مراجعاتالمواضيع المميزة

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

مغامرة استثنائية أخرى من العبقري Hideo Kojima!

إصدار Death Stranding في 2019 كان من أهم لحظات الجيل الثامن، فهي لعبة تأتينا من Playstation بالتعاون مع المخرج العبقري والمخضرم Hideo Kojima، الذي ترك كونامي في 2015 بعد تاريخِ طويلٍ معهم، أبرز ما فيه كانت سلسلة Metal Gear، واحدة من أعظم السلاسل في صناعة الالعاب وأكثرها تأثيرًا وتميزًا.

الكشف عن Death Stranding في E3 2016 زاد من حماس اللاعبين، ولكن عروض اللعبة كانت غامضة جدًا وغير مفهومة، وهذا الأمر استمر حتى العام التي صدرت فيه اللعبة، ويا له من إصدار! فكانت واحدة من أكثر الألعاب المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة، حتى ولو حققت نجاحات كبيرة على جميع المستويات. الكثير من اللاعبين كان محبطًا من أن Death Stranding لعبة توصيل، وبعضهم كان متقبلًا للفكرة ولكن اللعبة لم تعجبه، وأخيرًا هناك جمهور كان محبًا جدًا لفكرة اللعبة وعالمها، ومحدثكم واحدٌ منهم، حتى لو كانت اللعبة معيوبة في بعض جوانبها. فريق Kojima Productions قرر أن يفاجئنا في حفل The Game Awards 2022، وذلك بعد الكشف عن الجزء الثاني تحت الاسم الرمزي DS2.

ثم وبعد غيابٍ طويل، شاهدنا عرضًا جديدًا ومطولًا للعبة DS2، والتي أصبحت تحمل عنوان Death Stranding 2: On The Beach، وتم التأكيد أن البطل هو Sam، واللعبة ما زالت لعبة توصيل، ولكن بالطبع مع قصةٍ جديدة، وإضافات وتحسينات لجعل تجربة اللعبة أفضل، وأخيرًا بعد خمس سنوات ونصف تقريبًا، جاءت الفرصة لتجربة لعبة جديدة من Hideo Kojima، وبعد عشرات الساعات المليئة بالمشاعر، دعونا نغوص في مراجعة Death Stranding 2: On The Beach.

  • اسم اللعبة Death Stranding 2: On The Beach
  • المطور Kojima Productions
  • الناشر Playstation
  • التصنيف Action/Adventure
  • المنصات Playstation 5
  • منصة المراجعة Playstation 5
  • تاريخ الإصدار 26/6/2025
  • اللعبة تدعم اللغة العربية

قصة مجنونة

مراجعة Death Stranding 2: On The Beachبعد 11 شهرًا من نهاية الجزء الأول وهروب Sam و Lou بعيدًا، نرى أنهما يعيشان حياة هادئة وسعيدة وحديهما، فـSam الآن مسؤول عن تربية Lou التي أصبحت أكبر بالعمر، ولكن هذا الهدوء ينتهي مع وصول Fragile لبيتهما، حيث أنها تطلب من Sam ربط المكسيك، ليوافق Sam وينطلق في رحلةٍ جديدة ملحمية ومليئة بالمفاجآت.

قصة Death Stranding الأولى كانت ممتازة في فكرتها، ولكن معيوبة التنفيذ، فرتم اللعبة كان مليء بالمشاكل، والشخصيات في أغلب أوقات اللعبة كانت أدوات للشرح، وشخصية مثل Sam كانت غير مثيرة للاهتمام في أغلب فترات اللعبة، ولكن على الرغم من هذه المشاكل فبناء العالم كان عظيمًا، وقصص العديد من الشخصيات كانت مؤثرة، وكعادة ألعاب Hideo Kojima فهي قصة تحميل العديد من الرسائل والمعاني التي تلامس النفس البشرية. الخبر السار أن Death Stranding 2 تدرك مزايا وعيوب جزئها الاول، وتستغلها لتقديم قصة رائعة بحق!

أول جانب تم تحسينه بوضوح كانت شخصية Sam، فهذا الجزء يبدأ ونحن نرى منه مشاعر الأبوة مع Lou، وهي مشاعر يتضح صدقها في تعامله معها وحرصه عليها، ومع التقدم في اللعبة Sam يمر برحلة جنونية مليئة بالمنعطفات، ومن خلالها نرى تفاعله مع أحداث هذه الرحلة بشكلٍ أكبر بكثير من الجزء الاول، نعم ليس لدرجة تفجر هذه المشاعر-لأن هذا الأسلوب لا يتناسب مع شخصيته- ولكننا نرى ردات فعل قادرة أن تجعلنا نتأثر بحالته على الدوام، والإيجابي هنا أيضًا أن تفاعلاته مع الشخصيات الأخرى أصبحت بارزة وأكثر حدة. بالإضافة لشخصية Sam في هذا الجزء العديد التعليقات المضحكة بالفعل، سواءً من خلال تفاعله مع الشخصيات من حوله أو حتى حديثه مع نفسه، مما جعله مثيرًا للاهتمام أكثر!

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

كتابة الشخصيات لم تقتصر على Sam فقط، بل شملت الجميع، فهذا الجزء يقدم خليطًا بين شخصياتٍ رايناها في الجزء السابق كـFragile أو Higgs، وشخصيات جديدة مثل Neil، و Lucy، و Tommorow، و Rainy، و Tarman، والمزيد … . قصص هذه الشخصيات كانت جميلة، وتم سردها بشكل متوازن يجعلك مهتمًا بهم على مدار الرحلة، وليس في نهاية اللعبة فقط عندما تتكشف الحقيقة كأسلوب الجزء الأول. المميز هنا أيضًا أنك لا ترى قصتهم وترحل فحسب، بل تتفاعل معهم بشكلٍ مستمر حتى لو بشكلٍ بسيط، والفضل هنا يعود إلى إضافة سفينة DHV Magelan، التي تنتقل معك بشكلٍ مستمر في رحلتك، وتزيد من فرص تفاعلك مع الشخصيات.

فالجزء الاول، تم تقديم قصة مليئة بالغموض، تقدّم عالم جديد بشكل كلّي مليئ بالمفاهيم الغريبة والغامضة. وهنا بـ Death Stranding 2 يستمر اسلوب التقديم القصصي الغامض – صحيح أنها ليس بقدر الجزء السابق، وهذا منطقي نظرًا لأنك هنا تتعامل مع عالم مدرك للكثير من مفاهيمه – هذا الغموض ينكشف بشكل تدريجي ومتزن على مدار اللعبة من خلال الأحداث التي نمر بها، ومع نهاية اللعبة ستجد إجابة لأهم أسئلتك، ولكن الأهم من هذا هو الكيفية!

فأحداث Death Stranding 2 يتم تقديمها من خلال حلقات كالجزء الاول، كل حلقة تركز على حدث/شخصية معينة، ومن خلالها يتم عرض أحداث اللعبة بفكرة قد تبدو وكأنها مكررة، وهي توصيل المناطق مرة أخرى ببعضها البعض، ولكن من خلال عروض اللعبة أو حتى في الكلمة الواضحة أمامك قبل تشغيل اللعبة هناك السؤال الأهم ” Should We Have Connected ؟ ” وهي عكس ما كان يركز عليه الجزء الأول بجملة ” We Should Be Connected “، وهذا التغيير كان سببه الجائحة التي بدأت عام 2019. هيديو كوجيما صرح أكثر من مرة أن الجزء الثاني من Death Stranding كانت بفكرة مختلفة، ولكن الجائحة جعلته يعيد كتابة القصة.

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

خلال حلقات Death Stranding 2، نرى تحسنًا واضحًا في أسوأ جوانب الجزء الأول، وهو رتم القصة. فالفكرة هنا أن رتم اي لعبة لا يؤثر على مستواها القصصي فقط، بل يضر جميع الجوانب، هذا لأنك بشكل طبيعي كلما تعودت على أمر لفترةٍ أطول يقل انبهارك به، ولهذا الألعاب صاحبة رتم أو إيقاع ممتاز مثلًا هي التي تقدم أسلوب لعب كافي لمدة اللعبة ايًا كانت الكيفية أو التصنيف، وهو أمرٌ ليس سهلًا بطبيعة الحال، ولهذا فرتم اللعبة مهمٌ جدًا وكان من الجوانب التي ضرت تجربة Death Stranding.

الجزء الثاني يحرص على أن يقدم أحداثًا مهمة بشكلٍ مستمر، بالطبع لن يكون بنفس الحدة بشكلٍ دائم لأن الطبيعي فالقصص أنها تقدّم لحظات صعود وهبوط. وهنا القصة تسفيد بشدة من لحظات الهبوط أو الهدوء التي تسخدمها لبناء الشخصيات والأحداث بشكل ممتاز. فتجربة قصة Death Stranding 2 عمومًا من التجارب التي تبني قصتها على نارٍ هادئة، ولذلك لحظات الانفجار تكون رائعة جدًا ومليئة بالحماس والجنون، والشرح فيها ليس بكثرة الجزء الاول، وفي حال كنت تجهل كلمة أو وصفًا معينًا، فلعبتنا فيه سجل تستطيع فنحه في أثناء المشاهد، وهو مشابه للـActive Time Lore الموجود في Final Fantasy 16.

الملاحظة الوحيدة على قصة Death Stranding 2: On The Beach، أنها ككثيرٍ من ألعاب Hideo Kojima، معيوبة في لحظة الحقيقة الخاصة بها، اللحظة التي تنكشف فيها أهم أسرار القصة ونرى من خلالها شرحًا كثيرًا للأحداث. هذا الأمر مستمر ألعابه السابقة (Metal Gear)، بحيث إما أن يكون شرح موجّه للاعب بشكل اساسي وليس للشخصية بسياق حواري مناسب – وهذا الأمر كان موجودًا في Death Stranding مثلًا – وإما أن تكون لحظة مليئة بالمعلومات بشكلٍ مبالغ فيه، لدرجة تشعر وكأن اللعبة تريد بشكلٍ سريع إنهاء كل خطوطها، هذا الأمر يمكن ملاحظته في Metal Gear Solid 2 مثلًا، ولعبتنا تعاني من نفس الأمر، نعم ليست مشكلة كبيرة لأن الأمر مقتصرٌ على ما يقارب 20 دقيقة تقريبًا، ولكنها قد تكون مزعجة ووجب ذكرها.

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

 

كما ذكرت بالعنوان قصة الجزء الثاني من Death Stranding مجنونة بالفعل! والأمر لم يقتصر على الكتابة فقط، بل حتى إخراج المشاهد السينمائية، التي من الواضح هنا أن Hideo Kojima كان له الحرية الكاملة في صناعتها، والذي أدّئ بنهاية المطاف بنتيجة أقل ما يقال عنها تاريخية الحقيقة! فمستوى الإخراج باللعبة عظيم جدًا، قد يكون من الأفضل عمومًا إن لم يكن الأفضل. ففيه لمسة خاصة وإبداعية، يحتوي ببعض الأحيان على نبرة هزلية وغريبة، وهو أمرٌ معهود في ألعاب كوجيما السابقة وتحديدًا ألعاب Metal Gear Solid بالطبع. هذه النبرة كانت مفيدة جدًا لكسر جو اللعبة، وإضفاء طابع مميز ومختلف للمشاهد. التي تشملها مشاهد الاكشن، اليت قدمت مستوى خرافي مليئ بالإبتكار، والذي يعود فضله هنا لمخرج الأكشن المبدع Yuji Shimomura.

آخر جانب سنتحدث عنه هو مستوى الأداء التمثيلي. هذا الأمر قد يُنسب للجوانب الصوتية، ولكنه أمرٌ مهم للقصة أيضًا، فهو يساهم في تعلقك بالشخصيات، وجودته أيضًا تكون مؤثرة على تفاعلك مع القصة. وفي لعبة مثل Death Stranding، المُتوقع من هذا الجانب هي الجودة العالية؛ لأن Hideo Kojima جمع أسماءً رائعة، من ممثلين ومخرجين مبدعين في Hollywood إلى مؤديين صوتيين مشهورين في صناعة الألعاب. الجزء الأول شارك فيه ممثلين معروفين مثل Norman Reedus، و Léa Seydoux، و Mads Mikkelsen، أو حتى مخرجين مبدعين مثل Guillermo del Toro، بالإضافة لمشاركة المخضرم Troy Baker الذي بدون شك كان الممثل الأفضل باللعبة، بجانب Mads Mikkelsen بالطبع.

الجزء الثاني يستمر في نفس الاسلوب، فالأسماء التي كانت معنا في الجزء الأول أغلبهم مستمرٌ هنا، بالإضافة إلى أسماءٍ جديدة أهمها Elle Fanning، و Luca Marenilli، و Shioli Kutsana، وبالتأكيد مخرج Mad Max الرائع George Miller. فالأداء التمثيلي والحركي مجملًا كان ممتازًا، ليس الكل بالطبع على نفس المستوى، ولكن جودة هذا الجانب كانت عالية جدًا وتعزز من الشعور السينيمائي للعبتنا.

أسلوب لعب غاية في المتعة

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

في البداية، دعونا نوضح أمرًا هامًا. إذا كنت من الكارهين لفكرة أسلوب لعب Death Stranding من الاساس (وهو التوصيل)، فلعبة Death Stranding 2: On The Beach غير موجهة لك أبدًا. فاللعبة – مثل جزئها الاول – هي لعبة مغامرات هدفها ودورة اللعب فيها معتمدة بشكلٍ أساسي على التوصيل، وحتى لو حسنت اللعبة من جوانب أخرى كالاكشن، ما زالت أغلب إضافاتها وتحسيناتها تخدم جانب توصيل الطلبات، وهذا الأمر قد يزعج البعض، ولكنها فالنهاية لعبة تحمل نفس العنوان، ونفس البطل، بالتالي من المنطقي أن تكون وفية لما قدّم بالجزء الأول ومحبية، بتقديم نفس الأساس مع تحسينات عديدة، وهو نفس الاسلوب الذي نراه مع أغلب الأجزاء المكملة مؤخرًا (مثل The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom أو Gow Ragnarok)

التوصيل في Death Stranding 2 يكمل على اساس الجزء الأول، فما زال يجب عليك أن ترتيب شحناتك بشكلٍ منظم،  والتخطيط لرحلتك بذكاء وتختار ما تراه مناسبًا لك، وبالطبع يجب عليك استخدام الأدوات التي توفرها اللعبة لك، مثل الهياكل والأسلحة والمركبات واساسات البناء، مع استغلال نظام Social Strand System العبقري بالطبع. فاللعبة هنا تأخذ هذه الاساسات وتصقلها وتضيف عليها مجموعة من الأفكار، لتضمن تميز كل رحلة عن سابقتها!

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

أغلب الأمور التي تحصل عليها مع مرور الوقت في اللعبة، كالسلالم أو المركبات أو غيرها، ستحصل عليها بسرعة في الجزء الثاني، وبدايةً من الفصل الثالث ستبدأ اللعبة بالكشف عن إضافاتها بشكلٍ واضح، وحتى لو بدى الأمر وكأنه تكرار لنفس أفكار الجزء الأول مع مجموعة تحسينات، اريد أن أؤكد لكم ان الأمر هنا أمتع بكثير، فدعونا نتعرف على أهم عناصر أسلوب اللعب.

فلعبة Death Stranding 2: On The Beach تحمل معها إضافة جديدة كبيرة باللعب، وهي التغيرات والكوارث البيئية المتنوعة، فالجزء الأول احتوى على الأمطار الكيرالية التي تفسد شحنتك مع مرور الوقت، لكن الأمر في الجزء الثاني أصبح الأمر أوسع، فبالإضافة للأمطار هناك زلازل وحرائق وعواصف رملية وثلجية. هذه الإضافات ممتازة، ولكنها أيضًا فرصة ضائعة، فالزلازل نعم قد تؤثر عليك إذا كنت تتسلق جبلًا ورأيت الثلوج تنزل بسرعه اتجاهك، أو أن تسقط الصخور عليك وتكسر شحناتك، ولكنها أيضًا في حالات أخرى تتمثل في هز الشاشة فقط بدون وجود تأثير فعلي، أما العواصف فهي تصعب عليك الرؤية وكان مرحبًا بها كعقبة إضافية في طريقك، وأخيرًا الحرائق التي كانت الافضل بدون أدنى شك! وذلك لأنها تجبرك على التفكير، وأن تستخدم أدوات معينة لتجاوزها، ولكنها للأسف ليست بكثرة بقية العناصر البيئية.

غير العوامل البيئية، هناك أنواع مختلفة من العقبات قد تواجهك، فالبيئة نفسها أحيانًا تعتبر عقبة، وذلك في حال وجود مناطق وعرة يصعب تسلقها أو النزول منه، مثل ارتفاع منسوب مياه الأنهار، وحتي درجات الحرارة! ففي حال كان الجو حارًا أو باردًا بشكلٍ كبير، يؤثر الأمر على Sam من خلال استهلاك قدرة التحمل الخاصة به. بالإضافة العقبة جديدة (وبسيطة نسبيًا)، وهي كائنات صغيرة قد تصادفها في رحلتك تبدو كالحشرات، بعضها تمشي على الأرض وتهاجم صحتك، وبعضها الآخر يطير الذين قد يؤثروا على بطارية اللاعب، ولكن كلاهم يمكن تفاديهم وتجاوزهم بسهولة.

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

 

أحد العقبات العائدة من الجزء الأول أيضًا هي الـPTs (أو Peached Things). ففي الجزء الأول كانت مواجهاتهم ممتعة جدًا في البداية، وكان هناك إحساسٌ دائم بالقلق منهم، ولكن بمرور الوقت تقل رهبتهم، وتتكرر مواجهاتهم لدرجة الملل، خاصة وأن اللعبة تجعلك تتخلص منهم سريعا بعد ذلك. الجزء الثاني من Death Stranding للأسف لا يحسن من هذا الجانب. فنعم هناك نوعٌ جديد ضخم الحجم، وكان هناك بالرهبة منه في أول مواجهة أو اثنين، ولكن بعد ذلك يصبح مكررًا ومملًا أيضًا، وحتى أن هذا الجزء يجعل قتلهم أسهل، فنتيجة كل هذه العوامل أن متعة مواجهات الـPTs لم تصمد لعدة ساعات حتى مثل جزئها الأول واصبحت قيمتها أقل بشكل ملحوظ.

آخر العقبات التي ستواجهك هي المعسكرات، فمثل الجزء الأول، عالم Death Stranding 2 يحتوي على عددٍ من المعسكرات التي تكون فيها مواجهات مع الإرهابيين، وللأسف في الجزء الأول كانت مواجهاتهم متواضعة لأسباب كثيرة، ولكن مع الجزء الثاني سنرى تنوع أعداء أكبر، وتقديم العديد من التحسينات التي تجعل المواجهات أمتع بكثير، ولكن هذا الجانب سنتحدث عنه بعد قليل، الأهم الآن هو أن نرى نظام تقدم اللعبة، ونتعرف على الطرق المتنوعة لتخطي هذه العقبات.

في Death Stranding 2: On The Beach، هناك عدة أنظمة تقدم باللعب مثل نظام الاعجابات أو النجوم، فمثل الجزء الأول هدفك هنا توصيل محطات مختلفة بالشبكة الكيرالية، ولكلٍ منهم مقياسٌ بخمسة نجوم، يتم ملؤها بناءً على الاعجابات التي ستحصل عليها منهم اعتمادًا على جودة تنفيذك للمهام الرئيسية والفرعية، وعثورك على الشحنات الضائعة. كلما اكتسبت نجمةً جديدة ستحصل على معدات وأدوات جديدة، تختلف بين محطة وأخرى. اكتساب النجوم أمرٌ مهم ومفيد جدًا، لأن العتاد الذي ستحصل عليه مؤثرٌ بشكلٍ كبير على أسلوب اللعب.

مع إكمال كل طلب إضافي، ستزيد إحصائيات Sam بناءً على ما مر به في رحلته، فنعم هذا الجزء يقدم مجموعة من الإحصائيات التي يزيد مستوى Sam فيها تدريجيًا، ومع زيادتها يكتسب Sam قدرات إضافية أيضًا، ولهذا كان الأمر مشجعًا جدًا لإكمال المزيد من الطلبيات، سواء لزيادة إحصائياتك، أو اكتساب نجوم إضافية، أو اكتساب نقاط APAS، والتي كانت إضافة جميلة تعطيك قدرات مختلفة ومفيدة في عدة جوانب مختلفة كالتوصيل، القتال، المعدات الخ…

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

وواحدة من أروع أفكار الجزء الأول مثلما ذكرت هو نظام Social Strand System، الذي يجمع بين كل لاعبين Death Stranding، ويشجعهم لمساعدة بعضهم البعض لجعل رحلاتهم أقل شقاءً، فإذا كنت متصلًا بالإنترنت سترى المنشآت الذي بناها اللاعبون الآخرون كالطرق، والملاجيء، والمركبات، والسلالم، وشواحن البطاريات، والمزيد والمزيد من الأشياء التي ستسفيد منها في رحلتك، وسيستفيد منها اللاعبون الآخرون أيضًا. والجزء الثاني هنا يستمر في تقديم هذه الفكرة مع مجموعة من الإضافات والمنشآت الجديدة، والتي تمتد حتى للقتالات! فأثناء قتالك للزعماء قد تجد فجأة جسدًا يخرج من الأرض ليعطيك سلاحًا أو أكياس دم لكي تساندك في القتال.

وبما أننا تحدثنا عن المنشآت، فدعونا نتحدث بشكل عام عن الأساليب التي يمكنك فيها توصيل شحناتك. بالنسبة لشخصية Sam فلديه مجموعة ضخمة من الأدوات – فبعيدًا عن الأسلحة التي سنتطرق لها لاحقًا – مثل الهياكل بمستويات وأنواع مختلفة، سواء أردت التوصيل أو القتال أو التخفي، وكلٌ منهم يعطيك مزايا اضافية، أيضًا هناك قفازات لمساعدتك في الاماكن الوعرة، أو اقنعة من أجل قدرة التحمل الخاصة بك، بالإضافة أيضًا لناقلة طافية تحمل كمية لا بأس بها من الشحنات.

 أيضًا لديك المركبات التي ستقضي أغلب وقتك في استخدامها، مع وجود امكانية للتعديل عليها كزيادة بطاريات، أو إضافة جهاز يسحب الشحنات البعيدة التي تواجهها في طريقك بدلًا من أن تذهب لمكانهم كل مرة، وهناك وسيلة نقل جديدة أيضًا كانت الأمتع ولكن الأفضل أن تكتشوفها بنفسكم. من أجل أن تسرع الطريق على نفسك أيضًا من خلال بناء المنشآت والطرق التي ذكرناها سابقًا.

واحدة من أجمل إضافات Death Stranding 2: On The Beach هي سفينة DHV ماجيلان. ذكرنا فائدتها القصصية منذ قليل، ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك، فهذه السفينة توفر لك خيار Fast Travel أيضًا، وهو أمرٌ يسهل قيامك بالمهام الجانبية أو التجول في العالم. وأمرٌ إضافي تفيد فيه هذه السفينة هو الجانب القتالي، فمع تقدمك في اللعبة ستتمكن من إنزال هجوم على الأعداء من السفينة، ولهذا مع كل هذه الأمور فهي إضافة رائعة فعلًا.

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

بما أننا ذكرنا الجانب القتالي، دعونا نعود خطورة للوراء قليلًا مع Death Stranding الأولى. جانب الأكشن في هذه اللعبة كان متواضعًا، ونعم لعبة مثل هذه لا تحتاج لأن تكون لعبة تصويب منظور ثالث مثل Gears of War مثلًا، ولكن يُفضل على الأقل أن يكون ممتعًا، لكن الحال مع اللعبة ليس كذلك، فالمواجهات مكررة جدًا، العتاد المتوفر ليس كثيرًا، الذكاء الإصطناعي للاعداء متواضع، وقتالات الزعماء على الرغم من أجوائها الرائعة، ولكن من ناحية القتال عاديةٌ جدا، والجزء الثاني يدرك هذه المشاكل، ويحل أغلبها، لتكون النتيجة النهائية تجربة مستوى مواجهات أمتع بكثير.

طبيعة المواجهات في Death Stranding 2: On The Beach متنوعة. أسلوبها الأول هو القتال بالاسلحة. هذا الجزء يجعل تجربة التصويب أفضل، ليس فقط كميكانيكية، بل حتى من ناحية التنوع بالاسلحة والعتاد. فلعبتنا فيها كمية جيدة جدًا من الاسلحة، وأكثر من مناسبة للعبة أغلبها معتمد على التوصيل. فلديك هنا رشاشات و Shotguns وقناصات و قنابل وقاذفات قنابل وقائمة واسعة منهم، ولكلٍ منهم مستويات بزيادتها تزيد قوة السلاح وفاعليته.

أمرٌ كهذا لن يكون مفيدًا إلا بأعداء وزعماء تستطيع تطبيق هذا الجانب عليهم، ومن هذه الناحية، Death Stranding 2 كانت مبدعة. الأعداء هنا ليسوا فقط عبارة عن مجموعة إرهابين، بل هناك آلات جديدة، وهذه الآلات متنوعة بحد ذاتها، وبعضها قويٌ جدًا أيضًا، والذي يجعل الأمر أفضل أن طبيعة حركات الإرهابيين أو الآليين كانت أكثر تنوعًا وسرعة من الجزء الاول، وبالتالي تكون تجربة الأكشن مجملًا ضدهم أفضل بكثير مع تنوع الأسلحة والعتاد المذكورين منذ قليل.

أما من ناحية الزعماء، فلعبة Death Stranding 2 تحسن من هذا الجانب بشكلٍ كبير. وتقدم قتالات أكثر ملحمية ومتعة، مع المحافظة على الأجواء الرائعة التي تحيط بكل قتال، بصريًا وصوتيًا. فحركات الأعداء هنا اكثر، أسرع، وأشرس، وهذا الأمر يجعل قتالاتهم أمتع، خاصة حين تضع فالحسبان تنوع العتاد والأسلحة المذكورين. احيانًا يكون للزعماء أفكار مميزة، وأخص بالذكر هنا الزعيم الأخير الذي كان قتاله قمة في الروعة والابتكار. ومجملًا عدد الزعماء في اللعبة أكثر من الجزء الأول أيضًا، وحتى يمكنك أن تجد بعضهم في المحتوى الجانبي.

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

لعبة Death Stranding 2 لا تكتفي بقتال الأسلحة، بل توجد أساليب إضافية، كالقتال اليدوي والتخفي. القتال اليدوي ما زال بسيطًا، ضربات باليد والارجل مع قدرتك على تفادي بعض الحركات أو صدها، ولكن ما يزيد من متعته هو أنك قد تفتح حركات إضافية من خلال المحتوى الجانبي، أو حتى أحيانًا تستخدم أسلحة يدوية كسيفٍ على سبيل المثال. هذا الجانب لا تتوقع منه الكثير ولكنه حل موجود يمكنك استخدامه لزيادة فرصك في التغلب على الأعداء.

هناك طريقة أخرى للتخلص من الأعداء وهي التخفي، وقد يخطر في بالك أن هذا الجانب بالطبع سيكون عظيمًا، وهذا لأن اللعبة من Hideo Kojima، الشخص الذي قدم لنا سلسلة التخفي الأهم والأكثر نجاحًا Metal Gear، ولكن للأسف التخفي في Death Stranding 2 متواضع، فلا تصميم المراحل مناسب ويصنع فرصًا متنوعة مثلًا، ولا طبيعة حركة Sam ومعداته تساعد في ذلك، والأسوأ أن مستوى الذكاء الإصطناعي يفسد كل شيء. فللأسف مستوى ذكاء الأعداء متفاوت، وأغلب الوقت يكون ضعيفًا، سواءً في التخفي أو القتالات، وهو أمرٌ محبط أيضًا بالنظر إلى أن اللعبة من مبتكر ألعاب Metal Gear! ولكن ما تم ذكره لا يمنع من انك تستطيع اللعب بهذا الاسلوب، ولكنه ليس بمتعة الأكشن أبدًا ولا يقترب لمستواه حتى.

مستوى بصري مذهل

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

محرك Decima أثبت مع Horizon بجزئيها و Death Stranding الأولى أنه جبار رسوميًا، و Death Stranding 2: On The Beach هي اول لعبة من هذا المحرك مبنية خصيصًا لجهاز PlayStation 5، والنتيجة كانت خارقة، فلعبتنا رسوميا من الأفضل هذا الجيل، إن لم تكن الأفضل، وهذا الأمر يتضح من خلال عدة جوانب. فأولًا وجوه الشخصيات وتعابيرهم وحتى حركة أجسامهم كانت مبهرة وواقعية جدًا، ومع الإخراج العظيم الذي ذكرناه سابقًا فالمشاهد تبدو وكأنها من فيلم واقعي.

الجانب الرسومي لا يقتصر على الشخصيات، فتفاصيل البيئة من حولك بجميع أشكالها منقنة أيضًا، سواء بتصميم الصخور، أو الأشجار، أو الجبال، أو حتى المناطق الثلجية وحركة المياه، وغيرها العديد من الخامات البيئية رائعة المظهر، والأمر أيضًا يشمل التأثيرات البيئية، سواء النيران أو العواصف الرملية أو الثلجية، وأخيرًا الأمطار التي قد تكون الأفضل في اي لعبة. إضافة إلى البيئات فتفاصيل سفينة DHV أو الملاجيء أو المركبات أو حتى الطرق والجسور وكل الأمور التي يمكنك بناؤها كانت بمستوى قوي وممتاز.

المستوى البصري المبهر للعبة Death Stranding 2 ليس سببه القوة الرسومية فقط، بل أن توجه اللعبة الفني يرفع من قدره، والفضل هنا يعود بشكل كبير للرائع Yuji Shinkawa، الذي لطالما أعطى هوية خاصة لألعاب Hideo Kojima، و Death Stranding بجزئيها ليست استثناءً. فتصاميم الآلات والكائنات الغريبة في عالم اللعبة كانت مبهرة ومميزة، وتضيف لمسة فنية خاصة للمستوى الرسومي القوي الذي تمتاز يه Death Stranding 2.

روعة سمعية

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

على مستوى الهندسة الصوتية، Death Stranding 2 ممتازة أيضًا، سواءً أصوات البيئات من حولك والتأثيرات البيئية، أو أصوات خطواتك التي تختلف باختلاف السطح اللي تمشي عليه، وحتى أصوات الوحوش والـPTs، بالإضافة إلى المؤثرات وأصوات الأسلحة.

الجزء الأول للعبة Death Stranding كان من تلحين Ludvig Forsell، الملحن الذي عمل مع Hideo Kojima في PT الملغية و Metal Gear Solid V. موسيقى الجزء الأول كانت رائعة، ولكن الجانب الموسيقي الأفضل كانت الأغاني، فألبوم Death Stranding كان يضم مجموعة متنوعة من المغنيين بتصنيفاتٍ مختلفة، وهذه الأغاني كانت في غاية الجمال، لدرجة أني شخصيًا وبعد سنوات لازلت استمع لها، وخاصةً Low Roar، الفريق الذي ساهم في خلق هوية مميزة للعبة Death Stranding وكان الأبرز من بين الجميع، ولكن للأسف أكتوبر 2022 حمل معه الأخبار المؤسفة بوفاة Ryan Karazija، مما جعل حضور Low Roar في الجزء الثاني أقل بكثير.

لعبة Death Stranding 2: On The Beach من تلحين Ludvig Forsell و Woodkid، الذي كان حاضرًا بعدة اغاني في الجزء الأول، ومؤخرًا عمل على أعمال ناجحة مثل Arcane. وفي Death Stranding 2 المستوى الموسيقي مليء بالمقطوعات الرائعة، سواءً من Ludvig بألحان مثل Should We Have Connected أو BBs Theme بصوت Troy Baker، أو من Woodkid بالكثير من الأغاني والالحان الرائعة وأبرزهم To The Wilder و Minus Sixty one، وغيرهم الكثير من الألحان والأغاني التي لا تكتفي بها اللعبة، بل تضم مجموعة أغاني متنوعة من مغنيين مختلفين، وأحدهم Low Roar والذي على الرغم من قلة حضورهم إلا أن هذه الأغاني المحدودة كان لها وقعٌ خاص، يملؤه الحزن، خاصة القديمة منها.

مراجعة Death Stranding 2: On The Beach

هذا الجزء يحمل معه إضافةً جديدة، وهو مشغل الموسيقى، فمع تقدمك في اللعبة ستحصل على جهاز تستطيع من خلاله أن تشغل الموسيقى بحرية تامة، والخيارات في البداية ليست كثيرة ولكن كلما تقدمت فاللعبة أكثر كلما حصلت على أغانٍ إضافية، و تسمعهم لأول مرة في أثناء رحلتك من خلال تشغيل اللعبة لها تلقائيا مثل الجزء الأول، وحينها تنقطع الموسيقى التي من اختيارك وتبدأ الأغنية التي اختارتها اللعبة، وهذه اللحظات مثل الجزء الأول رائعة جدًا، تشعر دائما أنها تأتي فالتوقيت المناسبة، مدركة لمشاعرك مثل العودة من رحلة طويلة أو الانتهاء من قتال ملحمي، فهنا اللعبة تحافظ على جمال هذه اللحظات.

الإيجابيات
  • قصة رائعة في عالم خيال علمي متميز
  • فكرة الـ،Social Strand System
  • التوصيل ممتع طول فترة اللعب بسبب تنوع العقبات والمواقف والأدوات
  • مستوى أكشن جيد جدًا
  • قتالات زعماء ملحمية
  • إخراج مبتكر وعظيم جدًا للمشاهد السينيمائية
  • مستوى بصري خارق ومبهر
  • تصميم صوتي مُتقن

  • أداء تمثيلي ممتاز مجملًا

  • موسيقى وأغاني رائعة
السلبيات
  • مستوى تخفي متواضع
  • تفاوت مستوى الذكاء الإصطناعي للأعداء
  • مواجهات الـPTs أقل رهبة ومتعة من اول جزء
  • التسرع في عرض أحداث الفصل رقم 13
تقييم اللعبة من 10 - 9

9

إذا كانت تجربة Death Stranding الأولى تميزت بالخروج عن المألوف، فإن الجزء الثاني يأتي كتتمة أكثر نضجًا وإتقانًا. فقد نجحت اللعبة في معالجة معظم مشاكل الجزء الأول، وقدّمت تحسينات وإضافات جعلت من دورة اللعب أكثر تنوعًا ومتعة، مع الحفاظ على أجواء الخيال العلمي الساحرة وسرد قصة مشوّقة مليئة بالغموض، والإثارة، والجنون. هيديو كوجيما أطلق العنان لمخيلته في Death Stranding 2: On The Beach، والنتيجة كانت تجربة عظيمة تُعد من أبرز ما قُدّم في هذا الجيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

نبّهني عن
0 تعليقات
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى