من اين ابدأ وكيف من المعقول ان انتهي وأصمت بلا ردة فعل في تجربتي مع لعبة Resident Evil Village، دعوني اعود معكم لبداية كل الامور، بداية كارثة لم تكن بحِسبان شخصٍ عادي لا حول له ولاقوة تأثر بخبر وفاة زوجته التي كانت من المُفترض ان تكون في مُهمةٍ بسيطة، جليسة أطفال كما وصفتها الا انها لم تكن كذلك، اختفاءٌ دام ثلاث سنوات ثم اتصال مُفاجئ في عام 2017 يطلب المساعدة واذا به يُلبي الطلب سريعاً كأي زوج. ذهب Ethan الى لويزيانا مُتتبعاً الرسالة من زوجته Mia واذا به يدخل عالماً آخر لم يكن مُستعداً له ابداً واجه فيه مسوخ ومُتحولين واسلحةً بيلوجية و أمحى سُلالة وعائلة كاملة من الوجود وانتهى به الامر بين احضان زوجته التي اختفت طيلة ثلاث سنوات مُنقذاً اياها من فيروسٍ ووحوشٍ خطيرة، ظن Ethan ان قصته انتهت هناك حتى وقع مالم يكن بالحسبان وهذا ما سنتحدث عنه اليوم في مراجعة الجزء الثامن من سلسلة Resident Evil “القرية“
اللعبة متوفرة الان على جميع منصات Xbox و PlayStation للجيل الحالي والماضي Google Stadia وكذلك منصة الحاسب الشخصي PC، وبالامكان الحصول عليها من خلال صفحة Resident Evil Village الرسمية بالاضافة الى المزيد من المعلومات والعروض الخاصة بها.
قصة عائلة Winters تستمر
تقع احداث قصة الجزء الثامن من اللعبة في قارة أوروبا وذلك بعد ثلاثة اعوام من نهاية احداث الجزء السابع حيث تم ارسال العائلة لأوروبا لحمايتهم ومُراقبتهم خصوصاً بعدما حصل في الجزء السابع ظناً بأنهم مُستهدفون. تعيش العائلة في سلام ووئام في احد المنازل مع تواجد عضو جديد وهيRose ابنة Ethan و زوجته Mia والبالغة من العمر ستة أشهر تقريباً، تُعتبر Rose هي العائلة بالنسبة لـEthan بجانب زوجته Mia ولطالما كانوا بجانب بعض في كل شيءٍ، كان كل شيءٍ بخير حتى أتت احد الايام وحصل هجوم عنيف على المنزل من قِبل Chris Redfield وفِرقته التي القت بـ Mia على الأرض مُلطخةً بالدماء ثم دخول Chris وأخذ Rose بالقوة من Ethan. من هنا تبدأ احداث اللعبة حيث يستيقظ Ethan في وسط غابةٍ تكسوها بياض الثلوج وبجانبه جُنديٌ مقتول، يسير Ethan في الغابة ساعياً للبحث عن إبنته حتى ينتهي به المطاف في قريةٍ وسرعان ما عرف ان إبنته متواجده في مكان ما هنا وعليه حل جميع الالغاز ومواجهة الأعداء فيها لكي يصل لمراده.
الشخصيات
هنا سأتحدث معكم بأريحية اكثر وقد أميل الى تحليل بعض الشخصيات بدون حرقها نظراً لما اكدت عليه سابقاً Capcom، انها سعت واجتهدت في تقديم شخصياتٍ تبقى بالذاكرة ولا تُنسى.
-
شخصية Ethan Winters ( ولادة حقيقية من جديد )
لعل أحد ابرز السلبيات التي طالت الجزء السابع من اللعبة هو عدم وجود شخصية حقيقة لبطل اللعبة وكان عبارة عن كاميرة مُتنقلة لا أكثر، في الجزء الثامن اصبح لـEthan وجود وتغيرت شخصيته الى الأفضل حيث اصبح يتحدث اكثر ويتفاعل اكثر بل تعلم ايضاً اكثر. بعد نهاية احداث 2017 نُقل هو وعائلته الى اوروبا وخلال هذه السنوات الثلاث تم تدريب Ethan تدريباً عسكرياً وأصبح افضل في استخدام الاسلحة واصبحت حركته اسرع ويستطيع الآن ايضاً ضرب الأعداء ورميهم بعيداً عنه عند اختيار التوقيت المناسب لضغط زر الحماية. المؤدي الصوتي خلف شخصية Ethan هُنا تم اعطاءه مساحة اكبر للأبداع حيث تفاعل مع كل حدث بأنسب وافضل طريقة له مما جعلني كلاعب انغمس في شخصيته. أصبح Ethan يُحاور ويبدأ بالسؤال ويتفاعل مع من حوله حتى في ارض المعركة فهو يُعطي ردات فعلٍ تجعلك كلاعب تستمر في التقدم اكثر وأكثر لتحقيق الهدف أياً كان.
-
الدوق ( اليد اليُمنى )
عادت شخصية التاجر مرةً اخرى في هذا الجزء واضاف لللعبة نقطة قوة كما حدث سابقاً في الجزء الرابع من السلسلة. يُعد الدوق احد اكثر التُجار ثقةً من جميع سُكان القرية ومن قادة المنازل حيث يعرف الكثير والكثير عن القرية وعنهم ولم يكن مُجرد تاجر يبيع ويشتري منك بل كان عنصراً ساعد في بناء القصة وشارك فيها وهذا ما اعطاه اهميةً اكبر مما هي عليه واعطى للقصة جمالية بصوته الرائع.
-
قادة المنازل
سأتحدث هنا بشكلٍ عامٍ لكي لا احرق القادة وما سيُقدموه لكم في تلك القرية. لدينا اربعة قادة يختلفون في اخلاقياتهم وطريقة تفكيرهم وحتى في اهوائهم. كأي مجموعة أخرى حتى في المدارس هذه الايام، ترى الشخصية القوية والتي تُهيمن على كل شيء وترى الشخصية الصامته والشخصية التي يُستهزء منها بكثرة والشخصية التي تريد الحصول على القوة بأي طريقة. كذلك القادة الاربعة وبنفس الحالة مما جعل الامر مُمتعاً ورائعاً وقُدم بطريقةٍ ممتازة وتقريباً كل قائد قدم دوره بطريقةٍ مثالية في القصة.
-
Chris Redfield
كان تواجد هذه الشخصية في احداث الجزء الثامن امراً مِثالياً كونه استكمال مُباشر لأحداث الجزء السابع والتي شارك فيها Chris آنذاك، هُنا هو شخصية رئيسية مؤثرة بالقصة منذ بدايتها حتى نهايتها، مع اعادة تصميم الشخصية واعطاءه مظهراً مُناسباً لإسمه وخبرته قدم لنا واحدة من اجمل اداء لأي شخصية Chris Redfield في السلسلة. هو قائد لمجموعة من الجنود المُدربين افضل تدريب وكأي قائد، شخصيته هنا تمنع وبشدة تفشي معلومات اي مهمة يقومون بها مُباشرةً منهم وكان كتوماً بشدة ولأوقاتٍ طويلة.
-
الأم Miranda
ارادت Capcom تقديم شخصياتٍ لاتُنسى ولأجل تقديم ذلك عليك ربط هذه الشخصيات بأمورٍ هي اساساً ركن من اركان السلسلة وهذا مافعلته، تم ربط الماضي البعيد بالحاضر القريب وتوضيح الكثير من الامور خصوصاً لمُحبي السلسلة بشكلٍ عام ولن اكمل حتى تكتشفون ما أقصده بنفسكم.
-
بقية الشخصيات
هنالك العديد من الشخصيات في هذه اللعبة والتي بالرغم من ان بعضهم لم يخرج على الشاشة لأوقاتٍ كافية الا انهم قدموا اداءً مُبهراً في وقتٍ قصير، تمنيت لو انهم اعطوا وقتاً اكثر لهم الا ان اللعبة وتطور احداثها منع ذلك.
-
الأعداء
اهم النقاط المتغيرة كانت تنوع الأعداء كونها كانت حديث الناس في الجزء السابع، ففي الجزء الثامن حصل عكس ذلك تماماً حيث قدمت اللعبة عدة مناطق وفي كل منطقة اعداءٌ مختلفين ومُتنوعين مما جعل من مواجهتهم امراً ممتعاً. عندما تنتقل بين المناطق في القرية سترى اعداءً مُختلفين بل حتى طريقة قتالهم مُختلفة فبعضهم عدائي بشكلٍ حاد وبمجرد رؤيتك يهجم عليك وبعضهم يتسلل إليك حتى يهجم عليك، بعضهم بطيء وآخرين سريعين وإضافة لذلك، ان اردت استكشاف القرية اكثر وإيجاد الكنوز فقد وضعت الشركة مواجهات لزعماء جانبيين زادت من جمالية اللعبة والقتال والاستكشاف فيها.
اسلوب اللعب
Resident Evil Village هي لعبة رعب أكشن وتصويب من منظور الشخص الأول بالكامل الا انك لن تكون طوال الوقت في صراعٍ وقتال مع الاعداء، ستستطيع استكشاف الأماكن بهدوء لوقت، وفي وقتٍ آخر ستضطر لاستخدام اسلحتك للمواجهة. قدمت Capcom عدة اساليب لعب في هذا الجزء حيث تبدأ اللعبة برعب وخوف ثم تتحول لصراعٍ على النجاة من مجموعة مُتحولين ثم اكشن وتصويب وحل الغاز عدة.
برعت Capcom في هذا الامر حيث ان ارتفاع الوتيرة في احداث اللعبة من خوف ونجاة وصراعٍ على البقاء جعل التجربة مثالية. سأقولها لكم بطريقةٍ أخرى، حافظت الشركة على الهوية الحقيقية للعبة وهي الرعب وهكذا كانت بداية اللعبة حتى ان شخصية اللعبة كان يتصرف مثلنا، بِخوف ثم بعد عدة ساعات من اللعبة واعتياد على الاجواء اخذتنا Capcom الى رعب آخر وهو الرعب النفسي الكامل والنجاة، وكان الامر اشبه بالعالم المهجور المُخيف مع الاصوات المُختارة اصبح الامر نفسياً بالكامل.
بعد ذلك تحولت طريقة اللعب الى رعب وأكشن وبعد ساعاتٍ من المعاناة اصبحت انا وبطل اللعبة راغبين بشدة في قتل كل ما في طريقنا لتحقيق الهدف وذلك ما حصل عندما تحولت الجزئية الاخيرة من اللعبة لأكشن ممزوجة بقليل من الرعب، وقتها اصبح الرعب امراً لايشغل لا رأسي ولا رأس Ethan لأننا فقط نُريد تحقيق مرادنا بأي طريقة فقد وصلنا الى مراحل متقدمة من الاصرار والغضب.
كانت اللعبة مزيجاً رائعاً من عدة طرق لعب جمعها عنصر واحد كان رائع طوال اللعبة وهو الالغاز، هُنا ايضاً قدمت Capcom مجموعة الغاز متواصلة رائعة واضحة وليست بمُستعصية، مما يجعل اللاعب يستمتع اثناء حلها ولطالما كانت السلسلة مُتميزة بالالغاز فيها. عنصر اخر اضافي في اسلوب اللعب تارةً أعجب به وتارةً اخرى اراه سلبية، هو تنوع الأسلحة في اللعبة وهذا امرٌ ممتاز الا أن كثرتها جعل بعضها منسي.
يُقدم الجزء الثامن نظام صناعة (crafting) حيث تستطيع فيه صناعة رصاص لمُختلف الاسلحة، في الساعات الاولى من اللعبة وجدت كثرة الموارد امراً سلبياً حيث يجعل البحث عن الرصاص امراً غير مهم نظراً لسهولة صناعة الرصاص الا ان بعد فترة اصبح الامر عادلاً وموزونا، حيث اكتشفت أني اضعت العديد من الموارد في اوقاتٍ غير مهمة وكان من الاجدر الاحتفاظ بها لوقتِ الشدة. تميّز أيضاً هذا الجزء بإضافة حرية اكبر للاعب حيث اصبحت اللعبة شبيهة بعالمٍ مفتوح، وفي اي وقتٍ شئت تستطيع استكشاف اي منطقة، حتى لو تقدمت باللعبة فستستطيع استكشاف القرية او القلعة او أي منزل اضافةً الى ذلك كان استخدام البيئة من حولك عند مواجهة الاعداء امراً ايجابياً.
مواجهة الزُعماء في هذه اللعبة بعضها رائع جداً والآخر كان عادي، لم يتم تقدير كل الزعماء بنفس القدر الا ان القتال مع بعضهم كان رائعاً جداً واستمر بتقديم اموراً جديدة في اللعبة لم تكن موجودة سابقاً جعلت الجزء الثامن من السلسلة اكثر جزء استمتعت بلعبه وبقصته التي لم اتوقعها بالمرة هكذا وقد فاقت توقعاتي.
الأصوات
أبدعت Capcom من حيث الاصوات بشكلٍ عام في اللعبة سواءاً صوت الاعداء او تفاعل البيئة والاجواء او حتى الموسيقى المُستخدمة والتي كانت تعمل في وقتٍ مناسب جداً ادخلتني في جو اللعبة خصوصاً باللحظات التي لم تكن مُتوقعة أو اللحظات المؤثرة.
التصميم والبيئة
كانت منازل القرية جواباً كافي للأسئلة، حيث كانت توضح في كل زاوية منها ماحصل قبل وصولك، وكيف انقلبت الامور رأساً على عقب في لحظات، سترى بعض البيوت نظيفة وكأن سكانها تركوها على عجلة وبعضها تحتوي على رسائل توضح بشكلٍ اكبر اين ذهب سكان هذه المنازل وبعض المنازل يبدو وكأن هنالك عراكٌ قد حدث فيها ذهب ضحيته احد. البيئة كانت هي الراوية لحكاية القرية وقد ابدع فيها فريق التصميم، لم تكن القرية هي الوحيدة في اللعبة بل كانت هنالك عدة مناطق ولكل منطقة جوٌ خاص بها واعداءٌ مُختلفين مما زاد من التوتر والخوف لدي عندما دخلتها لأول مرة ولقد خدمت توجه الرعب في اللعبة. البيئة و المناخ المحاط بها كان مُصمم لبث الرعب في عقول اللاعبين ودمج الاصوات بها كان امراً مُخيفاً ومُروعاً، تخيل عزيزي القارئ وضعك عندما تكون في ساحةٍ مفتوحة وتسمع اصوات من يمينك وشمالك او عندما يكون الظلام داكناً وتمشي بهدوء ثم تسمع خرخشة من حولك، لقد كان امراً مخيفاً وجنونياً.
الأداء التقني
تعمل اللعبة على دقة 4K بالإضافة الى كونها تحتوي على تقنية تتبع الأشعة التي تعمل بطريقة مُمتازة جداً وسرعة اطارات تصل لـ60 إطاراً مع هبوطه قليلاً في بعض المناطق الا انه لم يكن مُضراً، كان تركيز الشركة على تقديم تجربة سينمائية رائعة بصرية ومليئة بالخوف ولم تكن لعبة سريعة تعتمد على سرعة الاطارات ومع ذلك كان اداءها سلساً ووصلت لسرعة عالية من الاطارات في غالب اوقات اللعبة وعند إغلاق ميزة تتبع الاشعة يُصبح الاداء افضل.
تمت مراجعة اللعبة على جهاز XBOX SERIES X بنسخة من اللعبة قدمها الناشر
لمشاهدة المزيد من مراجعاتنا تفضلوا بزيارتنا هنا
التقييم النهائي - 9
9
اثبتت Capcom مجدداً ان فكرة اعادة ابتكار طريقة لعب سلسة Resident Evil جيدة عندما جعلتها من منظور الشخص الاول بدايةً من الجزء السابع، كان هذا الخيار الانسب للانغماس في اللعبة واجواءها وهذا ما ميّز الجزء الثامن أيضاً. كتابة القصة واجواء و شخصيات واعداء جعلوا من هذه اللعبة احد افضل الالعاب بالسلسة ان لم تكن افضلها، هذا بالإضافة للجانب السينمائي باللعبة الذي اعتبره احد افضل الاضافات لها حيث ركزت الشركة في اظهار اللعبة بشكلٍ جميلٍ مرئياً بالإضافة لمقاطع سينمائية بحواراتٍ كافية خدمت اللعبة.