مراجعة Diablo IV

آخر إصدار من Diablo لم يكن بما يسمى النجاح الساحق فاللعبة لم تعجب الجميع وعانت من مشاكل عديدة عند الإصدار، ومما زاد الطين بلة هو المتجر الذي يعتمد على ال Microtransaction بشكل غير طبيعي مما أبعد محبين اللعبة عنها، ولكن مع مرور الوقت قامت Blizzard بتحسينات عديدة للجزء الثالث من Diablo حتى إسترجعت القليل من ثقة محبيها، ومع صدور البيتا وإعجاب الكثيرين بها حان الآن موعد اللعبة الكاملة لتحقيق ما وعدت به الجماهير.

اللعبة تتوفر على اجهزة  Xbox Series XS – PlayStation 5 – PC  وللحصول على المزيد من المعلومات أو شراء اللعبة يمكنم زيارة موقع اللعبة هنا.

وكالمُعتاد سنبدأ بأحد أهم اركان أي لعبة وهو القصة ويجب التنويه قبل البدء أن أي خرافة تكمن في القصة فهي مُجرد خرافة لا تمُت للواقع  بصلة ونحن لسنا داعمين لمثل هذه الخرافات.

القصة

دعني اخبرك بقصة عن حرب ما بين الجنة والجحيم ما بين الملائكة و الشياطين تسمى بالصراع الأزلي، صراع من طوله لا أحد يتذكر الفترة التي تسبقه من البداية الى اللا نهاية هذه فترة الصراع الأزلي، Inarius أحد الملائكة يبدأ بالتساؤل عن عن فائدة هذه الحرب ويتسلل الشعور بالتعب من هذه الحرب التي لا تنتهي فالواضح انه لا يستطيع أحد الفوز فما الهدف من القتال، يبدأ Inarius بالبحث عن من هم مثله أشخاص أصابهم اليأس من القتال فحصل على العديد من الحلفاء ومن ضمنهم Lilith ابنة Mephisto،كل هؤلاء الحلفاء  ينشقون ويهربون من الحرب وفي النهاية استطاعوا سرقة حجر العالم، باستخدام حجر العالم صنعوا عالم Sanctuary وهو العالم الذي تقع فيه أحداث عالم Diablo، ثم قاموا باستخدام الحجر من أجل إخفاء هذا العالم من الملائكة والشياطين الآخرين.

المنشقين بقيادة Inarius و Lilith عاشوا بسلام مع بعضهم البعض حتى أنهم قاموا بالتزواج من بينهم، مما قام بتكوين ال Nephalem، أتضح لاحقا أن  ال Nephalem يمكنهم الحصول على قدرات والدهيم مما يعني بأنهم لديهم إمكانيات أكبر بكثير من الملائكة والشياطين، هذا الأمر أقلق Inarius مما جعله يفكر بطرق لإضعافهم لأنه رأى أن وجودهم يهدد السلام الذي يتملك Sanctuary حاليا، ولكن هذا لم يكن رأي الكل ف Lilith على سبيل المثال رأت أنها فرصة وأرادت تربية وتدريب ال Nephalem من أجل تحدي الملائكة والشياطين، هذا الأمر أدى لخلاف ما بينهم أنتهى به الأمر بفوز Inarius و أعلن ان Sanctuary ملكه وتم نفي Lilith، ولكن مرور الوقت Inarius لم يستطع إخفاء Sanctuary وال Nephalem للأبد فبقية الشياطين إنتبهت لهم و رأو إمكانية إستخدامهم كسلاح ضد الملائكة، الشياطين شكلت ديانة لجلبهم اليهم واستخدامهم مما إضطر Inarius لتشكيل Cathedral of Light لمحاربة هذه الديانة الاخرى، وكأن الحرب شيء لا مفر منه إن كنت في إي عالم.

تبدأ قصتنا مع شخصيتك وهي تتجول في عاصفة ثلجية حتى يصل الى قرية تتعرض للهجوم من قبل مخلوقات مما يجبرك للذهاب والمغامرة وتخليصهم من هذا الهجوم، مع تقدمك بالقصة تكتشف أن Lilith قد رجعت من نفيها والآن يجب عليك أن تتبع آثارها لتكتشف مخططاتها وتحاول إيقافها، القصة لن تحاول أخذك في مجال عجيب و لن تحاول إعادة إختراع قصص الجنرا فهي إحدى القصص المعتادة حيث يحاول البطل إنقاذ العالم ولكن هنالك بعض المفاجئات التي ستفاجئك قليلا في بعض الأحيان.

الرتم في اللعبة مناسب جدا تشوبه بعض المشاكل في منتصفه ولكن سرعان ما يستعيد مكانه ويبقى في ارتفاع مستمر حتى تصل الى النهاية، مشكلتي الوحيدة انه في بعض الأحيان أحسست أنه هنالك بعض الشخصيات التي لم يتم التطرق لها كفاية وكأنها فرصة ضائعة، الصراحة أشك أنه هذا الشيء متعمد وسيتم إكمال هذه القصص في توسعة ستصدر لاحقًا ولكن هذا لم يأثر على التجربة العامة.

أسلوب اللعب

إذا سألت أحد عن أساس Diablo سيقول لك أنها لعبة عن قتل مجموعات كبيرة من الأعداء باستخدام قدراتك والسعي دائمًا من أجل تطوير شخصيتك لقتل المزيد من الأعداء، أسلوب اللعب لم يتغير كثيرًا Blizzard لم يعبثوا كثيرا بالفورملا وسعوا فقط اللإضافة عليها، القتال في اللعبة أكثر ديناميكية من كل الأجزاء السابقة، دائما ستحاول معرفة أفضل تركيبة لإستخدام قدراتك خصوصا مع التنوع من العتاد الذي ستحصل عليه والذي سيجعلك تغير أسلوب لعبك معه.

وجدت نفسي أستمر باللعب لفترات طويلة وبشكل إدماني مهمة واحدة فقط خندق واحد فقط باقي لي القليل لرفع المستوى سأرفع وثم أتوقف ولكن كما تعلمون لم أتوقف. تم التركيز إيضًا على سرعة القتال، وكم هو مرضي للاعب أن يقوم بتدمير ونعم قلت تدمير أحشاد من الأعداء بسرعة لا متناهية مما ساعد في توليد هذه الحلقة الإدمانية التي تأسر اللاعب.

أكثر ما كان يخوفني في اللعبة كان ال level scaling  فالأعداء تلقائيًا سيكونون على مستوى شخصيتك وهو ما اثار حفيظتي على التقدم وهل ستكون اللعبة سهلة جدًا، ولكن اللعبة ستبقيك على أعصابك إما من خلال عدد الأعداء وتنوعهم أو الزعماء وإختلاف طريقة التعامل معهم.

بالحديث عن الزعماء ربما كان أكثر ما أبهرني في هذا الجزء الزعماء، الزعماء في القصة الرئيسية كلهم مختلفون عن بعض ولهم تحركاتهم الخاصة بهم ويجب عليك أن تحفظ طريقة قتالهم لتستطيع الهرب من ضرباتهم، حتى زعماء الخنادق يختلفون عن بعض واضريت أن اجري بعض التعديلات على ال build الخاص بي عند مواجهة أحدهم خصوصا قبل وصولك الى المستوى 50 وبدئك البحث عن عتاد مخصص للbuild الخاص بك.

شجرة المهارات الشخصيات والتطويرات

البحث عن أفضل build لشخصيتك أمتع من أي وقت مضى تستطيع أن تكون الساحر للهجوم طويل المدى، البربي الذي يفضل الإقتراب من أعدائه وقتلهم أو Necromancer الذي يعتمد على جيش من الأموات لإرهاق أعدائه، ولا تظن أنك إن اخترت شخصية فإن التنوع ينتهي هنا فكل شخصية لها شجرة مهارات مخصصة تستطيع تغير أسلوب لعبك معها، الساحر مثلا يستطيع أن يتخصص في الثلج، الكهرباء أو النار ويمكن إختيار عدة أنواع تستطيع أن تكون الساحر الذي يؤدي ضرره عن طريق السحر الناري و يستخدم السحر الثلجي في الدفاع، أو ال Necromancer الذي يستطيع إحضار جيش من الموتى ولكن يمكنه إيضا تجاهل ذلك وإستخدام build عالي الضرر و يفجر الجثث التي يقتلها.

الأجمل من كل هذا انه يمكنك تغيير كل هذه الأشياء في أي لحظة و حتى خلال قيامك بإحدى المهام أو الخنادق كل ما عليك فعله هو دفع بعض الأموال لتغيير نقاط المهارات، حصلت مثلاً على عتاد قوي ولكنه يقوي سحر الثلج وانت ساحر نار حسنًا غير المهارات وحوله الى ساحر نار، طبعًا كل هذا قبل الوصول الى المستوى 50 فهنا ينطبق المثل (هنا يكرم المرء أو يهان) ويجب عليك أن تبحث عن build قوي ومحاولة الحصول على عتاد يقويه واي شيء ثاني يتم التخص منه، إحدى المشاكل التي لازلت أعاني منها هي الكمية من الأغراض التي تستطيع حملها لا يجوز أننا في 2023 ولازلنا نعاني من هذا الشيء استطيع الأعتراف انه هذه الحدود وجدت لقدرات الأجهزة السابقة ولكن الآن تطورنا ويجب على المطور التطور معنا.

أفضل إضافة لهم في هذا الجزء على خيار تعدي القصة الرئيسية وهم شيء مهم جدا إن كنت ستجلب شخصية جديدة ولا ترغب بلعب 35 ساعة من القصة لفتح القدرة على تجربة المحتوى بعد إنهاء اللعبة، لن يجب عليك لعب القصة الرئيسة من جديد كل ما عليك فعله هو القتل و رفع مستوى الشخصية.

العالم المفتوح

وما أدراك ما العالم المفتوح فور تملكي القدرة على رؤية الخارطة فوجئت بكبرها وتسائلت بيني وبين نفسي كيف سيحاولون ملئ هذا العالم، المفاجئة الجميلة كانت انه تم تعبئته بفعاليات مختلفة هنالك الخنادق الكثيرة الذي يجب إنهائها من أجل الحصول على ال Aspects،الشيء الثاني وهو ال cells وهو خندق مصغر يحتوي على قتال سريع،مدن كبيرة ومستعمرات صغيرة تحتوي على كل ما تحتاجه من مناطق تنقل محلات وشخصيات تعطي مهام فرعية.

فور أن تصل لمنطقة مجهولة في السابق يختفي الضباب عن المنطقة ويمكنك رؤية كل الأشياء، ولكن ستظل هنالك بعض الأشياء المخفية مثل تماثيل Lilith وهي تماثيل مخفية في الخريطة ما ان تكتشفها سترفع من أحدى نقاط قوة شخصيتك، الجميل في الأمر أنه فور عثورك عليها لن تحتاج على العثور عليها مجددًا مع الشخصيات الأخرى.

السؤال الصعب للمطور كان كيف أستطيع أن أجعل هذا العالم الواسع والكبير ممتعًا للإستكشاف ومرضي للاعب، جاء جواب المطور عن طريق المكافئات، كل ما أنجزت شيئًا في الخريطة تحصل على نقاط مثل إنجاز مهمات فرعية إكمال خنادق وغيرها الكثير فور وصولك الى حد معين ستحصل على مكافئات مثل نقاط القدرات و رفع عدد إستخدامك لقنينات إسترجاع الطاقة، صراحةً أكثر شيء جذب إهتمامي من هذه الأشياء هو عدد إستخدام قنينات إسترجاع الطاقة.

هنالك إيضًا بعض المهمات التي تظهر فجأة في العالم ويمكن لكل شخص متواجد في هذا العالم المشاركة فيها، منها البقاء على قيد الحياة لمدة معينة، محاولة تحدي مجموعة زعماء أو حتى الدفاع عن منطقة، كم من الممتع رؤية 5 أشخاص يعملون لسبب واحد ولا يوقفهم سوى الإتصال بالإنترنت.

World Tier

هنالك تعدد في الصعوبة في اللعبة تستطيع لعب اللعبة على أربع مستويات إثنتان منهم متواجدتان في بداية اللعبة والإثنتان الباقيات لن تستطيع تجريبهم إلا بعد وصولك الى المستوى 50، كل ما رفعت الصعوبة ستحصل على أغراض أفضل وإن أردت الحصول على أفضل الأغراض والأسلحة ما عليك سوى محاولة الصمود على أعلى مستوى.

التوجه الفني

هذه أجمل Diablo لعبتها حتى الآن وليس بسبب تطور العتاد، ولكن رؤية تلك الأماكن وكأنها حية أمر غريب الشعور بالبرد و الوحدة من المناطق الثلجية، جمال الصحراء في سكناها والرعب حين دخول مناطق الشياطين، كل هذا ولم ناخذ بالإعتبار الإهتمام بالتفاصيل التي تراها مثل أثر الرجل على الأرضية قطرات الدم المتناثرة على الأرض بعد قتل الأعداء، الإهتمام بالتفاصيل كان مميز الصراحة.

إن أردت مدح اللعبة في شيء فيجب ذكر الزوايا، غير طبيعي كيفية تغيير نظرتك للمشهد فقط من خلال تغيير زاوية رؤية المشهد، ستشاهد مثلاً كنيسة أو قلعة وتسمع أحد يتكلم عنها وعن أهميتها ولن تحس بشيء ولكن فور تغير الزاوية نظرت إليها بتمعن ولاحظت هيبتها.

شيء آخر يجب الإشادة به هو ال Visual Effects خلال القتال، تقريبًا كل القدرات لديها تأثير خاص بها، وليس هنالك أجمل وأكثر  من مهارات الساحر رؤية أفعى كبيرة من النار تلف وتلتهم خصمك أو عاصفة من الثلج تجمد كل ما هو قريب منها، يجب أن إعطي كل إشادة ممكنة للناس القائمة على هذه التأثيرات فهي ممتعة للعين.

الأداء الصوتي والموسيقى

الموسيقى في اللعبة رائعة تشعر وكأنها خليط من Diablo القديمة و الجديدة، الحماس حين قتال الزعماء رائع ويضيف شعور الرهبة خصوصًا عند تبقي القليل من الطاقة. أما التمثيل الصوتي فهو ممتاز ويضيف شعور الشخصية حين إلقاء قصتها، بل حتى أني تفاجئت أنه حتى المهمات الفرعية يصاحبها أداء صوتي رائع وليس تكملة عدد.

الأداء التقني

أكثر ما فاجئني في اللعبة صراحة هو صدورها بدون العديد من المشاكل التقنية، خصوصًا أنها لعبة أونلاين ويجب الإتصال بالإنترنت دائمًا بالنظر الى العاب صدرت بنفس فترتها والتي عانت من مشاكل، طبعًا لازال فيها بعض المشاكل مثل بعض التأخير في بعض الأحيان و مشكلة في زاوية الكاميرا في بعض قتالات الزعماء قد تكلفك الكثير من الوقت في إعادة تحديه (هنالك زعيم يأخذ تقريبا 10 دقائق خسرت ضده مرتين بسبب قدرته و سوء زاوية الكاميرا).لكن عموما الأداء التقني جيد وفاجئني الصراحة على وضع عالم الألعاب حاليًا.

*أُجرِيت هذه المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز  Xbox Series X

للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا