مراجعة Atomic Heart

في حدث تاريخي وهو حدث بديل – أي مجرد تصوّر لما قد كان بالإمكان حدوثه- للحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد في بداية الحرب الباردة، إذ أن المُتخيَّل هنا -جوهريًا- تفوق الإتحاد السوفييتي على جميع دول العالم علميًا. وفي أول وهلة سنرى عالم لعبة Atomic Heart المفعم بالآلات الذكية التي غزت أنحاء تلك المدينة التي تحلق فوق السحاب.. Atomic Heart هي لعبة تصويب من المنظور الأول مع تقديمها عناصر العالم المفتوح. سنلعب ببطل اللعبة العميل Major Nechaev والملقب بـ P-3 لخوض مهمة في غاية الأهمية لاكتشاف السبب وراء انقلاب الآلات على البشر.

اسم اللعبة: Atomic Heart

المطور: Mundfish

الناشر: Focus Entertainment 

الصنف: تصويب من المنظور الأول، عالم مفتوح

على منصة: Xbox Series S|X, PS5, Xbox One, PS4, PC

تاريخ الإصدار: 2023/2/21

للمزيد من المعلومات زوروا موقع اللعبة الرسمي هنا

القصة ممتازة سينمائيًا.. ولكن هيكلها ضعيف

تبدأ القصة باستعراض قوة لجيش من الآلات في مدينة تطفو في السماء..! والتي شُيِّدت بأمر من أحد أكبر العلماء في الإتحاد السوفييتي وهو البروفيسور Sechenov الذي يعمل على تطوير ذكاء اصطناعي متقدم جدًا ولم يسبقه في ذاك أحد. يوكِّل البروفيسور Sechenov العميل P-3 -بطل القصة- بمهمة لاكتشاف سر انقلاب الآلات، ومن هنا تبدأ مغامرة P-3 في هذه المدينة التي تطفو في سماء الإتحاد السوفيتي، ليتبين لنا خبايا سلسلة مؤامرات، ومعامل ومنشآت تُقاد من أشخاص مجهولي الهوية، واكتشاف هوية P-3 و Sechenov، وما حقيقة ذلك المشروع المسمى Kollektiv 2.0… 

كانت العروض السينمائية ممتازة حيث قدَّمت عروض الأكشن بشكل يليق بلعبة سينمائية كلعبتنا، وخدم  ذلك الرسوم الرائعة بكل تأكيد، وبالرغم من كل هذا التميّز، إلا أن هناك بعض المشاهد عُرض بشكل غير جيد وقد كان بالإمكان تقديمها بشكل أفضل، أو التخلص منهاف. على الوجه الآخر، لم تُقدَّم سلسلة أحداث القصة بإيقاع متزن؛ فهنالك شح في تقديم الأحداث في بداية اللعبة، ولكن نرى أغلب الأحداث الرئيسة متراكمة في الثلث الأخير منها. أيضًا، لم تُعطَ الشخصية الرئيسة حقها خلال أحداث اللعبة، فكان التركيز على الحدث وليس الشخصية، لذلك لم أعره تلك الأهمية ولم أتأثر بما حدث له حين يأتي وقت قصته في الماضي – Flashbacks -.

أسلوب اللعب

قدمت لعبة Atomic Heart أسلوب لعب تصويب رائع ومتنوع، كان التصويب متقن مجملًا، وكان تفاعل طلقات النار على الآليين مميز؛ فستشاهد تهشم الرأس وانفصال أجزاء الآلي! أما الأسلحة فلم تكن ذات تنوع جدير بالذكر، ولكنها مُرضية على حدود اللعبة. ولكن لدينا الأسلحة المساعدة وهذا ما يميز أسلوب اللعب حقيقةً، حيث سنملك الصعقات الكهربائية والقدرة على تجميد الأعداء وجعلهم يحلقون في الهواء، مما جعل اللعبة ممتعة!  أما عناصر ال RPG فقليلة هي، ولم ترتقي لمستوى عالم اللعبة، يمكنك تطوير مستوى الصحة والدرع والصاعق وغيرها من خصائص على نطاق ضيق ولكنه يؤدي غرضه في مثل هذا النوع من الألعاب.

ما أعطى اللعبة تفرد وجعلني أستمر باللعب هو الألغاز، كانت الألغاز أحد أهم عناصر اللعبة، فما من مهمة إلا وستصطدم بلغز لإكمالها، هناك تنوع في الألغاز ممتاز؛ فهناك الألغاز السهلة المسلية مثل كبس الأزرار في الوقت المناسب وهناك الألغاز المبهرة بطريقة تنفيذها مثل تحريك الغرف.

عالم مفتوح متواضع

لم تقدم المناطق المفتوحة أي عنصر مثيرة للاهتمام، بل على العكس تمامًا، كانت كاميرات المراقبة كثيرة جدًا ولا يمكنك التخلص منها بسهولة، وهي مزعجة جدًا طوال تجوّلك، وإذا ما تم اِلتقاطك فيها وكشفك من خلال الكاميرا؛ ستواجه الآليين بأعداد غير منطقية! ولن تجد مخرج من هذا المأزق إلا الهروب. أيضًا، كان التنقل بين المناطق غير جيد وقيادة السيارات سيء للغاية، بالإضافة إلى توزيع مناطق التخزين السيء الذي يعطّل تقدم اللعبة. كان من الأجدر إضافة تخزين تلقائي في المناطق المفتوحة.

الأداء الرسومي البديع والتقني الهزيل

قدمت لنا Atomic Heart رسوم مذهلة وتوجه فني ملائم لقصة اللعبة، وقد أتقنت تصميم الآلات ولمعان الفولاذ والتفاصيل الصغيرة كالأجزاء المبعثرة والإنفجارات وأشكال الصواعق والكهرباء. أيضًا، كان تصاميم أماكن المنشآت الداخلية مبهرًا، الاهتمام بالتفاصيل كان أحد أهم ما يبرز الجانب الرسومي والفني، فستجد المعدات والآلات القديمة التي لم تعد تستخدم والأجهزة والملصقات والرسومات البيانية، والقاطرات والمصاعد المميزة.

ليس فقط الرسوم من كانت الجانب الإيجابي هنا، ولكن أضاف التحريك (Animation) جانبًا مدهشًا للمظهر العام للعبة، فلقد زودتها حركة الأعداء وتطاير الأشلاء والأجزاء الآلية بالتميز، وأيضًا حركة الأسلاك التي تخرج من القفاز المصنوع من البوليمر.

على صعيد آخر، أفسدت المشاكل التقنية ما تميزت به اللعبة من رسوم وتحريك؛ هناك الكثير من المشاكل التقنية التي تعيق التقدم في اللعبة حتى أصبح الوضع مزعجًا لتكراره، مثل عدم القدرة على التحرك فجأة ما يوجب عليك الإعادة من جديد من أقرب نقطة تخزين. لكن يجدر بالذكر دؤب الأستديو على إصدار تحديثات متواصلة ضخمة للتحسين من الأداء التقني، فأعتقد أنها مسألة وقت قليل حتى تصبح اللعبة تقنيًا جيدة.. بل على الوتيرة الحالية للتحديثات قد تكون بالفعل تحسنت وقت كتابتنا لهذه الأسطر.

*أُجرِيت المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز Xbox Series X

للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا