منذ أن تم إطلاق جهاز الNintendo Switch في عام 2017 كان هناك استوديو واحد من ضمن اسطول استديوهات Nintendo الذي تميّز بجودة الإصدارات والإستمرارية والثبات مع مرور السنوات منذ إطلاق الجهاز، والأمر لا يتعلق فقط بعناوين الاستوديو الخاصة، بل كذلك في المساهمة مع العاب Nintendo والمساعدة في إدارة مشاريعهم الأخرى مثل العاب Splatoon او The Legend of Zelda وغيرها من الأسماء الكبيرة التي شكّلت هويّة هذا الجيل للشركة وجعلته واحدة من انجح احهزة Nintendo على مرّ تاريخها.
لكن السبب الحقيقي الذي جعل Nintendo تفكر في الإستحواذ على هذا الاستوديو هي قدراتهم الكبيرة في صنع افكار جديدة وعوالم لم يكن لها مثيل في تصنيف الJRPG مثل العاب Xenogears و Baten Kaitos وغيرها من الروائع التي كان يرى السيّد Satoru Iwata قبل رحيله بأن Nintendo تفتقد لمثل هذه العناوين وذلك لقلّة العاب الJRPG ضمن عناوينها الكبيرة، وهذا ما دفع الشركة للإستحواذ على الاستوديو في عام 2007 ومنها انطلق العمل على لعبة Xenoblade Chronicles لترى النور في عام 2010 على جهاز الWii والتي كانت سابقة كبيرة في هذا التصنيف بفضل عالمها الضخم وقصتها الطموحة على جهاز كان متواضع آنذاك.
تلى هذا الإصدار جزء Xenoblade Chronicles X الذي تم إصداره حصريا على جهاز Wii U وبالرغم من أن الجزء يحمل نفس اسم السلسلة لكن ليست له علاقة بالقصة أو العالم حبث يعتبر جزء مستقل عن بقية الأجزاء، مع نزول جهاز الNintendo Switch وإصدار العاب السلسلة واحدة تلو الأخرى عليه كان السؤال دائما اذا سنرى هذا الجزء على الجهاز وذلك بإعتباره عالقا على جهاز الWii U وواحدة من الحصريات القليلة التي لم يتم نقلها، وبعد تصريح مخرج السلسلة السيد Tetsuya Takahashi بأن نقل هذا الجزء على الSwitch سيكون مكلفًا للغاية تبدّدت امال الجماهير برؤية هذا الجزء مرة اخرى، لكن مع مرور السنوات وازدياد جماهير السلسلة مع الإصدارات الجديدة قررّت Nintendo في إعلان مفاجئ عن إصدار نسخة محسنة لهذا الجزء وتحقيق اماني عشاق السلسلة اخيرا بلعب اللعبة على جهاز الNintedo Switch وجعل جميع العاب Xenoblade متوفرة على الجهاز، لكن السؤال ماهي التضحيات التي قدمتها Nintendo من اجل نقل اللعبة وكيف مستواها مقارنة بباقي اجزاء السلسلة؟
- اسم اللعبة: Xenoblade Chronicles X: Definitive Edition
- الناشر: Nintendo
- الاستوديو: Monolith Soft
- المخرج: Tetsuya Takahashi
- التصنيف: Action - JRPG
- المنصة: Nintendo Switch
- موعد الإصدار: 20 مارس 2025
- اللعبة لا تدعم اللغة العربية
- للمزيد من المعلومات عبر الموقع الرسمي
القصة
في العام 2054 شهد كوكب الأرض حرب كبيرة بين فصيلتين فضائيتين يُدعون بال"Ganglion" و ال"Ghosts"، مما أدت إلى دمار كوكب الأرض، حاولت البشريّة أو ما تبقى منها آنذاك القتال امامهم وحماية موطنهم من هذه الحرب بفضل التقنيات الجديدة المسمّى "Skell"، والتي تسمح لهم بالطيران عبر الفضاء، لكن لم يستطيعوا الصمود طويلا، ليقرّروا التراجع والإستقرار على كوكب إسمه "Mira" وبناء مدينة لوس انجلوس الجديدة الخاصة بهم، وهذا ما لم يعجب ال"Ganglion"، والذين يعتبرون هذا الكوكب موطنهم، لتبدأ قصة الخلاف والمحاولة للوصول إلى حلول سلميّة بينهم.
كما اسلفنا سابقًا قصة هذه اللعبة وعالمها ليست لها أي علاقة بالثلاثية الأصلية، مما يجعلها مدخلًا مناسبًا لأي شخص مهتم بالسلسلة، وستدرك هذا الأمر من البداية عندما ستطلب اللعبة منك صنع شخصيتك الخاصة وهو أمر غير معتاد عليه في السلسلة، منذ الساعات الأولى ستجد نفسك منغمسًا في عالم ضخم وفي غاية الجمالية ما بين المخلوقات الحيّة ومختلف الأجناس التي ستقابلها، لا شك أن اللعبة تتخذ توجهًا مختلفًا هذه المرة في طريقة سردها للقصة حيث لا تركّز على هذا الأمر كثيرا، فاللعبة غير مبنية عليها بالمقام الأول، بل هي تركز بشكل اكبر على استكشافك وتجولك في العالم ومصادفتك لأغرب الأشياء في طريقك وهو ربما ما لم يعجب عشاق السلسلة كثيرًا، لكني أرى هذه تجربة مميّزة بأفكار مختلفة، وهو شيءٌ يستحق الإحترام.
تقدّم اللعبة مجموعة كبيرة من الشخصيات القابلة للعب بقدر 22 شخصيّة وهي الأكبر في السلسلة. يمكن فتح معظمهم بعد قيامك لمهمات خاصة تسمّى "Affinity Quests" وهي مهمات تتعلق بهذه الشخصيات واحداث يمرون بها، بالطبع هذا العدد الكبير تأتي معها تضحيات من ناحية الكتابة وربما اعطاء الأهمية لهم مقارنة مع شخصيات اخرى، لم استطع الإنسجام كثيرًا مع معظم شخصيات هذه اللعبة بإستثناء "Lin" و "Elma" كانوا هم الشخصيات الأفضل في اللعبة وبفارق كبير برأيي.
أسلوب اللعب
يراود الكثير أفكار خاطئة عن أسلوب اللعب في سلسلة Xenoblade Chronicles، ويصفها البعض بالبطيء أو الملل، وهي أمورٌ غير صحيحة بتاتًا في نظري، ويعود السبب في ذلك الى التعليمات أو النصائح التي تقدمها اللعبة في البداية، والتي تكون مليئة بالتعقيدات المنفرّة للاعبين، ليس فقط في هذا الجزء بل اجزاء السلسلة عامة، وسأحاول شرح أسلوب اللعب بشكل مبسّط اكثر في هذه الجزء.
في البداية ستتمكّن شخصيتك من التحكم في سلاحين، وهما مسدّس وسيف، وجميعهم يمتلكون انواعًا كثيرة ومختلفة يمكن شرائها والحصول عليها، عند هجومك على اي عدو ستستطيع انت وبقية شخصيات ال"Party" المكوّنة من اربعة شخصيات الهجوم تلقائيا بفضل ال"Auto-Attack"، لكن لا تدع هذا الأمر يخدعك لأن اللعبة ستطلب منك باستمرار وضع شخصيتك في المكان المناسب اثناء القتال لإستخدام السلاح أو ال"Art" الافضل للقيام به حسب وضعيتك، عندما تكون بجانب العدو أو امامه أو خلفه دائما ما عليك الانتباه الى موقفك، هذا دون الحديث عن ميكانيك "Overdrive" وهي ميزة جديدة بالكامل ستفتح لك لاحقًا باللعبة، عند الوصول إلى عدد معيّن من ال"Technical Points"، وهي تزيد مع الهجوم التلقائي، ستعطيك إمكانية لإستخدام كومبو بين ال"Arts" في ثواني معدودة لإحداث اكبر قدر ممكن من الضرر على العدو، وهي مفيدة للغاية أمام ال"Bosses".
تتميّز اللعبة بميكانيكات كثيرة وأسلوب لعب عميق، يتم الإسفادة من أقصى قدراته من اقصى قدراته بفضل ال"Classes" العديدة التي يمكنك توظيفها لشخصيتك، وجميعها تقدم "Arts" جديدة بلا شك ستناسب أسلوب لعبك المفضل، بالطبع مع عتادات ودروع جديدة عليك أن تبحث عن الأفضل بينهم لصد هجمات العدو، و الأمر لا يقتصر على شخصيتك فقط بل جميع شخصيات ال"Party" المكونة من 22 شخصية تعطي اللعبة تنوعًا هائلاً في اساليب اللعب المختلفة.
العالم والإستكشاف
قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء لكن تركيز اللعبة وتصميمها العام ليس على القصة أو أسلوب اللعب، بل هو على العالم والإستكشاف، وهو أمر لطالما ميز السلسلة بشكل عام، لكن في هذا الجزء بالتحديد ستطلب اللعبة منك باستمرار الخروج من مدينة لوس انجلوس، والخروج الى العالم واستكشاف اسراره وما يحتويه من كنوز ومناطق مخفية، بل يصل الأمر الى ان تكون أحد شروط ومتطلبات استمرار القصة الرئيسية أن تفعل ذلك، اعتبر هذا الجانب فاصلًا كبيرًا عن إعجابك في اللعبة من عدمه، في حال رأيت ان العالم مثير للاهتمام ويثير فضولك لإستكشافه والبحث عن ادنى تفاصيله وتأمله كما فعلت أنا فأنت بلا شك ستعشق هذه الرحلة وستنغمس في واحدة من افضل عوالم ال"JRPG" في التصنيف بسهولة، واذا كنت لا ترى هذا العالم جاذباً بما فيه الكفاية للغوص فيه فهذه اللعبة ببساطة ليست لك.
عند تقدمك في اللعبة والقصة الرئيسية ستنفتح لك ميزة جديدة، وهي التحكم في الـ"Mecha" أو كما تسميها اللعبة "Skell"، هذه الميزة لا ابالغ عندما اقول انها ستفتح آفاق جديدة للاعبين في رحلتهم، حيث تستطيع السفر والتجول بين المناطق بكل سهولة وأريحية بسبب روعة ال"Skell" ومدى سهولة التحكم فيها، كما يمكنك القتال فيها كذلك، وتحمل معها أسلوب لعب مختلف مميّز و”Arts" خاصة بها.
الإضافات الجديدة
بالطبع مثل ما حصل في نسخة Xenoblade Chronicles: Definitive Edition، تأتي هذه النسخة كذلك مع تحسينات واضافات متوقعة، أبرز هذه التحسينات تأتي على Models الشخصيات ووجوهم وهي باختلاف كبير عن نسخة الـWii U، كما أن هناك تحسينات مرئية وصوتية كثيرة. تم رفع الدقّة العامة للعبة ليصبح مظهر العالم اكثر روعة وجمالًا في هذه النسخة، على مستوى الإضافات هناك إضافة جوهرية جديدة على أسلوب اللعب أثناء القتالات في زر الـY، والتي ستسمح لك باستخدام ال"Art" حتى قبل اكتمال العداد الخاص به، هذا سيجعل أسلوب اللعب اكثر سهولة لمن يرى هناك صعوبة وتعقيد حولها، وغيرها الكثير من الإضافات والتحسينات التي تجعل هذه النسخة الأفضل للعب بلا شك.
لكن ابرز إضافة حصلت هي على مستوى القصة، حيث اثارت نهاية النسخة الأصلية جدلًا بسبب عدم اكتمالها وذلك تلميحًا لجزء جديد أو إضافة تكملة لما سيحدث بالقصة لكن هذا الأمر لم يحدث كما نعرف، في هذه النسخة من اللعبة هناك حلقة كاملة ستأتي بعد مشهد النهاية وفيها منطقة جديدة بالكامل مع اكثر من Chapter لم يكن موجودًا في اللعبة الأصلية، ممّا يعني اكتمال أحداث اللعبة اخيرًا.
التوجه الفني والموسيقي
تتميّز مناطق اللعبة بتضاريس متنوعة ومرتفعات عالية يمكن التسلق والوصول إليها مشيًا أو باستخدام ال "Skell" الخاصة بك، لكن مايزيد بعض هذه المناطق جمالًا هي عندما تزورها ليلًا على سبيل المثال، وتستمتع بالأنوار المحيطة بها من نباتات أو مخلوقات حيّة، تعطي اللعبة إحساسًا حقيقيًا بأنك تزور كوكب مختلف عن كوكب الأرض، وذلك يتضح جليًا في عالمها الكبير والمتنوع.
لا شك أن الألبوم الموسيقي في سلسلة Xenoblade لطالما كان نقطة مضيئة في كل اجزائها، هذا الإهتمام الكبير في الألحان يمتدّ إلى هذا الجزء كذلك، وهذه المرة يقف خلفها رجلٌ لا شك أنك قد سمعت به لو كنت مهتماً في مجال الأنمي، الإسم الكبير Sawano Hiroyuki ملحن انمي Attack on Titans و Mobile Suit Gundam Unicorn وغيرها من الانميات الشهيرة، بالطبع جزء مني كان يفتقد إلى ملحن السلسلة الأسطوري Yasunori Mitsuda لكن استطاع Sawano بخبرته الكبيرة إعطاء نكهة مميّزة في هذا الجزء وطابع خاص، كونه جزء مختلف عن باقي الأجزاء.