منذ أن أبصرت Elden Ring النور، تغيّرت نظرة اللاعبين إلى ألعاب تقمّص الأدوار والعوالم المفتوحة. كانت تجربة ساحرة وقاسية، نُسجت بخيوط الغموض والخيال، وقدّمت عالماً مترامي الأطراف يُكافئ كل من تجرّأ على استكشافه. واليوم، تعود إلينا السلسلة بلعبة جديدة تحمل اسم Elden Ring Nightreign، لكنّها لا تأتي بصفتها توسعة أو فصلًا مكمّلًا، بل كلعبة مستقلة تمامًا، تقف شامخة بذاتها، وتعيدنا إلى بداية الرحلة… لكن من زاوية مختلفة تمامًا.
لعبة Nightreign ليست مجرد امتداد لتجربة Elden Ring، بل هي إعادة تصور جريئة للعناصر التي ميّزت السلسلة، مع تقديم رؤية أكثر قتامة ونضجًا. فعلى الرغم من أن أحداثها تدور في منطقة Limgrave المعروفة، إلا أنها تظهر هنا بهوية مختلفة تمامًا؛ مكسوّة بطبقات من الخراب والظلال، وكأنها انعكاس مظلم لما عهدناه سابقًا. من طابعها القصصي المنفصل، إلى طريقتها الجديدة في تقديم التحديات، تقدّم اللعبة تجربة فريدة تأخذ اللاعب إلى أعماق لم يطأها من قبل. هنا، لا مكان للراحة، ولا مجال للتكرار. كل خطوة في ليلة الحكم هي تحدٍ، وكل انتصار فيها له طعمه الخاص.
- اسم اللعبة Elden Ring Nightreign
- المطور FromSoftware
- الناشر Bandai Namco
- التصنيف Action - Roguelike
- المنصات PS4 - PS5 - PC - XSX|S - XONE
- منصة المراجعة PS5
- تاريخ الإصدار 28/5/2025
القصة
القصة ليست في الواجهة ... لكنها موجودة لمن يبحث عنها. في المشهد الافتتاحي، يتم تلخيص السياق العام بسرعة، دون التوسع في التفاصيل. من الواضح أن القصة ليست هي المحرك الرئيسي للتجربة في Nightreign، بل ترتكز اللعبة بشكل أكبر على التحدي، أسلوب اللعب، والجو العام، ومع ذلك، لمن يهتم بالغوص في خلفية العالم ومعرفة دوافع الشخصيات وأسرار الظلال، فهناك طرق متعددة لاكتشافها.
يمكنك استكشاف الكتب والمذكرات المنتشرة داخل قلعة الطاولة المستديرة (Roundtable)، والتي تحوي إشارات وتفاصيل عن الأحداث والشخصيات و"سادة الظلام".
أسلوب اللعب
كيف تغير أسلوب اللعبة عن اللعبة الاصلية؟
فريق FromSoftware يقدم تجربة لعب تختلف جذريًا عن تلك التي عهدناها في اللعبة الأصلية Elden Ring. يمكن القول إن الاستوديو قد مزج هذه المرة بين عناصر أسلوب اللعب التقليدي مع تلك المعهودة في Sekiro، ما أضاف طابعًا أكثر ديناميكية وسرعة على المعارك، مع الحفاظ على صعوبة التحديات التي تميز ألعاب FromSoftware. هذه الاضافة الجديدة جعلت من تجربة اللعب حماسية للغاية، خاصة عند خوضها ضمن فريق، حيث تبرز روعة نظام القتال وتتنوع طرق التعامل مع الأعداء.
أحد أبرز التحولات الجوهرية في هذا الإصدار هو اعتماد نظام "اختيار شخصيات جاهزة" بدلاً من إنشاء شخصية مخصصة كما في اللعبة الأصلية. يجد اللاعب نفسه أمام خيار انتقاء أحد "عابري الظلام" الثمانية، ولكل بطل منهم أسلوبه الفريد ومهاراته الخاصة، ما يمنح كل تجربة طابعًا مختلفًا ويضيف على اللعبة طابعًا مميزًا عن Elden Ring.
عالم اللعبة
تنتمي Nightreign إلى نوعية ألعاب Roguelike، حيث تبدأ المغامرة من موقع عشوائي ضمن منطقة Limveld، وعلى اللاعب وفريقه استكشاف المنطقة، القضاء على الأعداء، وجمع الـRunes التي تُستخدم لرفع المستوى، إذ إن بعض الأسلحة التي يتم العثور عليها في الصناديق تتطلب مستوى معينًا يتناسب مع ندرتها، وتزداد الإثارة مع وجود الزعماء الفرعيين (Mini Bosses) المنتشرين في أماكن متفرقة على الخريطة, وستُخَيّر بين 3 جوائز حينما تنتصر على أحدهم.
من خلال تجربتي للعبة Elden Ring: Nightreign نسخة اختبار الشبكة، كنت أتوقع أن النسخة الكاملة لن تقدم سوى تجربة مكررة مع تغييرات طفيفة، كأن تقتصر الإضافة على زعماء جدد في كل مرة تهزم فيها "سيد الظلام"، وهو زعيم اليوم الثالث والأخير، لكن ما حدث فاق توقعاتي تمامًا؛ فعندما تمكنت من هزيمة "سيد الظلام" في النسخة الكاملة، أتاحت لي اللعبة ستة أسياد ظلام جدد، كان يبدو في البداية أن لكل "سيد ظلام" عالمه الخاص… لكن تبيّن لي لاحقًا أن ما يجري في هذه العوالم ما هو إلا أحداث عشوائية أو Special Events، لا علاقة مباشرة لها بعالم "سيد الظلام" نفسه, صحيح أن بعض الأجواء والمظاهر تعكس طابع السيد الذي تواجهه، إلا أن تلك التغييرات تظل تجميلية أو موضوعية، وليست دلالة على وجود عالم مستقل له.
ومع ذلك، يحتفظ كل "سيد ظلام" بزعمائه الفرعيين الخاصين، الذين يظهرون خلال هذا الحدث بأسلوب يتماشى مع طبيعة السيد نفسه، مما يُضيف على كل مواجهة طابعاً فريداً ومميزاً, وبدل أن تقدّم اللعبة عوالم جديدة كلياً، اختارت أن تعيد استخدام الخريطة الأصلية بأسلوب ذكي ومتجدد، يحوّل كل مواجهة إلى تجربة خاصة وكأنها فصل مستقل ضمن حدث مؤقت، دون الانفصال فعلياً عن العالم الأساسي.
باختصار، Nightreign لا تكتفي بإضافة زعماء فرعيين وزعماء الليل لكل سيد ظلام جديد، بل تنجح في تقديم تجربة ديناميكية حية تجعل اللاعب مستمرًا في اللعب دون ملل، حيث يجد نفسه في تحدٍ متجدد في كل مرة يظن أنه بدأ يستوعب اللعبة, المشكلة الوحيدة تكمن في الجانب التقني، حيث أن بعض المناطق ستلاحظ فيها هبوطًا للإطارات.
قلعة الطاولة المستديرة
الطاولة المستديرة او بما تسمى بالـ Roundtable، هو المكان الذي يُعرف بالمركز الرئيسي، حيث يمكنك البحث عن رحلة استكشاف والانضمام إليها. كما يتيح لك هذا المكان التدرب على الشخصيات المختلفة، وتجربة قدراتهم لاختيار ما يناسبك من بينهم.
يمكنك كذلك تركيب الآثار او Relics الخاصة بك، وبيع ما لا تحتاجه منها وشراء ما ترغب به. هذا كان الانطباع الأولي لدي خلال تجربتي في اختبار الشبكة، لكن بعد أن قمت بجولة في المكان، بدأت أتساءل ما إذا كان هناك شيء مخفي هنا أو هناك... وهنا كانت المفاجأة. اكتشفت أن نظام المهمات (Quests) لا يزال موجودًا حتى في Elden Ring: Nightreign، ولكنه ليس بالشكل التقليدي الذي اعتدنا عليه، فعلى سبيل المثال، عند بداية رحلتك في اللعبة، ستكون جميع الشخصيات متاحة لك ما عدا شخصيتين فقط. ولكل منهما مهمة بسيطة للغاية، وبمجرد إكمالها ستُفتح لك الشخصيتان.
ومن بين الأمور التي أدهشتني فعلًا عالم الذكرى. في عالم الذكرى، تستطيع عيش ماضي كل شخصية من شخصيات عابري الظلام، وخوض رحلاتهم الشخصية بكل تفاصيلها. خلال الرحلة، ستواجه تحديات خاصة وتكتشف أسرار من الماضي، وتستطيع في أي وقت إنهاء رحلة الذكرى والعودة للعالم الحاضر، أو وقفها مؤقتًا من خلال "دفتر اليوميات" وإكمالها لاحقًا، لكن الذكريات تنتهي تلقائيًا إذا وصلت لنقطة تؤثر على أحداث الحاضر.
هل توجد أدوات/أسلحة جديدة ؟
للأسف، لا توجد أسلحة جديدة كليًا في Nightreign باستثناء أسلحة الشخصيات الخاصة، فجميع الأسلحة الأخرى مأخوذة من اللعبة الأصلية Elden Ring. ومع ذلك، لاحظت أن بعض هذه الأسلحة قد تم تعديلها بشكل طفيف، خصوصًا من ناحية (Ash of War)، حيث بعضها تختلف قدراتها وتأثيراتها عن النسخ الأصلية التي نعرفها في اللعبة الأساسية. هذا التغيير يضيف بعض التنوع ويعطي إحساسًا متجددًا حتى مع استخدام نفس الأسلحة القديمة.
رغم غياب الأسلحة الجديدة تمامًا، إلا أن طريقة تقديمها واستخدامها في هذه اللعبة تعطي تجربة مختلفة إلى حد ما، خاصة عند دمجها مع أنظمة الـRelics والمواجهات الفريدة في Nightreign. جميع الأسلحة في Nightreign تمتلك قدرة كامنة (Passive)، تُفعل تلقائيًا طالما أن السلاح مجهّز، بغض النظر عن اليد أو الخانة التي تضعه فيها, ويمكنك تجهيز ما يصل إلى ستة أسلحة في نفس الوقت.
من ناحية الأدوات، تُقدّم نظامًا جديدًا يُعرف باسم الـRelics، أو كما يمكن ترجمتها إلى "طقوس الآثار" كما أشرنا سابقًا. هذا النظام يشبه نظام الـPerks المعروف، حيث تمنحك كل طقوس أثر خصائص فريدة تُعزز من قدراتك، وتساعدك أثناء رحلات الاستكشاف والمواجهات. يمكنك اختيار الطقوس التي تناسب أسلوب لعبك، سواء كنت تفضل الهجوم، الدفاع، أو الدعم. ومع كل سيد ظلام تهزمه، ستحصل على طقس أثر خاص به يحمل قدرات قوية ومصممة لتتماشى مع طابع الزعيم الذي هزمته. هذه الطقوس لا تُعد مجرد إضافات تجميلية، بل تُشكل عنصرًا مهمًا في استراتيجية اللعب، وقد تكون الفارق بين النصر والهزيمة في المعارك الأصعب.
هل يوجد زعماء جدد ؟
نعم، لكن ليس بالشكل التقليدي الذي قد تتوقعه. زعماء "الليل" في Nightreign عبارة عن مزيج متنوع من شخصيات مألوفة وأخرى تعود من أعماق ماضي ألعاب FromSoftware. ستواجه بعض الزعماء المعروفين من Elden Ring مثل Margit وGodskin Duo، إلى جانب زعماء كلاسيكيين من ألعاب سابقة مثل Smelter Demon، و Duke’s Dear Freja من Dark Souls II، و Nameless King من Dark Souls III، وغيرهم الكثير ... .
هذا التنوع يخلق تجربة غامضة ومفاجئة، حيث لا يمكنك التنبؤ بمن ستواجه لاحقًا. الزعماء لا يظهرون جميعًا في مكان واحد، بل يتم توزيعهم حسب منطقة سيد الظلام التي تستكشفها، هذا المزج بين الجديد والقديم يجمع بين الحنين والتحدي، ويضيف عنصر المفاجأة في كل مواجهة.
الصعوبة والتحدي
اللعبة تحتفظ بصعوبة FromSoftware المعتادة، بل إن بعض الزعماء كانوا أقوياء إلى حد مزعج أحيانًا. قوة الزعماء الهجومية عالية جدًا، لذا لا بد من التركيز على نقاط ضعف سيد الظلام قبل دخول رحلة الاستكشاف. ولحسن الحظ، يتم توضيح نقطة ضعفه بجانب اسمه، حيث يظهر العنصر المناسب لمواجهته.
واحدة من أصعب اللحظات كانت عندما تلعب لمدة 20 إلى 45 دقيقة، تصل إلى الزعيم الأخير، تموت فجأة ... وتعيد كل شيء من جديد، بدون ضمان أنك تستطيع الوصول إليه مرة ثانية بنفس السهولة! من وجهة نظري، النجاح في مواجهة الزعماء يعتمد بدرجة كبيرة على تعاون الفريق، تنوع مهاراتهم، والتفاهم في توزيع الأدوار. هذا يسهل كثيرًا تجاوز العقبات. صحيح أنك تستطيع اللعب بشكل فردي، لكنها كانت تجربة مرهقة جدًا مقارنة باللعب الجماعي. اللعبة مصممة في الأساس ليتم خوضها مع فريق، فالوضع الفردي يعرضك لهجمات من كل الاتجاهات، ويصعّب عليك التحكم بمجريات القتال. بشكل عام، أرى أن الصعوبة مقبولة وممتعة في الوقت نفسه، فهي تشجعك على تجربة أكثر من أسلوب، وتدفعك لتكرار المحاولة بطريقة مختلفة في كل مرة.
الموسيقى والتصميم البصري
كعادة FromSoftware، يبدعون في تقديم تصميم بصري ساحر يخطف الأنفاس، خصوصًا في مناطق قتال سادة الظلام. كل منطقة تنبض بهويّة خاصة، تحمل طابع الزعيم نفسه، وتجذبك من أول لحظة، من الأجواء الكئيبة المليئة بالغموض، إلى الإضاءة المحسوبة بدقة، والتفاصيل الصغيرة في البيئة، التي تجعلك تشعر كأنك تمشي وسط لوحة فنية مرسومة بعناية. أحيانًا تنبهر لدرجة أنك تفكر بتوقيف القتال؛ فقط لكي تتأمل المشهد، ولكنك لا تستطيع بالطبع.
وإذا كان المشهد البصري يعطيك إحساسًا بالعظمة، فالموسيقى تضرب على وتر مختلف تمامًا. كل لحن مصمم ليخدم اللحظة: بداية المعركة تصاحبها نغمة ترفع الأدرينالين، وعندما يدخل الزعيم في طوره الثاني، تدخل الأوركسترا بطبقات جديدة، تجعلك تعيش الرهبة، وتستشعر حجم الخطر أمامك.
التكامل بين الصوت والصورة هنا ليس مجرد زينة، بل عنصر أساسي في بناء التجربة. تجربة لن تكتفي بأن تجعلك تلعب … بل "تشعر" بكل لحظة، بكل ضربة، وبكل نفس تاخذه شخصيتك قبل مواجهة سيد الليل.
مراجعة شاملة يعطيك العافية ، لكن أنا أظن أن عنصر التكرار سيكون متوقعا نظرا لكون اللعبة rogue-like