها هو صقل أكثر لهذه الشخصيات كي يكون الناتج رائعاً. وأسلوب اللعب الحر أتاح لللاعب إطلاق إبداعه في إنهاء المهام بالطريقة التي يُحبها، مع عالم اللعبة جميل وحيوي وما زاد ذلك الجمال إلا الإتقان الرسومي.