مراجعاتPCPlayStationXboxالمواضيع المميزة

مراجعة DOOM: The Dark Ages

أستديو id Software كما نعلم، هو من الأستديوهات التي غيرت صناعة الألعاب إجمالًا ودفعتها للأمام، ومن بينها أخص بالذكر ألعاب التصويب (الشوتر)، وهذا نتيجة لعمله على سلاسل أيقونية، من ضمنها مساهمته في سلسلة Wolfenstein من خلال جزء Wolfenstein 3D، وطبعًا سلسلة Quake المحبوبة  والتي طورت من التصنيف هي الأخرى بأسلوبها المختلف وتصميم مراحلها، وطبعًا سلسلة DOOM الغنية عن التعريف والعائدة منذ عام 2016، والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم بحضور طاغي.

سلسلة Doom جعلت لنفسها -مرة أخرى- مكانة عالية بين ألعاب التصويب، بعيدًا عن التوجه الرائج أو الترند بتركيز هذه الألعاب على عنصر الواقعية، مثل Call of Duty و Battlefield وغيرهما، ومع كامل الاحترام لهذه الألعاب، لكن التوجه الواقعي كان آفة أصابت سلسلة DOOM نفسها، وأدت إلى إلغاء DOOM 4، التي لا تكاد تحمل إلا اسم السلسلة دون روحها، حتى وعى أستديو id Software بأن عودته إلى ألعاب التصويب السريعة، والتحسين عليها والابتكار فيها، هي الوسيلة الوحيدة لإعادة DOOM إلى سابق مجدها، وهذا ما عمل عليه الأستديو مع جزء 2016، الذي أعجب الغالبية العظمى من جمهور السلسلة، واستقطب جمهورًا جديدًا وجد في هذا التوجه إنعاشًا للروح التي سئمت من الألعاب المبتذلة، واستمر الإبداع مع DOOM Eternal التي هي بحد ذاتها مدرسة سارت على أسلوبها مجموعة ألعاب صدرت بعدها، لكن حديثنا اليوم سيكون عن عودة السلسلة وأخيرًا بعد 5 سنوات بلعبة DOOM: The Dark Ages، التي تحمل على عاتقها مسؤولية شاقّة بالاستمرار وإكمال المشوار الذي بدأ مع 2016، فهل كانت اللعبة بالمستوى المطلوب؟

  • اسم اللعبة: Doom: The Dark Ages
  • المطور: id Software
  • الناشر: Bethesda
  • التصنيف: منظور أول – تصويب
  • المنصات: PC–PS5–XSX|S
  • منصة المراجعة: XBOX SERIES X (وتمت التجربة على PC أيضًا)
  • موعد الإصدار: 15 مايو 2025
  • اللعبة تدعم اللغة العربية للقوائم والنصوص
  • للمزيد من المعلومات عن اللعبة زوروا الموقع الرسمي هنا

القصة

مراجعة DOOM: The Dark Ages

لست من المفتونين بقصص DOOM إجمالًا، والذي أهتم به في هذه الألعاب أولًا وآخرًا هو أسلوب اللعب الذي يميزها، ومستوى الإجادة الذي قلّما نجد مثله، وهو الذي تركز عليه السلسلة، وبسبب هذا لا تكثر من المشاهد السينمائية. هنا وعد الأستديو بتقديم قصة غنية أكثر من السابق، وفعلا نلاحظ أن المشاهد السينمائية أصبحت أكثر، وإخراجها أصبح أعلى جودة بشكل ملحوظ، لكنها ما زالت مجرد مشاهد قصيرة بداية المرحلة أو نهايتها، وهي من النوع الذي يشوقك للعب كعادة ألعاب السلسلة.

أما عن القصة نفسها فلا نجد فيها شيئًا مميزًا بذاتها، فاللعبة في سياق صراع بين ثلاثة أطراف، هم البشر وعرق الـ Makyrs والشياطين. لا يوجد شيء يثير الإهتمام بأكثر الشخصيات، والشرير الرئيسي باللعبة Ahzrak هو الشرير الطبيعي الذي يرغب بالحصول على آثار وقوة؛ تمكنه من بسط نفوذه وما إلى ذلك، لكن المشاهد باللعبة والأحداث التي تقع فيها والتقلبات هي الجانب الجيد بقصة اللعبة، وللأسف لا يمكننا  الحديث عنها لأنها ستدخل في إطار الحرق، ويجب على كل لاعب أن يستمتع بهذه التقلبات.

أما عن شخصية DOOM Slayer فالقصة تتحدث عن أصوله وبداياته، وبعض هذه الأحداث لها إشارات في  الجزئين السابقين، وتحاول اللعبة تفسير بعض تصرفاته وتعرض بعض الدوافع، وكل من يعشق شخصية DOOM Slayer سيجد في هذا الجزء ما يرضيه، سواء عن  شخصيته نفسها أو عن هيبته وحضوره الطاغي رغم عدم نطقه بأي حرف (تقريبا)، يمكننا القول بأنه Fan Service من الطراز الأول الذي يعجب الجميع.

أسلوب اللعب

مراجعة DOOM: The Dark Ages

ما يميز أستديو id Software في تعامله مع ألعاب DOOM الحديثة عدم اكتفائه بتوجه واحد. فكما نرى، جزء Dark Ages ستكون فيه بأغلب الأوقات تقاتل على الأرض، بشكل أقرب لـ DOOM 2016، وبعيد إلى حد معين عن Eternal التي كانت تُصمم مراحلها ومواجهاتها لتشجيع اللاعب على القفز والحركة والاندفاع (dash)، وهي لعبة تعتمد على الحركة السريعة إجمالًا.

كان يمكن لأستديو id Software أن يستمر بأسلوب Eternal، ويحسن عليه أو يضيف المزيد من المراحل، لكن الأستديو قرر أن يصنع لعبة مختلفة بشكل كبير عن 2016 و Eternal، مع حفاظها ما يميز ألعاب DOOM إجمالًا، وهذا أنظمة لعب وقتال جديدة على السلسلة، وتصنع نكهة مختلفة للجزء الجديد، مع العلم بأن كون اللعبة أقل سرعة من الجزء الماضي لا يجعلها لعبة بطيئة بتاتًا، خاصةً عندما نقارنها بألعاب التصويب من السلاسل الأخرى مثل Wolfenstein، التي هي الأخرى أيضا كانت تبقي اللاعب على الأرض، وتحثه على استغلال المراحل والبيئة، وبالطبع الأسلحة لصالحه، لكنها لا تجعله يقف في مكانه، لأن هذا سيجعله هدفًا سهلًا.

الآن DOOM The Dark Ages أكثر سرعة من ألعاب Wolfenstein، ودائمًا تحث اللاعب على الحركة والتوجه للأعداء بدلًا من الاختباء والتصويب عن بعد، لكن هذه المرة مع أدوات تجعل اللاعب أكثر قوة وقدرة على مواجهة مجموعة واسعة من الأعداء في وقت واحد. أول الأدوات الجديدة التي أضافها هذا الجزء هي الدرع. وليس الدرع وسيلةً للدفاع فقط، بل قلّما اعتمدت عليه شخصيا للدفاع، عدا ذلك هو وسيلة لرد ضربات الأعداء، مما يضر بهم أو على الأقل يجعلهم يتركون ثغرة لك، وهو وسيلة أيضا لرميه على الأعداء لتثبيتهم وتنفيذ سلسلة ضربات (Combos) تنهيهم بشكل كامل، هو وسيلة لكسر دروع الأعداء بعد تسخينها بأسلحة البلازما، أو القضاء على كمية واسعة من الأعداء الصغار برمية واحدة، إضافة لكونه وسيلة للتنقل بسبب اندفاعة الدرع (Shield Charge) التي تنقلك تلقائيا إلى عدو (قريب أو بعيد) لضربه بالدرع.

مراجعة DOOM: The Dark Ages

الدرع أداة واحدة، لكن يمكنك أن تجد طرقًا كثيرة لاستعمالها اعتمادًا على العدو الذي أمامك، واعتمادًا على المواقف التي تجد نفسك فيها، ولا شك أنه أفضل الإضافات التي رأيناها في هذا الجزء، لكن روعة الدرع واستخداماته لا تنتهي هنا، لأن عنده مجموعة تطويرات عامة تحسن استخداماته، وقدرات خاصة تضيف إلى استخداماته، على سبيل المثال يمكنك أن تفتح مهارة تجعلك تصعق الأعداء الذين ترتد عليهم الضربة التي تصدها بالدرع، أو أن يرافقها شظايا تصيب الأعداء بشكل عشوائي، وغير ذلك من الأمور التي تحسن أسلوب اللعب مع التقدم في المراحل، وتجعلك تحتار أحيانًا باختيار أنسب القدرات.

من الأشياء التي أثارت الجدل في مجتمع لاعبي DOOM وقت الكشف عن Dark Ages، غياب نظام Glory Kills، أو على الأقل بالشكل الذي اعتدنا عليه. كان هذا النظام وسيلة لرفع مستوى الصحة بعد قتل الأعداء، ووسيلة لقتلهم بطبيعة الحال، وأيضا وسيلة للهرب أحيانًا من بعض المواقف، خاصة إذا فتحت المهارات التي تسمح لك بتنفيذ الـ glory kills من مسافات أبعد من المعتاد، لكن في Dark Ages تختلف الأمور قليلًا، وهذا بسبب كثرة الأعداء مقارنة بالأجزاء السابقة، فليس من الممتع أن ينفذ اللاعب  glory kills للكمية الواسعة هذه من الأعداء، إضافة إلى أن نظام الضرب (melee) بهذه اللعبة مصمم ليجعلك أنت المتحكم في ساحة المعركة، تضرب من أي اتجاه شئت وأي عدو تشاء إنهاءه، كبيرًا كان أو صغيرًا، وعندك الخيار لاستخدام سلاح الـ Flail الذي من ميزاته ضرب أكثر من عدو بنفس الوقت، وهذه فرصة مناسبة لنتحدث عن الأسلحة اليدوية.

مراجعة DOOM: The Dark Ages

بدايةً سيكون أمام اللاعب Power Gauntlet أو اللكم الطبيعي باليد أو الركل، ومن ميزاتها الشحن السريع، وشحن ضربة واحدة بشكل مباشر بعد تنفيذ parry أو deflect بالدرع، لكن بعدها ستكون معك الـflail التي تضرب أكثر من عدو بنفس الوقت، ومن مزاياها تكسير الدروع بسرعة عالية، وهذا يجعلها خيارًا ممتازًا لمجموعة من الأعداء، خصوصا نهاية اللعبة. أما سلاح Dreadmace فهو يأخذ وقتًا أطول للشحن، لكنه يسبب ضررًا عاليًا ينهي أكثر الأعداء بضربة واحدة، أو يجعلهم قريبين من الموت، حتى الأعداء الكبار، ولكل أداة من هذه الأدوات الثلاثة تطويراتها الخاصة واستخداماتها، والتبديل بينها يغير أسلوب لعبك بشكل أو بآخر، ويغير أولوياتك واهدافك التي تضربها، ولهذا يعتبر نظام الأسلحة اليدوية بهذه اللعبة أيضا من أفضل الإضافات، ولم يجعلني أفتقد الـGlory Kills خاصة أن ردود فعل الأعداء مرضية وتشعرك بثقل الضرر الذي سببته لهم، والأهم من ذلك يكون اللعب مستمرًا حتى مع تنفيذ هذه الضربات، ولا يتوقف اللعب لوقت معين كما كان مع نظام Glory Kills، الذي سبق أن شرحت أهدافه بالأعلى، ومنها أن يسمح لك بالتقاط أنفاسك وسط الزخم الكبير.

أخيرًا لا يسعنا الحديث عن سلسلة DOOM دون أن نتحدث عن الأسلحة، وتنوع استخداماتها وتطبيقاتها. تملك Dark Ages ترسانة ضخمة من الأسلحة القابلة للاستخدام، والتي سنجد جدلًا واختلافًا كبيرًا بين الناس عن أفضلها. من الأسلحة الجديدة باللعبة سلاح Shredder الذي يبدو في البداية رشاشًا عاديًّا، لكن روعته تكمن بتطويراته، التي من ضمنها رمي الدرع على العدو، ومن ثم ضربه بهذا السلاح لتنتشر شظاياه على كل الوحوش الذين يحيطون به، وغير ذلك الكثير.

أما سلاحي المفضل شخصيا في هذه اللعبة فهو الـImpaler؛ لأنه قوي وليس بطيئًا بنفس الوقت، وتطبيق مهاراته ممتع إجمالًا. فأحد التطويرات يشحن الضربة اليدوية (melee) إذا أصبت عدوًّا في رأسه، وكذلك استخدام الدرع بأشكال معينة يزيد من ضرر ضربات السلاح، وكون ضربة الرأس تعطي ضررًا أكبر بكثير فهي تشجع على دقة التصويب. من الأسلحة المفضلة عندي أيضًا Chainshot، وهو عبارة عن ضربة تُشحن مع الوقت، لكن الجميل أن صد الضربات بالوقت المناسب يجعل الضربة تشحن بشكل فوري، وهذا يجعلها خيارًا ممتازًا ضد أعداء معيَّنين، لا سيما وأنه أسرع سلاح في تحطيم الدروع، ويمكننا أن نقول تحطيم العظام أيضًا.

لا يسعنا الآن أن نتحدث عن جميع الأسلحة، لكن من ضمن الموجودة طبعًا الـ Super Shotgun المحبوب، وهو في هذه اللعبة يعتبر أكثر الأسلحة مرونة؛ لأنه يصلح للضرر العادي وتكسير الدروع بنفس الوقت، ويمكن تنفيذ تبديل سريع (Quick Switch) لكن بطريقة مختلفة عن DOOM Eternal، ويمكن المزج بينه وبين أسلحة أخرى مثل Impaler و Rocket Launcher لتنفيذ سلاسل ضربات ثقيلة بحسب حاجة الموقف. لكن كثرة التبديل أحيانًا تتسبب ببعض المشاكل التقنية، منها أن أكون فجأة غير قادر على استخدام الدرع وإن كنت أراه في يدي داخل اللعبة، منها اختفاء صورة الدرع نفسه لكن مع إمكانية استخدامه، وأحيانا أجد اللعبة تنفذ أمرًا كنت أريده بشكل متأخر، وهذه كلها مشاكل تقنية تحدث أحيانا مع كثرة ضغط الأزرار، ومن حيث كبس الأزرار فأنا أعتقد أن لوحة المفاتيح عندي قل نصف عمرها من كثر التضغيط والكبس.

لتلخيص الفرق بين Eternal و Dark Ages من حيث نظام الأسلحة، جزء Eternal يشجعك على تبديل الاسلحة باستمرار والحركة السريعة والتفادي وما إلى ذلك، أما Dark Ages تشجعك على التبديل ما بين السلاح والدرع، والضغط على الأعداء وعدم إعطائهم أي مجال ضدك، والاندفاع إليهم في الوقت الصحيح، زيادة على وجود عناصر تشجع على المزج بين السلاح والدرع من في التطويرات كالتي ذكرناها بالأعلى.

تصميم المراحل والأعداء

مراجعة DOOM: The Dark Ages

طبعًا، لا فائدة من أسلوب اللعب دون أعداء تُطبق عليهم كمية الأدوات والضربات التي يملكها اللاعب، ومراحل تحتويهم وتوزيع جيد. وهنا Dark Ages تدلل اللاعب بكمية واسعة من الأعداء، وأفكارهم وكيفية المزج بينهم في المرحلة أو البيئة الواحدة. بعض الأعداء يعززون من هجوم ودفاع باقي الشياطين ويجب التخلص منهم لتسهيل المرحلة، وغيرهم المدرعون الذين تكون أسلحة معينة أكثر فعالية ضدهم، منهم الذي يُفضل انتظاره للهجوم عليك ثم صد ضربته وتنفيذ الضربات ضده، ومنهم الذي يُفضل الإسراع إليه والانتهاء منه قبل الآخرين، مع وجود أعداء ضخام متوزعين هنا وهناك.

وأما توزيعهم فهو جيد، ولا يضع اللاعب في مواقف عشوائية بشكل مستفز أو غير عادلة، فإذا مت في مرحلة معينة أعي أن الخطأ هو من طرفي وليس من طرف اللعبة، مع العلم بأني لم ألعب اللعبة بصعوبة أقل من Nightmare، والتي أنصح بها لمحبي ألعاب DOOM إجمالًا، لا سيما إذا كنت تلعب بالفأرة ولوحة المفاتيح والحرية الكبيرة التي توفرها حركة الكاميرا.

يُلاحظ في مراحل هذه اللعبة أنها أكثر انفتاحًا بكثير من DOOM Eternal من حيث المساحة، وتحتوي على كمية أكبر بكثير من الأعداء، وهذا جعلني متحمسًا للعبة ولكن بحذر، لأن DOOM ليست من الألعاب التي تضيع وقتك فيها بالمشي أو بالاختباء خلف الحواجز، وغير ذلك مما نجده في باقي ألعاب الشوتر، ويسعدني أن أقول بأن هذا لم يتغير مع مراحل Dark Ages إذا تحدثنا عن ساحات القتال، لكن اللعبة أيضا مراحلها متنوعة ما بين خطية ومفتوحة. الخطية هي بالأسلوب المعتاد، وأما المفتوحة فهي تعطيك الحرية بالتجول والاستكشاف، ومستواها إجمالًا جيد وتتمتع بمحتوى يستحق الاستكشاف، ويكافئك بعناصر لتطوير الأسلحة أو الدرع، وأحيانا تجد نفسك في فخ (ambush) وأُصدم أحيانا عندما أقع في هذه المواقف عند الإعادة. لكن الاستكشاف يتخلله الملل أحيانًا، ولا سيما في مرحلة الحصار لكونها مترامية، أما المناطق المفتوحة الأخرى فيها ترابط جيد ما بين أجزاء الخريطة ومعابر سرية أكتشفها أحيانا تؤدي إلى مكافآت جديدة، وتخرجني إلى منتصف المنطقة لأكمل الطريق، ومستواها إجمالا أفضل من منطقة الحصار، لكن إجمالًا كل المناطق المفتوحة ليست سيئة ومواجهاتها ممتعة دائمًا، إنما بعض الجوانب لم تُوفّق فيها.

مراجعة DOOM: The Dark Ages

كل ما تم ذكره يقتصر على المراحل الطبيعية التي تلعب بها بشخصية DOOM Slayer بنفسه، توجد مراحل أخرى تلعب بها بآلة ضخمة، ومراحل أخرى تجعلك تلعب بالتنين. دعونا نبدأ بمراحل الآلة، التي أعتبرها شخصيًّا إضافة لطيفة واستمتعت بها عند اللعب بمراحلها ، تقاتل فيها شياطين عمالقة بمثل حجمك وتراوغ ضرباتهم أو تضربهم لتعبئة العدّاد، ومن ثم تنفيذ ضربة قوية. هذه المراحل تعطيك إحساسًا بالقوة والثقل، ويعطونك فيها سلاحين مختلفين بحسب المرحلة، وستقاتل زعيمًا في مرحلة معينة، لكن كما قلت متعتها هي بلعبها أول مرة، أما إعادتها فهي ليست بمثل متعة التجربة الأولى، ولحسن الحظ أن اللعبة لا تجبرك على إعادتها إذا كنت ترغب بتجميع كل الأغراض للحصول على الإنجازات أو التروفيات، عدا مرحلة واحدة إذا لم تخنني الذاكرة كان جزء منها على الآلة والجزء الآخر على الأقدام.

عدا ذلك لدينا المراحل التي تشمل اللعب بالتنين، وهي مراحل لطيفة هي الأخرى، واللعب بها سيشعرك بالملل سريعًا، واللعبة تعي هذه المسألة لذا لا توجد أي مرحلة تعتمد على التنين بشكل كامل، بل العادة أنك ستقضي على هدف أو اثنين بالتنين ثم تكمل المرحلة بـSlayer ثم تعود إلى التنين وهكذا.

أرى أن أسلوب القتال بالتنين كان يفتقر إلى المزيد ليكون ممتعًا، لكني وجدت نفسي أشعر بالملل بالقتال لا سيما إذا أعدت المرحلة، وقد يكون هذا الجزء هو الأضعف باللعبة كاملة لدرجة اقتناعي بأن إضافته لم يكن لها أي داعٍ. لحسن الحظ وكما قلت، فترات القتال بالتنين لا تدوم، وتنتهي سريعًا، أحيانًا قبل أن تبدأ بالشعور بالملل.

الصوتيات والموسيقى

مراجعة DOOM: The Dark Ages

من نقاط قوة Dark Ages كعادة ألعاب الأستديو الأخرى، الامتياز في تصميم الصوتيات، سواء تحدثنا عن أصوات الأعداء وضرباتهم، وطبعًا صوت الأسلحة والدرع المنشاري (إذا صح التعبير)، وكذلك الأصوات العامة التي تسمعها في البيئات وتزيد انغماسك في عالم اللعبة. يمكنني القول بأن Dark Ages عبارة عن تجربة صوتية من المستوى الرفيع.

أما الموسيقى، لا شك أن أغلبكم يعلم عن الدراما التي حصلت بين الملحن Mick Gordon وأستديو id Software ومنتج الأستديو تحديدًا، ولن نتطرق إلى تفاصيلها، لكن ما يهمنا معرفة دور Mick Gordon في صنع جو عظيم لكل ألعاب DOOM، لكن هذا لا يقتصر على هذه السلسلة وحدها، لأن الملحن نفسه عمل أيضا على تلحين موسيقى ألعاب Wolfenstein الحديثة، التي قد لا تكون ألحانًا عظيمة إلى تلك الدرجة لكنها دائمًا تصنع جوًّا خاصًّا يدمجك مع اللعبة ويرفع مستوى الأدرينالين في جسمك، وهذا الملحن له أسلوب خاص يصعب تقليده وإنتاج شيء بمستواه.

وهذا يقود إلى Dark Ages، التي تتفاوت ألحانها بين الجيد والعادي المقبول، وقليل من الممتاز. شيء يفي بالغرض لكنه لا يضيف القيمة التي كانت تضيفها موسيقى الألعاب السابقة، ولهذا لا يعتبر من سيئات اللعبة، ولكنه جانب كان بالإمكان أن يكون أفضل مما رأينا في هذه اللعبة لكونه متفاوتًا.

الجانب التقني

مراجعة DOOM: The Dark Ages

سلسلة DOOM من زمن الأجزاء الكلاسيكية كانت عبارة عن إعجازات تقنية تلو الأخرى، وابتكارات وحلول لا تنتهي، وفوقها كانت متوافقة وتعمل مع كمية واسعة من الأجهزة والمنصات. ولثلاثية DOOM الحديثة نصيب من هذا الإبداع، فجزء 2016 كان يقدم رسومات جيدة ويعمل بمعدل 60 إطارًا بالثانية بنفس الوقت على أجهزة PS4/XB1، أما DOOM Eternal فكانت إعجازًا تقنيًّا بنقلها مستوى الرسوم إلى بعد آخر من حيث التفاصيل والتأثيرات والأنميشن وغير ذلك، كانت Eternal ممتازة مظهريًّا وأدائيًّا في الوقت ذاته واستغلت قدرات أجهزة الجيل الثامن إلى آخر قطرة، ومن جهة الحواسب الشخصية كانت تعمل بأداء ممتاز على البطاقات والمعالجات المتاحة في ذلك الوقت، لتكون مثالًا يحتذى به في ضبط الأداء وصقله لتقديم تجربة لعب سلسة خالية من المنغصات.

الآن صدرت Dark Ages، ولا شك أنها مصقولة أدائيًّا مقابل الذي تقدمه، لكنها تحتوي على بعض القرارات التي قد تكون مثيرة للجدل بالنسبة للمجتمع. القرار الأول هو استخدام تقنية تتبع الأشعة للإضاءة العامة (RTGI) بشكل إجباري، بشكل مشابه للقرار الذي اتخذه أستديو Machine Games مع لعبة Indiana Jones and The Great Circle، ولكني أجد في Dark Ages مبررات لاستخدام RTGI أكثر إقناعًا من الاقتصار عليه في Indiana Jones طبعًا، أستديو id Software و Machine Games كلاهما عند الحديث عن تتبع الأشعة يقولان بأنه يسهل عملية التطوير، وهو كذلك فعلًا لأنه ينتج نتائج مباشرة يمكن مشاهدتها من داخل المحرك واستعراضها في الأستديو دون عملية تزييف الإضاءة أو الـ Baking، وهذا يعطي الأستوديو المزيد من الوقت للتركيز على الجوانب الفنية، ما يؤدي في النهاية إلى لعبة بجودة أفضل.

يمكنني أن أتفهم هذا القرار، خاصة أن محرك id Tech يعد ذا كفاءة عالية، والشرط هنا هو أن تشتغل اللعبة بأداء جيد مهما كان المطور طَموحًا في المظهر، لكني شخصيًّا أميل إلى جعل تتبع الأشعة المعالَج بالعتاد (Hardware Ray Tracing) خيارًا أمام المستخدم، ويمكن للأستديو الاعتماد على تقنيات Software Ray Tracing لكونها أخف، وبنفس الوقت تجعل عملية التطوير أسهل من عملية تزييف الإضاءة، ومن ثم يكون قرار Hardware RT لمن يرغب به.

اللعبة ليست خفيفة لكنها ليست ثقيلة أيضًا، خصوصًا بالمقارنة مع ألعاب أخرى تصدر معطوبة هذه الأيام، فاللعبة متراوحة بين 1080P إلى 1440P اعتمادًا على ثقل المشهد، والأداء ثابت إلى حد كبير، لكن المشكلة هي بتطبيق تقنية Variable Rate Shading، التي تقلل من جودة الصورة مقابل تحسين الأداء بشكل طفيف، وللأسف تأثيرها على جودة الصورة ليس قليلًا.

اللعبة كما ذكرنا هي تقدم بيئات أوسع بكثير من Eternal، وهذا تلقائيا يجعلها متطلبة أكثر لموارد العتاد، لكنها فوق ذلك تعطي مستوى تفاصيل أعلى وتأثيرات أقوى وإمكانية تفاعل مع شتى الأجسام. فمن الأشياء التي ستلاحظها وأنت تلعب، أنك يمكنك تدمير كمية كبيرة من المجسمات، وإذا تدمرت فستبقى في أماكنها ولن تختفي لتخفيف الضغط على المعالج، بل ويمكنك مواصلة تحريك الأجزاء المكسورة والتفاعل  معها، وهذا من الأمور المبهرة التي قلّما نراها في ألعاب اليوم، ووجود قابلية التحطيم والفيزيائية المبهرة يعزز من شعور اللاعب بالقوة، وكل هذا مع أداء ممتاز جدًّا، ولا يسعني إلا أن أهتف لمقدار المجهود الذي بذله الأستديو لتحقيق هذه النتيجة مع هذا الأداء.

تم أيضًا تجربة اللعبة على منصة الحاسب. اللعبة يمكنها تحقق أداء ممتازًا على المعالجات الاقتصادية والمتوسطة، فمثلًا على 4070Ti Super و Ryzen 7 7800X3D، النتيجة هي متوسط 94 إطار على أقصى الإعدادات وبأثقل منطقة باللعبة، منطقة واسعة مليئة بالأعداء والتأثيرات، عادةً يكون الأداء حول 110 إطارات تقريبًا في باقي الأماكن، الأداء يتفاوت بحسب المنطقة كما ترون.

لكن أحد ملاحظات اللعبة، وخلافًا لـ DOOM Eternal، لا تتمتع بإمكانية تخصيص كبيرة للمظهر والأداء. الموضوع لا يتعلق بتتبع الأشعة هنا، بل نتحدث عن إجمالي الإعدادات، بعضها لا يقدم اختلافًا يُذكر بالمظهر بين Ultra Nightmare و Low، ولا يوجد اختلاف بالأداء أيضًا إلا عند إعدادات معينة، فبنفس المنطقة الثقيلة التي تحدثت عنها ارتفع الأداء من 94 إطارًا إلى 120، وهذه زيادة قدرها 27% فقط.

هذا أمر مستغرب من أستديو id Software الذي كان يتفنن في جانب التخصيص والمرونة، عدا ذلك اللعبة من أعظم الألعاب من ناحية انسيابية الإطارات. خط الإطارات أمامك ثابت وغير متذبذب بالشكل الذي نشاهده بألعاب كثيرة اليوم، ولا يوجد باللعبة أي تقطيع (stutter) خلافًا للشائع اليوم أيضًا ولا سيما في منصة الحاسب ومع زيادة ألعاب محرك Unreal Engine سنة بعد سنة.

خلاصة الجانب التقني هي أن اللعبة رغم كونها جيدة أدائيًّا، لكنها ليست بامتياز ومرونة Eternal، ونتمنى أن يعمل الأستديو على تحسين اللعبة يتحديثات مستقبلية، كما أن مظهرها سيكون أفضل بكثير مع إضافة تحديث تتبع المسار (Path Tracing) لاحقًا، لكن طبعًا لن يقدر على تشغيله سوى أصحاب البطاقات العليا.

الإيجابيات
  • أسلوب لعب ممتاز، يميزه الاختلاف عن الاجزاء الماضية وليس مجرد التحسين
  • تصميم مراحل وتنوع أعداء يجبرون اللاعب على الحركة والتنويع بالأدوات والأسلحة
  • كمية واسعة من الأسلحة والأدوات والضربات، وتطويرات تجعلها أكثر متعة مع التقدم
  • تنوع عظيم وفن بتصميم كل بيئة بتفصيلاته، وتجسيد رائع لكل ما يتعلق بالعصور الوسطى
  • مظهر رسومي ممتاز وفيزيائية مبهرة واستغلال جيد لعتاد أجهزة الجيل التاسع
السلبيات
  • ضعف أسلوب اللعب بالتنين، وتكرر مواجهاته دون تجديد
  • بعض الأخطاء والمشاكل التقنيّة
تقييم اللعبة من 10 - 9

9

لعبة DOOM: The Dark Ages قدمت كل ما نحتاجه من لعبة تصويب وأكشن، والأهم من ذلك كل ما نحتاجه من لعبة DOOM. أسلوب لعب رائع ومتجدد، وترسانة واسعة من الأسلحة والأنظمة والضربات القابلة للتطبيق، مع مراحل تختبر اللاعب وتجبره على إخراج أفضل ما عنده، خصوصا بالصعوبات العالية، مما سيجعل الناس يحتارون بينها وبين Eternal من حيث الأفضلية.

اظهر المزيد

EP Staff

عضوية خاصة بالإدارة

مقالات ذات صلة

نبّهني عن
0 تعليقات
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى