مراجعة Assassin’s Creed Shadows

وأخيرًا شهدنا اليوم الذي تصدر فيه لعبة Assassin’s Creed أحداثها في البابان، هذا اليوم الذي كان يتمناه الكثير من اللاعبين منذ سنواتٍ طويلة، ولكن منذ الإعلان عن جزء Shadows وحتى الآن لم تحظى اللعبة بترقبٍ وحماسٍ كبير، وإنما كانت اللعبة مثيرة للجدل، وذلك لأسبابٍ خارجية يطول الحديث عنها.

بعد مجموعةٍ من التأجيلات، أخيرًا جاء الوقت لتجربة Assassin’s Creed Shadows، وهي الجزء الرئيسي الجديد من السلسلة بعد 5 سنوات من Assassin’s Creed Valhalla، اللعبة الأنجح في تاريخ السلسلة تجاريًا، فهل Assassin’s Creed Shadows هي اللعبة التي كان يطمح إليها جمهور السلسلة بعد سنوات من بداية التوجه الجديد ؟ وهل كانت تستحق الإنتظار الطويل من محبي السلسلة ؟ الأمر مُختلط بعض الشيء، فدعونا نتعرف على ما تقدمه هذه التجربة.

• اسم اللعبة Assassin’s Creed Shadows 
• المطور Ubisoft 
• الناشر Ubisoft 
• التصنيف Action RPG
• المنصات PS5 – XSX|S – PC
• منصة المراجعة PC 
• تاريخ الإصدار 20/3/2025
• اللعبة تدعم اللغة العربية
• للمزيد من المعلومات زوروا موقع اللعبة الرسمي

تنويه : اللعبة تحتوي على مشهد غير أخلاقي لشخصيات شاذة وهو اختياري بالكامل ، وأيضًا تحتوي اللعبة على بعض المعتقدات المنافية لعقيدتنا، لذا وجب النصح بعدم الإيمان أو التصديق بها.

قصةٌ محبطة

أحداث Assassin’s Creed Shadows تقع في عام 1579 في اليابان الإقطاعية، وهذه الأحداث نعيشها من خلال شخصيتين، الأولى هي شخصية Yasuke، الذي نراه فالبداية عبدًا وحارسًا شخصيًا لليسوعيين البرتغاليين، ولكن أحد شخصيات اللعبة المدعو بأودا نوبوناغا يُعجب به، ويضمه إلى حراسه، ليصبح بعدها حاميه الأول والساموراي الخاص به. على الجانب الآخر، لدينا شخصية Naoe، وهي شينوبي من عشيرة تسمى بإيغا، ورحلتها هي رحلة انتقام.

قصة Assassin’s Creed Shadows في البداية تعطي انطباعًا إيجابيًا، فتقديم كلا الشخصيتين كان جيدًا، واللعبة حافظت على وتيرةٍ جيدة من ناحية سرد الأحداث وصولًا إلى حدث معين داخل القصة، ولكن بعدها تصبح قصة اللعبة مملةً جدًا، فلا مفاجآت فيها، ولا وجود لأحداثٍ مثيرة للإهتمام أبدًا، وتقضي ساعاتٍ طويلة من اللعبة تشعر وكأنك تنجز مجموعة من المهام فقط، بدون حتى أن تهتم لأمر من ستغتاله أو حتى بدون تطور مثير للإهتمام لكلا الشخصيتين، وهذا الأمر يُفقدك انغماسك مع التجربة، ولكن على النهايات تتذكر اللعبة أن هناك قصة لترويها، وتظهر لنا مجموعةٌ من الأحداث بوتيرةٍ جيدة، وبعضها مثير للإهتمام بعض الشيء، ولكنها جاءت متأخرة جدًا ولا تستطيع أن تمحي ما أفسدته الساعات التي قبلها.

قبل كل مهمة اغتيال، يكون هناك بين 3 إلى 5 مهام رئيسية يجب عليك تنفيذهم، وبعيدًا عن مستواهم النصميمي، فهذه المهام عديمة الروح من الناحية القصصية، تضع في رحلتك العديد من الشخصيات بدون أن يكون لهم بناءٌ أو كاريزما خاصة يمكنك من خلالها الاهتمام بهم، والمشكلة الأكبر في قصة Assassin’s Creed Shadows هي أنها شبه عديمة القيمة بالنسبة للقصة المستمرة من السلسلة، وخاصةً قصة العصر الحديث، والتي بالمناسبة لا تتواجد تقريبًا، فقط خلال بعض المرات ستعرف بعضًا من المعلومات عن قصة اللعبة نفسها، وهذا الأمر يعتبر خطوة كبيرة إلى الوراء عمّا شهدناه في Assassin’s Creed Valhalla.

واحدة من الجوانب الجديدة في سلسلة Assassin’s Creed كانت الاختيارات، وهذا بالطبع يسيب انتقالها لتصنيف RPG، وجودة هذا الجانب في الأجزاء السابقة لم تكن جيدة، وكان يغلب عليها وهم الاختيار، حيث أن اللعبة تجعلك تشعر كأن اختيارك له قيمة، ولكن في الحقيقة هو غير مؤثر، وهذا الأمر للأسف ما زال  موجودًا في Assassin’s Creed Shadows، حتى في أحداثٍ محورية في نهاية اللعبة، ولكن إن كنت لا تريد أن تختار من الأساس وتريد قصة خطية بالكامل، فاللعبة توفر لك الخيار للعب القصة بأحداث محددة، وهي التي تعتبر الحقيقية في قصة السلسلة مستقبلًا.

شخصيتين قابلتين للعب

التغيير الأوضح في Assassin’s Creed Shadows عن باقي أجزاء السلسلة في آخر 8 سنوات هو وجود شخصيتان قابلتان للعب، وبالطبع هما Yasuke و Naoe كما ذكرنا سابقًا، وهذه ليست المرة الأولى في السلسلة التي من خلالها نلعب بشخصيتين، فلعبة Assassin’s Creed Syndicate كانت من بطولة التوأم Jacob Frye و Evie Frye، وعلى الرغم من أن لكلٍ منهما بعض القدرات المختلفة، ولكنهم كانوا يشتركون في كثير من القدرات، وأسلوب اللعب في أوقاتٍ كثيرة خاصةً في بداية اللعبة كان يبدو وكأنه نفسه، ولكن الأمر هنا في Assassin’s Creed Shadows مختلف، حيث أن Naoe و Yasuke أسلوبهما متضادٌ تمامًا.

Yasuke هو ساموراي، أسلوبه معتمد بنسبةٍ كبيرة على القتالات المباشرة، وقدرته على التخفي والباركور محدودة جدًا. Yasuke يمتلك مجموعة متنوعة من الأسلحة:

• قريبة المدى وهي سيف كاتانا طويل، ناجيناتا، وكانابو.
• بعيدة المدى وهي قوسٌ و بندقية.

اللعبة تسمح لك بأن تستخدم سلاحين، بشرط ألا يكونا من نفس النوع، وحتى لا يمكنك الإمساك بسلاحين مختلفين معًا، عكس ما كان موجودًا في Valhalla، ولكن قد يكون أمرٌ كهذا بسبب أنها أسلحة ثقيلة وأيضًا لاختلاف أسلوب قتال الساموراي عن الفايكنج.

أسلوب القتال بشكلٍ عام هو نفسه من ناحية الأساس و الميكانيكيات التي كانت في الأجزاء السابقة، فلكل سلاحٍ لديك هجمات خفيفة وثقيلة، وتستطيع تفادي الأعداء أو صد ضرباتهم، وعند فعل هذا بتوقيتٍ مثالي يترنح العدو، وأخيرًا يكون هناك قدرات مجهزة لاستخدامها مثل أغلب ألعاب الأكشن في الوقت الحالي. هذا النظام في الأجزاء السابقة لا يعتبر مثاليًا في تنفيذه، ولكنه قد يكون ممتعًا اعتمادًا على طبيعة المواجهات أو بسبب مستوى الأنيميشن، والقتال في Assassin’s Creed Shadows ليس مختلفًا أبدًا، فأغلب المشاكل ما زالت موجودة، وأغلب المزايا ما زالت حاضرة أبضًا.

بالنسبة لقتال Yasuke فهو متفاوت، ففي القلاع أو الحصون المنتشرة في عالم اللعبة، يكون القتال غير ممتع في كثيرٍ من الأحيان، وذلك لأن القتال يصبح عشوائيًا، ولكن في المهام المخصصة لشخصية Yasuke، خاصة المهام الرئيسية، يكون أسلوب القتال مسليًا بعض الشيء، وقد يكون أمرٌ كهذا بسبب مستوى الأنيميشن خاصة ال Finishers، الذين يحافظون على مستوى الدموية الذي رأيناه في الأجزاء السابقة.

للحصول على أسلوبٍ قتالي ممتاز أو حتى ممتع، التركيز على ما تمتلكه الشخصية الرئيسية من قدراتٍ ومهاراتٍ وأنيميشن ليس كافيًا، وإنما تصميم الأعداء هو ما يبرز جودة هذه العناصر، ويحدد مدى استمتاعك، وللأسف في لعبةٍ طويلة ك Assassin’s Creed Shadows، فتنوع الأعداء هنا ضعيف. هذا الجزء من السلسلة قد يكون الأقل من الناحية الخيالية منذ سنواتٍ طويلة، حتى مقارنة ببعض الأجزاء القديمة، وهذا الأمر قد يحد من كمية الأعداء التي قد يستطيع المطورون وضعها في اللعبة، ولكن أمرًا كهذا ليس بالضرورة يعني مشكلة، فبعض الألعاب لا يكون فيها خيالٌ أصلًا، وبالرغم من هذا تكون جيدة من ناحية التنوع. المشكلة هنا أن حركات الأعداء وتصرفاتهم داخل القتال محدودة جدًا، بشكلٍ مبالغٍ فيه، وهذا الأمر ينطبق على الزعماء أيضًا، ويفقدهم قيمتهم وتميزهم.

بالنسبة لباقي أسلوب اللعب لشخصية Yasuke، فهنا تأتي المشكلة الكبرى، حيث أننا كما ذكرنا سابقًا، قدرته على التخفي والباركور محدودةٌ جدا، واعتماده على المواجهات المباشرة فقط، هذا الأمر يجعله شخصيةً غير جذابة أبدًا من حيث أسلوب اللعب، وذلك لأن في المقابل Naoe تمتلك كل العناصر الأساسية فاللعبة، حتى القتال التي تعتبر أضعف فيه، فهو مسلي جدًا، وعمومًا مع تقدمك في التجربة ستشعر وكأن شخصية Naoe هي صاحبة أسلوب لعب فريد أكثر، وهي التي تحصل على أغلب العناصر المثيرة للاهتمام.

ما يجعل Assassin’s Creed Shadows اللعبة الأقرب لجذور السلسلة من بين ألعاب ال RPG هو أسلوب لعب شخصية Naoe، فهي شينوبي، تتميز بسرعتها وقدرتها على التخفي والباركور، ونعم سلاح Hidden Blade موجودٌ هنا. يمكنك أن تتساءل، ألم يكن سلاح Hidden Blade حاضرًا في الجزء الماضي مثلا ؟ وألم تسمح لك اللعبة بالتخفي ؟ الإجابة المختصرة هي نعم، ولكن تطبيق أمرٍ كهذا كان معيوبًا، وأهم هذه العيوب كان تصميم المراحل، والذي كان يحث أكثر على القتال المباشر وتصميمه للتخفي كان متواضعًا جدًا.

الجيد هنا أن هذا التصميم تحسن وأصبح استخدام التخفي غير مزعج. ما زالت الحشائش التي اصبحنا نشاهدها في كل الألعاب موجودة، وهنًا أيضًا يوجد إضافةٌ كالنوم بدلًا من الانحناء، وتكون مفيدةً في حالتين، الأولى هي الحشائش القصيرة والتي لن يفيد فيها الانحناء، والثانية هي أن بعض المباني يكون فيها مداخلٌ من أسفلها. التصميم المحسّن أيضًا شمل رجوع بعض العناصر التي تساعدك على التخفي، والتي تعود من الأجزاء السابقة، كالدواليب والصناديق والقش، أو وجود Cover System أيضًا، وإضافةً إلى هذه العناصر فاللعبة توفر بعضًا من الأدوات كالسكاكين أو القنابل الدخانية أو الأجراس، أو حتى تجعلك تسحب العدو للمكان الذي تريد قتله فيه، وهذه الأمور نعم قد تبدو بسيطة ولكنها تضيف حسًا استراتيجيًا لا بأس به وسط كل مهمة اغتيال.

أحد الجوانب التي تغيرت في الأجزاء الأخيرة للسلسلة هي طريقة كشفك للأعداء، فمنذ جزء Origins وتم استبدال Eagle Vision بنسرٍ تستخدمه ليطير فوق المنطقة ويكشف لك عن أماكن الأعداء، وتغييرٌ مثل هذا لم يحظى بترحيبٍ كبير من جمهور السلسلة، ولهذا قرر فريق التطوير أن يعود بجزء Shadows إلى الأسلوب القديم، ولكن مشكلتها أنك تستطع وضع علامة على الأعداء حتى وهم داخل المباني، مما يسهل الأمر بعض الشيء. على ذكر الأعداء، فمستوى الذكاء الإصطناعي تحسن بشكلٍ ملحوظ عن الأجزاء السابقة، ولكنه ليس مثاليًا، فما زال هناك بعض التصرفات الغبية الغير مفهومة، وما زال هناك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التحايل عليهم.

واحدة من أهم العناصر في أي جزء Assassin’s Creed هي الباركور، خاصة في الأجزاء القديمة، وجزء Assassin’s Creed Shadows يقدم هذا الجانب أفضل من ألعب تعاقب الأدوار الأخيرة، وذلك من خلال تقديم Animations ممتعة للعين، جعل شخصية ناوي سريعة، ووجود إضافة مثل الخطاف، والتي لا تعتبر إضافةً مبتكرةً بشكل كامل، حيث أنها كانت موجودة في جزء Syndicate، ولكن استخدامها هنا مختلفٌ بعض الشيء. أمرٌ آخر ساعد نظام الباركور هو تصميم المراحل، حيث يكون هناك أماكن ومباني تحثك على التسلق واستغلال هذه المرتفعات لصالحك.

مجملًا Naoe هي أول شخصية تشعر وكأنها Assassin فعلًا، وذلك لأن الشخصية محورها الأساسي هو التخفي والباكور، واللذان كانا ممتعين ومسليين، ولكن لا تتوقع مستوى ألعاب قديمة من السلسلة مثل Assassin’s Creed Unity التي صدت قبل 11 عام.

أسلوب لعب شخصية Naoe لا يقتصر فقط على هذين العنصرين، بل Naoe تمتلك أسلوب قتالٍ خاص بها، حتى وإن كانت ليست قوية بما يكفي للاعتماد عليه دائما. Naoe تمتلك 3 اسلحة وهم  Katana ، و Kusarigama ، و Tanto/Hidden Blade. السلاح الأفضل هو Kusarigama، وهو عبارة عن سلسلةٌ طويلة فيها شفرة معلقة، وهذا السلاح هو الأمتع بلا شك فاللعبة والأكثر تميزًا. مجملًا، الأسلوب القتالي بناوي كان سريعًا وممتعًا، ولكنه ليس دائمًا فعالًا خاصةً في بداية اللعبة بسبب أن صحة ناوي منخفضة مقارنة بشخصية Yasuke، وقد تموت بضربتين أو ثلاثة.

نظام التقدم والمهارات

سواءً شخصية Yasuke أو Naoe، كلاهما يتم تطويره من خلال شجرة مهارات خاصة به ومختلفة عن شجرة الشخصية الأخرى. شجرة المهارات في Assassin’s Creed Shadows أفضل بكثير من تلك التي في Assassin’s Creed Valhalla، وذلك لأنها أكثر تنظيمًا وفيها قدرات أكثر من مجرد زيادات في الأرقام والنسب فقط. سواءً Yasuke أو Naoe، فكل سلاح يملكونه يكون لديه شجرةٌ خاصةٌ به، والجيد أيضًا أنك تستطيع استعادة نقاطك إذا قررت أن تغير أسلوب لعبك.

مشكلة شجرة مهارات Assassin’s Creed Shadows هي طريقة التقدم فيها، فالمهارات في اللعبة لا تُفتح لك تلقائيًا مع زيادة مستواك، بل يجب عليك زيادة رتبة مهاراتك، وهذه يمكن زيادتها باستخدام نقاطٍ خاصة بها يمكنك الحصول عليها من خلال مجموعة من الأنشطة في العالم المفتوح، إذًا اللعبة تجبرك على الأنشطة الجانبية إذا أردت تحسين أسلوب لعبك … أهو بالضرورة أمرٌ سي ؟ لا ، ولكنها في لعبتنا سلبية، وذلك لأن هذه الأنشطة مكررة جدًا، وسنتحدت عنها بشكلٍ مفصل أكثر في الفقرة القادمة.

 مثل الأجزاء السابقة، فشخصيتك في هذه اللعبة لديها مستوى خاص بها، والأعداء والمهام أيضًا، ولكن تقدمك سيكون سلسًا، ولن تشعر أنك بحاجة إلى أن ترفع مستواك بشكلٍ واضح. بالنسبة لعتادك، فالواضح أن لعبتنا تحاول تبسيط عناصر ال RPG الخاصة بها، حيث أن الدرع الذي سترتديه لم يعد مقسمًا، بل أصبح كله ما عدا رأسك شيئًا واحدًا، والدروع هنا لديها تصنيفات خاصة، من عادي إلى أسطوري، والأسطوري بطبيعة الحال لديه تأثيرات مميزة. أيضًا تعود النقوش في Shadows، وهي تأثيرات يمكنك الحصول عليها وإضافتها للأسلحة. أيضًا يمكنك تطوير دروعك وأسلحتك إذا كنت معجبًا بتأثيراتهم. إضافةً إلى ذلك فمظهر دروعك أو اسلحتك يمكن تخصيصه كما تريد، حيث أنك تستطيع جعل شكل درعك مختلفًا عن الدرع الذي ستضعه بسبب قوته مثلًا. مجملُا، تشعر وكأن Assassin’s Creed Shadows تحاول تبسيط عناصر ال RPG الخاصة بها، وبدلًا من ذلك الإعتماد على شجرة المهارات لتخصيص لعبك، وهو أمرٌ لم أجده مزعجًا.

العالم المفتوح

كعادة سلسلة Assassin’s Creed، فلعبتنا لعبة عالم مفتوحٌ، وقبل الغوص في تفاصيله، فنؤكد لكم أنه عالم عليه ختم Ubisoft، ويشبه كل ألعابهم. عددٌ ضخمٌ جدًا من الأبراج، وحول كل برج مجموعة مختلفة من الأنشطة أو المناطق، والتي للأسف يغلب عليها الطابع المكرر.

الأنشطة في هذا العالم ليست متنوعة للغاية. أولًا لدينا الأنشطة التي يجب عليك القيام بها لزيادة رتبة مهاراتك كما ذكرنا سابقًا، وللأسف فهي تتكرر كثيرًا. النوعين الأكثر شيوعًا هم الصلاة عند الأضرحة و العثور على عنصر معين داخل معبد أو منطقة محددة، وهما يتكرران بشكلٍ ممل جدًا. أيضًا هنالك أنشطة تعتمد على QTEs مثل الكوجي كيري( التأمل بشخصية Naoe من خلال الضغط على أزرارٍ محددة). أول 4 مرات في هذا النشاط سيكون هناك فلاشباك لشخصية Naoe، وهو أمرٌ جيد، ولكن بعدها يصبح نشاطًا مكررًا. أما الكاتا لمن لا يعلم فهي تمارس في الفنون القتالية اليابانية، وهي عبارة عن حركات متتالية بترتيبّ محدد، وبعد فترة من الوقت لا تكون ممتعة أيضًا. نشاطٌ آخر قد تستخدمه هو رمي الأسهم فوق حصان، أو وجود كهف به صندوق( للأسف كل الكهوف متشابهة إلا ما ندر). خلاصة هذه النشاطات أن بعد مرور الوقت لا تصبح ممتعةً أبدًا، وتستمر في القيام بها لأن عليك فعل ذلك فقط.

غير هذه النشاطات فلعبتنا مليئة بالمعسكرات أو القلاع والحصون، وكلها للأسف لديها نفس الهدف. اقتل عددًا معينا من دايشو الساموراي ثم افتح الصندوق وانتهينا، وأما المعسكرات الأصغر فتقتل فيها الأعداء وتأخذ الموارد التي فيها، وكلامها نع مرور الوقت لا يكونا ممتعين أبدًا بسب تكرارهم. على سيرة التكرار، فالأحداث العشوائية تصميمها مكرر أيضًا، وأفكارها محدودة، قطاع طرق عاديين( يمكنهم أن يختبئوا لينقضوا عليك) أو مساعدة شخص ما، أو الدخول إلى قتالٍ بين طرفين.

طريقة تتبع المهام في لعبتنا تستمر على نهج Valhalla، فاللعبة لن تخبرك بأماكن الأهداف والمهام بالظبط، وإنما ستعطيك وصفًا أنت يجب أن تتبعه. أمر كهذا قد يجعلك تستكشف كل منطقة أو مرحلة بشكل أكبر، وأيضًا يمكنك استخدام Scouts لمعرفة منطقة المهمة، وال Scouts يمكن استخدامهم بأشكالٍ مختلفة، سواء لتتبع المهمة، لنقل الموارد من المعسكرات، أو تجهيز مخبأ للسفر السريع. هذه المخابيء يمكنك من خلالها السفر مثل الأبراج، ولكنها أيضًا تسمح لك بإعادة تعيين رفقائك أو مؤنك، وغيرها من الأمور.

أحد الإضافات الجيدة في Assassin’s Creed Valhalla كانت المخبأ، ولحسن الحظ، فهذا الجزء أيضًا يقدم هذا الجانب بشكلٍ جيد، فالمخبأ في Assassin’s Creed Shadows يمكنك تخصيصه كما أردت، سواءُ من الناحية الشكلية أو من ناحية المباني ونوعها.

على الناحية الشكلية يوجد في اللعبة العديد من الخيارات، أما من ناحية أنواع المباني فهم مختلفون، فبعضهم لل Scouts، وذكرنا فائدتهم بالاعلى. بعضهم المرافقين، وهم عبارة عن شخصيات يمكنك استدعاؤهم في المهام لمساعدتك في القتال او تشتيت الاعداء، واستخدامهم مختلف عن بعضهم البعض. أيضًا يوجد حدادٌ لتطوير أسلحتك ودروعك، وغيرها من المباني المختلفة التي عند تطويرها ستحصل على ميزاتٍ إضافية، ولهذا المخبأ ما زال جيدًا و من المستحسن الإهتمام به.

تصميم المهام

لعبة Assassin’s Creed Shadows فبها محتوى رئيسي وجانبي، ويمكنك التقدم فيه بالشكل الذي تريده، ولكن الأمر محدودٌ بالطبع بمستواك مقارنة بمتطلبات هذه المهام، وبالتالي على الأغلب ستكون المهام الرئيسية بنسبة 80% بمسار محدد. بشكلٍ عام المهام الرئيسية في اللعبة هي مهام اغتيال، تنتهي من عدو وتذهب إلى الآخر، ولكن قبل كل مهمة اغتيال يكون لديك عدد من المهام الرئيسية الأصغر (بين 3 إلى 5 مهمات). هذه المهام للأسف أغلبها متواضع وقد تكون حتى أضعف من مهامٍ جانبية في ألعابٍ أخرى أو حتى في السلسلة عمومًا، حتى أن بعض مهام اللعبة الجانبية تقدم محتوىً أكثر إثارة للإهتمام.

مهام الاغتيال الرئيسية مستواها مقبول، لكنها ليست الأفضل في السلسلة بالطبع. هناك سيناريوهين لإنهاء هذه المهام، الأول هو أن هناك أجزاءً محددة من هذه المهام تفرض عليك اللعبة شخصية معينة، والسيناريو الثاني وهو الغالب هو أن اللعبة تخيرك في أكثر من مرة أي شخصية تريد، وتصميم المهام يناسب أسلوب لعب كل شخصية حسب اختيارك، ولكن أيضًا وجب التنويه أن بعض المهام الرئيسية أو حتى الجانبية أو الأنشطة تفرض اللعبة فيها عليك شخصية محددة.

غير المهام الرئيسية، فيوجد في اللعبة مهامٌ جانبية، بعضها يمكنك الحصول عليه من خلال أحداثٍ عشوائية في طريقك، فعند مساعدة شخص سيخبرك بمكان مهمة معينة، وهو ما كان أمرًا جيدًا، وبعضها يمكنك الحصول عليه من خلال الشخصيات داخل المناطق أو القرى بالشكل التقليدي. هذه المهام متفاوتة، بعضها تقليدي جدًا، وبعضها فكرته جيدة، خاصة تلك التي تسعى فيها وراء جماعات مختلفة، وهذا لأنها تقدم زعماءً جدد أو مهام اغتيال أحيانًا تكون مميزة، ولكن ليست كلها بنفس المستوى. أيضًا بعض المهام تكون سلسلةً من المهام لشخصية معينة، وهذه الشخصيات تنضم إليك كمرافق بعدها، هذه المهام تصميميًا ليست مبهرة، ولكن إضافة المرافقين إلى خيارات أسلوب لعبك كان مرحبَا بها.

تميزٌ بصري وسمعي

لعبة Assassin’s Creed Shadows تمثل الجيل الجديد من ألعاب Assassin’s Creed، حيث أنها أول جزء يصدر لأجهزة الجيل التاسع فقط، وهذا الأمر يتضح فاللعبة، فمستوى الرسومات رائع، ليس فقط بتفاصيل البيئة، بل أيضًا بمستوى التحريك الرائع ومستوى المؤثرات المبهر، سواءً بتحريك الهواء للأشجار والحشائش وملابس الشخصية وغيرها، أو البرق، أو الأمطار، وغيرها العديد من التأثيرات التي تم تقديمها هنا بصورة ممتازة.

المستوى البصري الخلاب للعبة يتم دعمه بتوجهٍ فنيٍ مميز، ليس فقط بكونه جميلًا للعين، بل لأنه وكعادة ألعاب Assassin’s Creed  يصور الحقبة الزمنية والمكان الذي تدور فيه الأحداث بأفضل شكلٍ ممكن، وهذا من خلال التصاميم أو من خلال الأنشطة وارتباطها باليابان، او حتى الجانب السمعي من Assassin’s Creed Shadows، والذي كان جيدًٌا جدا ! فالألحان جميلة ومتنوعة وبعضها فيه لمسةٌ تجعل منها مميزة، وأما لأصوات البيئات من حولك فكانت بمستوى رائع.